شباب في جثث الأحزاب!
22 أكتوبر 2015
ما الذي يفعله الشباب في السودان، داخل أروقة أحزاب تعبد تاريخها، وتحكمها عقول شائخة تهوِّم خارج زمنهم الآني، من دون أدنى فرصة ليتقدموا فيها إلى صفوف اتخاذ القرار دون وصاية؟
ما يثير الدهشة هو انضمام الشباب، وهم يفورون رغبة في التغيير وتوقًا للديمقراطية، إلى حزب يحكمه "زعيمٌ حتى الموت"
يساورني هذا التساؤل وأنا أرى شبابًا ذوي قدرات عالية يضيعون في مماشي كيانات قديمة ومريضة، تحكمها الأسطورة والتقديس، دينيًا كان أم "ثوريًا"، فلا فرق كبير بين حزب يستند على طائفة دينية صوفيَّة ويدور حول أسرة مقدسة، مثل "الاتحادي الديمقراطي"، و"الأمة القومي"، أو حزب يُفترض فيه "التجاوز" مثل "الشيوعي" المحنَّط حول أفكارٍ أرثوذكسية وقيادة لم تخرج من حقبة الستينيات بعد، ناهيك عن أحزاب فلسفتها مبنية أصلًا على تقديس الفرد، مثل "البعث العربي الاشتراكي" و"الناصري". بل حتى الكيانات التي أنشئت لتكون "قوى حديثة" أصابتها العدوى فصارت كسيحةً طاردةً للشباب الذين قامت بهم ولهم- كما تقول دعايتها.
إن حزبًا يحكمه "زعيمٌ حتى الموت" في سن الصادق المهدي أو محمد عثمان الميرغني؛ مع احتمالية عالية لتوريث أبنائه الحزب والمفاهيم ذاتها؛ يثير الدهشة انضمام شباب إليه، وهم يفورون رغبة في التغيير وتوقًا للديمقراطية ولتصفيةِ فسادٍ عتيق! فلا شيء يشير إلى صلاحية حزب كهذا للعب دور "راعي الديمقراطية" أو "الساعي إلى التغيير". فلا الديمقراطية هي التي تسيِّره، ولا التغيير يمثل فلسفةً يهتدي بها في هياكله.
من تجربتي الشخصية، تتعامل الأحزاب مع شبابها، في أحسن الأحوال، كبيادق الشطرنج، والويل للبيدق الذي يفكر في الاعتراض أو مراجعة الأوامر، أو حتى فهم اللعبة، فوجودهم لا يعدو أن يكون "مكياج" تحاول به الأحزاب إخفاء تجاعيد الشيخوخة، أو منشِّطًا مؤقتًا لإخفاء تصلُّب شرايينها وعطب أجهزتها الداخلية، وفي ما عدا هذا، لا يُقرَّب من الشباب غير الممسوخين نُسخًا أخرى من الزعيم وتفكيره، في حالة أشبه بـ"العمالة الداخلية".
ستظل كل تحركات الأحزاب التقليدية السودانية محكومة، في رأيي، بركاكة تجعلها خارج التأثير، فلا خطابها عاد صالحًا، ولا آلياتها السلحفائية تماشي ركض الأحداث، ولا مفاهيمها المغبرَّة صالحة للهضم في زمن يدين بالشك والضجر. لذا تبدو محاولة بعض الشباب الانضمام إليها علَّهم يصيرون قطع غيار تدير الماكينات المعطلة، فتتحرك إلى الأمام؛ محض أحلام تهدر قواهم بدل استثمارها في اجتراح طرق جديدة تتفق وأهدافهم التي هي بالتأكيد ليست أهداف أولئك الأجداد وأحزابهم الأسرية.
يعلمنا التاريخ أن الرهان الذي لا يخيب هو الرهان على الشباب، ليس بمعنى صغار السن فقط، بل الشباب كفعل خالص، كأداة تقع مكان القلب في حركة التغيير الحتمية، فتصير متسقة مع إيقاع التاريخ دون نشاز ولا كبح من حالمين بالخلود وعيش أزمانهم وأزمان غيرهم وكأن ليس سواهم يصلح أن يُرى.
فلنلاحظ أن الهبّات والثورات التي اندلعت في السودان خلال العقدين الماضيين أشعلها شبابٌ، وهم وقودها، دون الخضوع إلى "رمز" ما، في عمر أجدادهم، فهل يكفي هذا للدلالة على ضمور التشكيلات التقليدية القديمة، وأن فعل التغيير يقتضي خروج الشباب من أزمان الأحزاب الميتة إلى كياناتهم الخاصة المعبِّرة عنهم وعن زمنهم، بدلًا من إهدار طاقاتهم في محاولة نفخ الروح في جثة تسمى "حزبًا تاريخيًا"؟ بالنسبة لي هذا يكفي تمامًا.
اقرأ/ي للكاتب:
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.