
عن صورة دارفور الباهتة
بعد ثلاث عشرة سنة على اندلاع الحرب، تبدو مشكلة دارفور باهتة في أذهان أكثرية سكان وسط السودان، بل وتعتريها تشوهات تاريخية، وتلتصق بها تأويلات تُخرجها من دائرة الهم القومي إلى اختزالها في صورة صراع على المال، أو صراع عرقي "ضد" الوسط

مرحبًا بك أيتها العصور الهمجية.. لقد وصلنا
إن كان موت حسن الترابي أشبه بإزاحة ستارٍ عن غبنٍ حملهُ الكثيرون للرجل، فشمتوا وذكَّروا الباكين بقتلى ومعذبين وضعوا وزرهم على الرجل؛ فإنه أرانا، أيضًا، أن التسامح السوداني الأسطوري الأعمى في حضور الموت، يكاد يموت

الدينُقراطية!
هذه ليست غلطة مطبعية، فهناك حقًا "دينقراطية" تحكم اليوم بعض الدول، وتعشعش في أذهان جماعات تسعى إلى تطبيقها في دول أخرى. وإن كانت الديمقراطية تُعرف بحكم الشعب للشعب بالشعب، فإن الدينقراطية، بوصفها تهجينًا غير متقن بين الدين والديمقراطية

السودان.. ضد الشعب في لقمته
لابد لنا من الإقرار أن السودان يواجه تحديات ومشكلات داخلية وخارجية عظمى، والأولى أكثر من الثانية فالسودان معرض إلى أن ينقسم إلى أربع دويلات أخرى، بعد انفصال الجنوب سنة 2011، حسب الخطة الإرهابية العالمية ضد السودان حكومة وشعبًا

البشير.. إسلامي مُتنكر
طوال تلك الحقب ظل الرئيس البشير يرتدي أكثر من قناع، أحيانًا يرتدى عمامة الحركة الإسلامية، وأحيانًا يرتدي هيئة الرئيس الإفريقي الثائر والمصادم لقوى الاستعمار الحديث، قُبيل أن يخلع عنه كل ذلك ويكتفي بالنياشين العسكرية التي يستمد منها قوته الفعلية

أرائحة موت في الأفق؟
في ظل تفاقم أزمات الغاز والمياه والكهرباء، وعلى خلفية ما حدث قبل عامين حين احتشدت الشوارع بالمحتجين على الغلاء، يبدو لوهلة وكأن الحكومة السودانية هذه المرة "تقامر" بتكرار ذات الأسباب التي أشعلت الثورة من قبل، في لعبة قد تربحها مرة أخرى

في الغباء كما لم يرد في كتب السياسة!
في أبجديات العمل السياسي لا يكون الضعيف ضعيفًا إلا حينما يبدأ في شخصنة صراعاته وتجسيدها في شخص ما، أو كتلة سياسية ما، أو عمل تنظيمي ما. الضعيف هو الذي لا يجابه خصمه، فإذا ما سرنا على هوى السلطة ومزاجها، فهي لم تتحمل أن ترى ميكروفون الدولة الخصم

لن يتنحى!
فلنتخيل أن مئات الآلاف من السودانين خرجوا ليقولوا لرئيسهم "ارحل"، فهل الأقرب لمنطق الأشياء وسياقها أن يتنحى الرجل، أم سيقول إنهم قلة وثمة ملايين لم تخرج فهي إذن تريده؟ ولو خرج حتى ثلثا الشعب فهل سيتغير موقف البشير؟

الله يرحم أيام "البنقو"..
من فرط التصالح مع كون السودان يمتص كل هذه الكميات مع الهيروين، يخيل لك أن الإدمان أصبح حالة عامة، وأن الاستثناء أن ترفع صوتك وتصرخ "لا للمخدرات"، فالعاصمة الخرطوم تستهلك وحدها 65 في المئة من إجمالي المخدرات التى تدخل البلاد

اختراع العدو
في السودان، يتم، دون مشاكل تذكر، تجاهل حنين العجائز بين الحين والآخر إلى أيام "الاستعمار الإنجليزي المصري"، لكن إن أبدى أحدهم، من الأجيال اللاحقة، إنصافًا لذات الفترة، فغالبًا سيتعرض لهجوم قاسٍ بتهمة "عدم الوطنية"