مقتل 3 شقيقات جراء قصف جوي بمحلية كتم في شمال دارفور

قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين "غير حكومية"، إن مخيم فتابرنو بمحلية كتم في ولاية شمال دارفور، تعرض مساء الأحد الموافق 5 كانون الثاني/يناير الجاري، لقصف جوي أدى إلى مقتل وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم أربع نساء استشهدن على الفور. وأضافت المنسقية في بيان بتاريخ اليوم، 7 كانون الثاني/يناير 2024، أن طيران الجيش السوداني ما يزال يواصل قصف مخيمات النازحين في دارفور بصورة مدمرة ووحشية.

تعرض عدد من الجرحى لإصابات متفاوتة الخطورة

ومنذ منتصف أيار/مايو 2024 انتقل القتال إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والمركز الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على أربع من ولايات الإقليم الخمس.

وأفاد البيان، أن من بين الشهداء ثلاث شقيقات فقدن حياتهن وهن "تهاني، ومكة، ومدينة عمر أبكر"، كما أشار إلى تعرض عدد من الجرحى لإصابات متفاوتة الخطورة، إضافة إلى تدمير واسع للمنازل والملاجئ.

وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام المنصرم تصاعدت حدة العمليات العسكرية في ولاية شمال دارفور، لاسيما في محور الصحراء، إذ تحاول القوة المشتركة لقوات الكفاح المسلح المتحالفة مع الجيش السوداني فك الحصار عن مدينة الفاشر، بينما تسعى قوات الدعم السريع إلى إسقاط المدينة والهيمنة على مناطق أخرى داخل الولاية.

وقال بيان منسقية النازحين إن هذه الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين العزل تُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

وأردف بالقول إن قصف مخيم فتابرنو لم يكن الحادثة الأولى، فقد سبقه قصف مخيمي أبو شوك وزمزم، إذ تعرضت مخيمات النازحين لانتهاكات جسيمة على يد الدعم السريع، الذي مارس فيها جرائم مروعة بحق الأبرياء.

وكثف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في الأشهر الثلاثة الأخيرة من هجماته على مناطق تجمعات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور وداخل مدينة الفاشر ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين العزل، بينما تواصل قوات الدعم السريع مهاجمة أحياء مدينة الفاشر ومخيمات النازحين ودور الإيواء بالقصف المدفعي ما أوقع المئات من الضحايا ودفع الآلاف إلى النزوح في ظروف بالغة السوء.

وتابع البيان قائلًا: "هذه التصرفات تعكس قسوة غير مسبوقة تستهدف النساء والأطفال بشكل خاص، ولا يبدو أن أي من الأطراف المتنازعة يستجيب للمناشدات الدولية والإقليمية لوقف هذه الأعمال".

وأضاف أن "الطائرات والمسيرات والجوع والمجاعة أصبحت أدوات إبادة جماعية يومية تُستخدم لإزهاق أرواح الأبرياء".

ومنذ نحو واحد وعشرين شهرًا اندلعت حرب مدمرة بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يزيد على عشرة ملايين سوداني.

وتطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي طرفي النزاع بوقف القتال وإتاحة المساحة لمنظات الإغاثة لتقديم المساعدات الإنسانية لآلاف السودانيين المتأثرين بالنزاع، الذي تمدد في ثلاثة عشر ولاية من أصل ثمانية عشر.