
العبور إلى لندن
أن تثابر بإصرار للوصول إلى منفى اخترته أنتَ، هاربًا من بلادك، دون أن يبادر إلى ذهنك سؤال: ماذا لو دافعت عن بلادي بذات الإصرار وتحملت الأعباء ذاتها؟ هل ستبقى البلاد عصية على الحياة؟ أسئلة تبقى معلقة على جبين الصمت

السودان.. هي هجرة أخرى
تزداد أعداد الكفاءات الشابة المهاجرة من السودان يومًا بعد يوم ويتواصل النزيف بشكل غير مسبوق. تفيد الإحصاءات الرسمية أن عدد المهاجرين، في الفترة بين عامي 2009 و2014، قد بلغ 347 ألف مهاجر كما صارت الهجرة ظاهرة في السودان منذ حوالي ربع قرن

لماذا شجّع السودانيون الجزائر؟
العلاقة بين السودان ومصر، على المستوى الشعبي، معقدة للغاية، وليس كما تصوّرها الدعاية الرسمية في البلدين، وهي تنثر عبارات "الأخوَّة، المصير المشترك..". الأمر أعمق، وربما يعود في جزء كبير منه إلى الحكم المصري للسودان

شباب في جثث الأحزاب!
من تجربتي الشخصية، تتعامل الأحزاب مع شبابها، في أحسن الأحوال، كبيادق الشطرنج، والويل للبيدق الذي يفكر في الاعتراض أو مراجعة الأوامر، أو حتى فهم اللعبة، فوجودهم لا يعدو أن يكون "مكياج" تحاول به الأحزاب إخفاء تجاعيد الشيخوخة

أن تكون عربياً في السودان
رفعت حكومة الإسلاميين منذ مجيئها، شعارات العروبة والإسلام في مواجهة أعدائها من السودانيين خارج هذين النطاقين، ومضت بالتمييز العرقي إلى مداه الأقصى، ما أدى في النهاية إلى انفجار الحروب كما نراها اليوم في أطراف البلاد

نحن أبناء الفجيعة
نحن أبناء الفجيعة، رأينا كل ما يبعث على السخرية. رأينا النفط يتدفق وأسعار المحروقات ترتفع، رأينا من يموت بالتخمة ومن يموت بالجوع، رأينا السياسي في قصره والعالم يسكن بالإيجار. رأينا أكثر المسؤولين فشلًا تكرمه الرئاسة

اقتلوا هاري بوتر!
إن ما يفعله "أنتم تعرفون من" السوداني، تجاه الطلاب، يشبه محاولة "فولدمورت"، في كتاب جوان رولينج، القضاء على الطفل "هاري بوتر" قبل أن يشتد عوده، فكأن "أنتم تعرفون من" الذي يخصنا، يفعل مثل فرعون في قصة موسى الميثولوجية

أنا مع حصار بلادي!
طالما أن هذا الحصار يؤثّر عليهم أكثر مني كفردٍ في هذا الشعب المنكوب، فأفضِّل ألا يتم رفعه! ففي حالِ رُفع فسيخفّف عني فقط نسبة 20% من معاناتي الممتدة منذ ربع قرن. إنهم يستخدمونني درعًا في مواجهة سياط العالم ليس غير

هم ليسوا "نفرات"
جاء مصطلح "النفرات" الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة إلى اللاجئين، من باب المضحك المبكي، ولكنه وللأسف بات يفرغ القصة الحقيقية من معناها، وخاصةً على صفحات الفيسبوك، حيث لا يُظهر أي ملمح لحال هؤلاء الناس

أحمد إذ يخترع وطنه..
نحن في ورطة شبه دائمة لأن الوطن غير محفز على الاختراع. ولذلك يفرح الناس كثيرًا في السودان، لمجرد أن يخترع أحدهم أي شيء فماذا لو تعلق الأمر بمراهق سوداني يخترع ساعة حائط في مدرسة أمريكية، ربما لا تكون ذات جدوى، ولكننا كسودانين شعرنا بالفخر