
مرحبًا بك أيتها العصور الهمجية.. لقد وصلنا
إن كان موت حسن الترابي أشبه بإزاحة ستارٍ عن غبنٍ حملهُ الكثيرون للرجل، فشمتوا وذكَّروا الباكين بقتلى ومعذبين وضعوا وزرهم على الرجل؛ فإنه أرانا، أيضًا، أن التسامح السوداني الأسطوري الأعمى في حضور الموت، يكاد يموت

السودان.. أدباء مصححو صحف!
في مكاتب باردة وسيئة التهوية، تضع الصحف السودانية أقسامها الفنية، يجلس أمام شاشات الكمبيوتر فيها، المصممون وفنيو الصف الإلكتروني، ومصححو اللغة، لـ"يطبخوا" عدد الغد من الصحيفة. وبين هؤلاء الأخيرين، لا يكاد قسم فني، يخلو من أديب أو اثنين

الدينُقراطية!
هذه ليست غلطة مطبعية، فهناك حقًا "دينقراطية" تحكم اليوم بعض الدول، وتعشعش في أذهان جماعات تسعى إلى تطبيقها في دول أخرى. وإن كانت الديمقراطية تُعرف بحكم الشعب للشعب بالشعب، فإن الدينقراطية، بوصفها تهجينًا غير متقن بين الدين والديمقراطية

اللاجئون السودانيون في الأردن.. الأزمة متصاعدة
أزمة لاجئين اندلعت نيرانها في مواقع التواصل الاجتماعي منذ السادس عشر من ديسمبر، على خلفية قرار للسلطات الأردنية بفض اعتصام لطالبي اللجوء السودانيين استمر لقرابة الشهر أمام مقر المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة، في العاصمة عمان

أرائحة موت في الأفق؟
في ظل تفاقم أزمات الغاز والمياه والكهرباء، وعلى خلفية ما حدث قبل عامين حين احتشدت الشوارع بالمحتجين على الغلاء، يبدو لوهلة وكأن الحكومة السودانية هذه المرة "تقامر" بتكرار ذات الأسباب التي أشعلت الثورة من قبل، في لعبة قد تربحها مرة أخرى

لن يتنحى!
فلنتخيل أن مئات الآلاف من السودانين خرجوا ليقولوا لرئيسهم "ارحل"، فهل الأقرب لمنطق الأشياء وسياقها أن يتنحى الرجل، أم سيقول إنهم قلة وثمة ملايين لم تخرج فهي إذن تريده؟ ولو خرج حتى ثلثا الشعب فهل سيتغير موقف البشير؟

اختراع العدو
في السودان، يتم، دون مشاكل تذكر، تجاهل حنين العجائز بين الحين والآخر إلى أيام "الاستعمار الإنجليزي المصري"، لكن إن أبدى أحدهم، من الأجيال اللاحقة، إنصافًا لذات الفترة، فغالبًا سيتعرض لهجوم قاسٍ بتهمة "عدم الوطنية"

لماذا شجّع السودانيون الجزائر؟
العلاقة بين السودان ومصر، على المستوى الشعبي، معقدة للغاية، وليس كما تصوّرها الدعاية الرسمية في البلدين، وهي تنثر عبارات "الأخوَّة، المصير المشترك..". الأمر أعمق، وربما يعود في جزء كبير منه إلى الحكم المصري للسودان

شباب في جثث الأحزاب!
من تجربتي الشخصية، تتعامل الأحزاب مع شبابها، في أحسن الأحوال، كبيادق الشطرنج، والويل للبيدق الذي يفكر في الاعتراض أو مراجعة الأوامر، أو حتى فهم اللعبة، فوجودهم لا يعدو أن يكون "مكياج" تحاول به الأحزاب إخفاء تجاعيد الشيخوخة

أكتوبر 1964.. حين فشلت ثورة السودان
إن كانت أكتوبر بعد أكثر من نصف قرن لم تحقق الشعارات التي أتت بها وعلى رأسها حل مشكلة الجنوب الذي انفصل في 2011، يبقى التنازع حول ملكيتها غير ذي معنى، إلا أنه لا يمكن نكران تأثيرها العاطفي