صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
4 مارس 2025
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون، بجانب العربات القتالية التي تنطلق بسرعة عبر الصحراء، بحيث كانوا يشاركون في الحرب لأشهر.
قالت الصحيفة إن نحو 350 إلى 380 جنديًا كولومبيًا سابقًا لا يزالون يقاتلون في السودان
وبحسب تقرير بثته صحيفة " لا سيلا فاكيا" الكولومبية، كان الجنود يقاتلون في كتيبة اسمها "ذئاب الصحراء"، وهو اسم رمزي لنحو أربع فرق عسكرية مكوّنة بالكامل من جنود كولومبيين متقاعدين، تم تجنيدهم لتعزيز قوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها ضد الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023.
وتتهم قوات الدعم السريع، التي عززت صفوفها بالمرتزقة الكولومبيين، بارتكاب أسوأ الجرائم خلال الحرب، والتي تتضمن منع وصول المساعدات الإنسانية. وكشفت الصحيفة، أن هناك ما يقرب من 300 جندي كولومبي متقاعد انضموا إلى قوات الدعم السريع منذ العام الماضي، وكثيرون منهم تعرضوا للخداع. وتم تجنيدهم من خلال شبكة عابرة للحدود للمرتزقة يقودها العقيد الكولومبي المتقاعد "ألفارو كويخانو"، بالتعاون مع شركة "Global Security Service Group"، وهي شركة أمنية مقرها الإمارات العربية المتحدة.
يروي جندي كولومبي كيف التحق بقوات الدعم السريع، حيث قال: "وصلتُ مع حوالي 120 إلى 150 شخصًا. كنا وحدة عسكرية كاملة، الأولى من نوعها. وصلنا هناك في أواخر عام 2024". وأشار إلى أن حوالي 80 من زملائه عادوا إلى كولومبيا منذ ذلك الحين، لكن وصلت كتيبتان جديدتان بالكامل منذ كانون الأول/ديسمبر. ويُقدّر أنه حاليًا بين 350 و380 جنديًا كولومبيًا سابقًا لا يزالون يقاتلون في السودان.
وحصلت الصحيفة أيضًا على وثائق سرية، وفيديوهات من المعارك، وصور مع إحداثيات تُظهر مستوى تورط المرتزقة الكولومبيين في إحدى أكثر جبهات الحرب دموية، بحيث يقاتلون في معارك الدعم السريع من أجل السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ويروي جندي كولومبي كان يقاتل ضمن المجموعات الأولى من العسكريين الكولومبيين المتقاعدين الذين تم إرسالهم إلى السودان، بعد توقيعهم عقودًا سرية مع شركة Global Security Service Group. لكن العقد الذي وُعدوا به لم يكن يتضمن القتال في السودان، بل حراسة المنشآت النفطية في الشرق الأوسط أو إفريقيا.
رحلة الجندي، التي وثقتها أختام جواز سفره، بدأت من أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، ثم انتقل إلى بنغازي، في ليبيا، حيث تم استقبالهم من قبل عسكريين ليبيين قاموا بمصادرة جوازات سفرهم، وأخبروهم أنهم لن يغادروا ليبيا قبل أن يكملوا رحلتهم إلى حيث توجد قوات الدعم السريع.
ويقول الجندي إنه عند وصولهم إلى الحدود بين ليبيا وتشاد والسودان، واجهتهم عصابة مسلحة من مهربي البشر، حيث لاحظوا ست شاحنات تتحرك بسرعة دون تشغيل الأضواء، وعلى متنها مدافع رشاشة ثقيلة، وخلال تبادل إطلاق النار، أصيب الجندي المتقاعد "كريستيان لومبانا"، بعد اصطدام إحدى الشاحنات بأخرى، مما أدى إلى إصابة خطيرة في ساقه.
ويضيف الجندي أنه أثناء انسحابهم، فقد لومبانا بطاقته الشخصية، وجواز سفره، وبطاقة المواصلات الخاصة به والتي تم العثور عليها لاحقًا من قبل حركات موالية للحكومة السودانية، التي نشرت الوثائق على وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على وجود مرتزقة كولومبيين في السودان.
يعتقد المرتزقة الكولومبيون أن الكمين كان مدبرًا، وأن السلطات الليبية قد باعت موقعهم لهذه الحركات بسبب توترات حصلت في بنغازي
وبحسب الصحيفة، يعتقد المرتزقة الكولومبيون أن الكمين كان مدبرًا، وأن السلطات الليبية قد باعت موقعهم لهذه الحركات بسبب توترات حصلت في بنغازي. بعد إعادة تجميع القوات عند الحدود التشادية، تلقوا أوامر مباشرة من العقيد "ألفارو كويخانو"، قائد العمليات من دبي، بالتوجه إلى قوات الدعم السريع.
ويضيف الجندي: "كنا قد عبرنا إلى السودان لمسافة 600 متر عندما رأينا أكثر من 40 شاحنة مليئة بالرشاشات الثقيلة من عيار 0.50 ملم. سألنا السائق: ‘هل هؤلاء أعداء؟’ لكنه قال إنهم جميعًا من قوات الدعم السريع، فقاموا بإعطائنا إشارة الأمان، وبعدها انتقلنا مباشرة إلى الفاشر".
وفي سياق متصل، علق جان باتيست غالوبان، الباحث الأول في الأزمات والنزاعات والأسلحة لدى صحيفة هيومن رايتس ووتش، في تغريدة عبر منصة "إكس"، مشيرًا إلى أن مرتزقة كولومبيين، تم تجنيدهم من قبل شركة إماراتية، يقاتلون في الفاشر منذ أواخر عام 2024. ومنذ انتشار القصة، تغيرت طرق وصولهم؛ حيث أصبحوا يسافرون جوًا إلى نيالا انطلاقًا من إنجمينا، وذلك بعد رحلات قادمة من الإمارات العربية المتحدة عبر إثيوبيا أو بونتلاند.
وكان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قد علّق على وجود المرتزقة الكولومبيين في السودان، قائلًا: "يجب حظر الارتزاق في كولومبيا". فيما قدّم وزير الخارجية الكولومبي اعتذارًا رسميًا نيابة عن بلاده بشأن انخراط مواطنين كولومبيين في الحرب إلى جانب قوات الدعم السريع.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ
يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.