هم ليسوا "نفرات"
19 September 2015
هم ليسوا "نفرات"، بل أبناء أمم فقدت الآمل وتعرضت لنكسة لا تقل حزنًا ورعبًا عن حكاية الفلسطينيين في رواية غسان كنفاني، الذين قضوا في شاحنة وهم يعبرون الصحراء هربًا إلى الكويت، يوم كانت الدول العربية تشكل ملاذًا للأحلام.
يصور مصطلح "النفرات" اللاجئين على أنهم شبان يتسللون بدهاء وخفة بين حدود الدول الأوروبية
ربما جاء مصطلح "النفرات" الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة إلى اللاجئين، من باب المضحك المبكي، ولكنه وللأسف بات يفرغ القصة الحقيقية من معناها في كثير من الأحيان، وخاصةً على صفحات الفيسبوك، إضافة إلى من يصور اللاجئين على أنهم شبان يتسللون بدهاء وخفة بين حدود الدول الأوروبية التي كانت موصدة بوجوههم قبل أشهر. دون تقدير لحالة الذعر والذل التي يشعر بها هؤلاء أثناء فرارهم من الشرطة.
هم لم يكونوا يومًا أرقامًا أو "نفرات"، إلا في أضابير حكوماتهم، أو على صفحات الناشطين والمنظمات الدولية المعنية بعدد القتلى والجائعين، هم يملكون أحزانًا لا يمكن وصفها، وأحلامًا لم تعد تتسع إليها بلدانهم، ربما من شدة ما عانى السوريون في بلدهم وخارجه، لم يعودوا يعطفون على بعضهم، وفقدوا القدرة في كثير من الأحيان على التعاطف مع امرأة في الخمسين تركت منزلها ودجاجاتها وأشجار حقلها، ولكن هناك من أحس بذلك.
فحتى تجار البشر والمهربون يعطفون أحيانًا على فرائسهم، ففي رحلتي مع مجموعة من اللاجئين، رأيت دليلًا صربيًا يعرّض نفسه لخطر الاعتقال كي يحضر المياه للأطفال من أحد المزارع القريبة من سيارة الشرطة الهنغارية. وفي موقف آخر، راح المهرب السوداني المشهور في بلغراد، ينسج قصصًا إنسانية مع اللاجئين، يجلس معهم ويسألهم بفضول عن مكان قدومهم، هو بات يعرف أصغر المناطق وأكبرها في سوريا والعراق، ويملك أصدقاء هنا وهناك، يحتفظ الرجل صاحب العينين القويتين، بصور بعضهم على هاتفه المحمول، تقول له أنا من منطقة ما في سوريا، فيظهر الصور ويسألك إن كنت تعرف فلان الذي أصبح اليوم في النمسا، وغيره ممن انتشروا في أنحاء أوروبا الغربية.
حتى بعد الوصول سيتصل بك السوداني، ليسألك عن الرحلة، وعن المشاكل التي واجهتك، ليس لأنه قديس، فربما كانت هذه واحدة من مستلزمات عمله المبني على الثقة، ولكنه ما كان ليفعل ذلك بهذا الود لو رأى فيك رقمًا أو نفرًا، هو رآني صحفيًا كما يصر على مناداة غيري بالدكتور أو المهندس.. إلخ.
على الطريق وعند كل استراحة بين مسير وآخر، تدور النقاشات بين المهاجرين، عراقيين وسوريين وسودانيين.. وغيرهم، هم ورثة حضارات قديمة، ولذلك يتحدثون عن البناء، وكل واحد منهم يتكلم عن مشروعه الذي كان يحلم به في وطنه، ستلاحظ ذلك رغم صعوبة الرحلة، ورغم شذوذ البعض وحديثهم عن حاجة المجتمع الأوروبي المتطور إلى "الخلافة" الإسلامية. هناك من يلزم نفسه بمساعدة امرأة تحمل أطفالها، بالرغم من أن هذا قد يؤخره عن البقية وقد يعرضه للوقوع في يد الشرطة، هذا ما حدث أمام عيني على الحدود المجرية مع شاب سوري يدعى جوزيف.
ينحسر هنا الحديث الذي كنت تسمعه عن المعارضة والنظام في سوريا، ويبدو أن للكل خيباته من سلوكيات الطرفين، فلا النظام أعاد سوريا القديمة للموالين، ولا المعارضة نقلتهم إلى مستقبل أفضل. الأمل كله بأرض وشعب جديد يحترم الإنسان بغض النظر عن انتمائه، بات هذا هو الربيع في نظر الكثيرين ممن صبروا لأكثر من خمس سنوات ذاقوا خلالها ما لا طاقة لأحد باحتماله، وهم يسمعون الخطاب السياسي ذاته والأخبار ذاتها.
لم يعد يعني العديد منهم مصير العمليات العسكرية في بلداهم، فهم يعلمون أنها لعبة دول وأن الاحتفال الحقيقي بأي نصر يحدث في سوريا لصالح أحد الأطراف، لن يخرج عن حدود الفيسبوك بوك وبعض الفضائيات المؤيدة لهذا أو ذاك. هم مشغولون اليوم بما يصدر عن الاتحاد الأوروبي من قرارات تخص مستقبلهم الذي أصبح في مكان آخر منذ اليوم الذي أصبح العالم يتعامل معهم كـ"نفرات".
الكلمات المفتاحية

من يفكر للسودان؟
يعتبر البحث العلمي من أهم الأنشطة التي يمارسها العقل البشري، فهو جهد منظم من الإنتاج الفكري الذي يهدف إلى صناعة الحياة، وتحقيق التطور والنهضة، وبناء المستقبل الأكمل. ولا يمكن قراءة تقدم الأمم ونهضتها الحضارية بعيدًا عن رعايتها واهتمامها بالبحث العلمي وتطبيقاته. ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، وعلى رأسها الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات، سواء الحكومية منها…

وحوش السودان أيضًا بلا وطن
الفيلم السينمائي "وحوش بلا وطن" يعد من الأفلام النادرة والناجحة التي تناولت تأثيرات الحروب المأساوية على الأطفال. وبالطبع تدور أحداث الفيلم في قارة إفريقيا، القارة التي تشهد أكبر نسبة من الحروب والنزاعات المميتة التي تستخدم خلالها أجساد الأطفال والنساء أداة وساحة للحرب والموت والتشويه والإفناء.

ماذا تريد قوات الدعم السريع من السودانيين؟
منذ أول طلقة في حرب 15 نيسان/أبريل في السودان، تتناقض خطابات قوات الدعم السريع وأفعالها، حتى ليخال المرء أن هذا الأمر من قبيل الهزء والسخرية. فبينما تقدِّم الآلة الإعلامية الجبارة لهم سردية الحرب على أنها حرب من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتستهدف انتزاع السُلطة من الإسلاميين وفلول النظام البائد ومنحها للشعب والقوى السياسية ليكون الحكم مدنيًا ديمقراطيًا، كانت قواتهم تحتل المنازل في الخرطوم،…

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.