سياسة

5 أيام من المحاولة الانقلابية.. كيف يبدو المشهد؟

26 September 2021
1632328261995.jpg
طفت للسطح خلافات عميقة بين المكونين المدني والعسكري (Getty)
مروة التجاني
مروة التجانيكاتبة وصحفية من السودان

ما زالت أصداء المحاولة الانقلابية صبيحة الثلاثاء 21 أيلول/سبتمبر تخيم على أجواء المشهد. وبالرغم من أن المرحلة الانتقالية منذ بداياتها شهدت عدة محاولات للانقلاب على حكومة الثورة، إلا أن المحاولة الأخيرة كانت الأشد تأثيرًا على المشهد السياسي.

حيث أثارت ردود الفعل الأولية وما تواتر من أنباء صباح الثلاثاء مخاوف الشعب من الانقلاب على الحكومة المدنية، خاصةً عندما شرع التلفزيون القومي في بث الأغاني الوطنية، وقبيل اتضاح الحقائق كاملة.

انقسم الشارع إلى قسمين بين قائل بحدوث انقلاب مدعوم من فلول النظام البائد، ومن يرى في المحاولة مسرحية لجس نبض الشارع 

وعقب المحاولة الانقلابية انقسم الشارع السوداني إلى قسمين، بين قائل بحدوث انقلاب مدعوم من فلول النظام البائد، ورأي آخر وصف المحاولة بالمسرحية لجس نبض الشارع عقب أكثر من عامين من عمر الانتقال.

اقرأ/ي أيضًا: "المحاولة الانقلابية".. تمظهرات أزمات الشراكة وتفكك قوى الحرية والتغيير

وأكد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بأن المحاولة الانقلابية كانت تخطيطًا من فلول النظام السابق بهدف إجهاض عملية الانتقال السلمي، مشيرًا إلى حالة الفوضى والانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في أجزاء متفرقة.

أزمة كاملة.. ما الحل؟

وانتقد نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، خلال حفل تخريج للقوات الخاصة بمدينة أم درمان الأسبوع الفائت، المكون المدني بقوله إن السياسيين أعطوا فرصة لقيام الانقلاب، معللًا بأنهم أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الأساسية.

ورد وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، في مقابلة مع تلفزيون الجزيرة، بأن ما ورد من تصريحات للعسكريين تمثل تهديدًا للتحول الديمقراطي. قائلًا: "بعض الجنرالات يقرأون من الكتاب القديم".

وفي ذات السياق سمى الناشط السياسي غازي الريح المحاولة الانقلابية بـ"حركة التمرد" داخل الجيش. وعزا أسباب التمرد لترك قضية إصلاح المؤسسات الأمنية للمكون العسكري بعيدًا عن المدنيين.

وقال غازي الريح أن التمرد كشف عورة الاتفاق السياسي بين المدنيين والعسكريين. ودلل على حديثه بأن الاتفاق بين شركاء الحكم لم يقم على مصلحة البلاد، وقال "لم يكن اتفاقًا وطنيًا حقيقيًا"، موضحًا اختطاف أربعة أحزاب للمشهد السياسي و قوى الحرية والتغيير، دون تمثيل كامل لكل قوى الثورة.

ودعا الريح قوى الحرية والتغيير للاتعاظ ومراجعة المواقف السياسية، وتوسيع قاعدة المشاركة داخلها لتشمل وتستوعب كل القوى الثورية الحية، لمواجهة أطماع العسكر في السلطة، واصفًا المشهد بـ"أزمة بلد كاملة".

أزمة ثقة 

أربعة أيام عاشها الشعب السوداني في حالة من الترقب، في حين شهد المشهد السياسي لأول مرة عقب مرحلة الانتقال حالة من الشد والجذب بين المكون المدني والعسكري. فكيف نقرأ الأحداث؟

للإجابة على هذا السؤال يقول الأكاديمي والمحلل السياسي فتح الرحمن أحمد، إن المحاولة الانقلابية تعددت مسمياتها ما بين التمرد والاحتجاجات داخل صفوف القوات المسلحة أو المسرحية المفبركة، وبالتالي -بحسب ما يقول فتح الرحمن- تعددت القراءات سياسيًا.

ومضى بالقول إن التعامل مع المحاولة الانقلابية سار في خطين متوازيين، في إشارة لضعف درجة التعايش بين المكون المدني والعسكري، حيث القى كل طرفٍ اللوم على الآخر.

واستطرد في الحديث بأن المحاولة الانقلابية أشارت لانعدام الثقة وضعفها بين الشق المدني والعسكري، واختلاف الرؤية في التعامل مع كل الملفات، بما في ذلك ملف الانتقال. 

اقرأ/ي أيضًا: محاولة انقلابية فاشلة.. هل تنجح لاحقًا؟

موضحًا أن حادثة الانقلاب ألقت بتأثيرات سالبة على الأوضاع الأمنية والاقتصادية. ما يستدعي -بحسب فتح الرحمن- مراجعة جميع المواقف السابقة، مشيرًا لرسائل من دول العالم عبر بيانات رسمية لدعم التحول المدني وإدانة أي محاولة انقلابية مستقبلًا، وإعادة قراءة المشهد عسكريًا ومدنيًا. ودعا الأطراف إلى إظهار وتمليك الحقائق للشعب.

حذر وترقب

وانتظمت بشوارع الخرطوم عقب المحاولة الانقلابية، وقفات احتجاجية ومسيرات دعمًا للانتقال السلمي الديمقراطي بالبلاد. ونشط وسم صورة الشهيد "عبدالعظيم" بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفاءً لعهد الشهداء ومفقودي الثورة.

الناطق باسم قوى الحرية والتغيير: القائمون بالمحاولة الانقلابية يتبعون لفلول النظام البائد

وفي ذات الاتجاه، قال الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن، إن القائمين بالمحاولة الانقلابية يتبعون لفلول النظام البائد، مؤكدًا لـ"الترا سودان"، أن كل مدني وعسكري تورط بالمحاولة يتبع لحزب المؤتمر الوطني المحلول، مشيرًا بأن التحريات لم تكشف بعد تورط جهات خارجية.

وزاد بالقول، إن كل تصرف يتسم بالعنف يعد مرفوضًا من قوى الحرية والتغيير. وقال إن الثورة انتصرت بالسلمية، موضحًا أن حادثة حرق مدرعة تابعة للشرطة الخميس الماضي، يقف خلفها أنصار النظام البائد لخلق أزمة بين القوات النظامية والثوار، على حد قوله.

ووصف حالة الحذر السائدة بين مكونات الشعب بـ"الطبيعية"، مؤكدًا على قدرة الشعب السوداني على تجاوز العقبات. وختم حديثه لـ"الترا سودان" بالقول بأن قوى الحرية والتغيير تسعى لاستقرار السودان من أجل جذب فرص الاستثمار وتدوير عجلة الإنتاج.

انقلابات عسكرية مرت على تاريخ السودان

وشهد السودان أول انقلاب بتاريخ 1957 قادته مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة إسماعيل الأزهري.

ونجح الفريق إبراهيم عبود بالوصول للسلطة عبر انقلاب ضد حكومة ائتلاف حزبي الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي 1958.

وفي "1969" وصل جعفر نميري إلى سدة الحكم عبر انقلاب متحالفًا مع عدة أحزاب قومية.

ونفذ الضابط هاشم العطا ومجموعة من الضباط انقلابًا على حكومة النميري 1971 وانتهى الانقلاب بعد يومين بإعدام المشاركين فيه.

وفي عهد النميرى وقع انقلاب بقيادة الضابط بالجيش حسن حسين 1975.

ونفذ العميد محمد نور سعد محاولة انقلابية عبر عناصر تسللت من الحدود من ليبيا إلى السودان 1976.

واستمر انقلاب 1989 مدة ثلاثين عامًا بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير. 

وفي 1990 أعدم الرئيس السابق البشير 28 ضابطًا اتهموا في محاولة انقلابية.

اقرأ/ي أيضًا

"المحاولة الانقلابية".. لنساء السودان كلمة

إصلاح المؤسسة العسكرية أو الطوفان

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert