الكشف عن خداع في قضية اختطاف مفبركة لفتيات بالنيل الأبيض

نشر "الترا سودان" في وقت سابق، خبرًا عن قضية اختطاف ثلاث فتيات بالنيل الأبيض من قبل قوات الدعم السريع، عقب توغلها في بعض القرى بالولاية. استند "الترا سودان" في خبره على منشورات متداولة لناشطين ومنصات تعمل على رصد الانتهاكات في الحرب السودانية، وقد نشرت المنصات تصحيحًا للخبر في وقت لاحق، حيث تبين أن المعلومات والصور المنشورة غير دقيقة، مؤكدين أنهم استندوا إلى بيانات مغلوطة زوّدهم بها شخص ادّعى صلته بالضحايا. وبعد النشر، تواصلت إحدى الفتيات المشار إليهن ونفت صحة الخبر، مؤكدة أنها لم تُختطف وأن الاسم المتداول مع صورتها ليس اسمها الحقيقي.

أشارت المنصات إلى أن الشخص الذي زوّدها بهذه المعلومات ادّعى كذبًا أنه شقيق الفتيات اللائي زعم اختطافهن، وقدم مستندات مزوّرة لإثبات هويته

وأشارت المنصات إلى أن الشخص الذي زوّدها بهذه المعلومات ادّعى كذبًا أنه شقيق الفتيات اللائي زعم اختطافهن، وقدم مستندات مزوّرة لإثبات هويته. كما أوضحت أنه استغل حجم الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب على الأرض، محاولًا تمرير ادعاءات كاذبة وسط الفظائع الحقيقية المنسوبة لمليشيا الدعم السريع.

وحذّرت المنصات الناشطين والرأي العام من التعامل مع الشخص المعني أو أي جهات تحاول استغلال الأوضاع الأمنية المضطربة لنشر معلومات مضللة. وأكدت في الوقت ذاته أن الجرائم الموثقة من قتل واغتصاب وتهجير قسري واختطاف، تُرتكب بشكل ممنهج من قِبَل مليشيا الدعم السريع، وأن هناك آلاف الأدلة المصورة والتقارير الحقوقية التي تثبت ذلك.

وقالت منصة (Sudan War Updates) إن الشخص المعني تواصل مع عدد كبير من الناشطين والمؤثرين على مدار 20 يومًا، مستخدمًا أساليب التضليل والخداع، ومتلاعبًا بالحقائق لاستغلال الموقف.

⚠️ بيان تصحيح وتحذير

بالأمس، نشرنا نداءً حول اختطاف ثلاث شقيقات في إحدى المناطق بولاية النيل الأبيض، استنادًا إلى معلومات ووثائق زوّدنا بها شخص ادّعى صلتَه بهم. هذا الشخص تواصل مع عدد كبير من الناشطين والمؤثرين على مدار 20 يومًا، مستخدمًا أساليب التضليل والخداع، ومتلاعبًا… pic.twitter.com/TBbsdyWWmO

— Sudan War Updates (@sudan_war) March 9, 2025

ويحذّر محققون بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف من تفشي العنف الجنسي واسع النطاق ضد النساء والفتيات في السودان، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاختطاف والاحتجاز في ظروف ترقى إلى العبودية الجنسية.

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، وصفت منى رشماوي، العضو في بعثة تقصي الحقائق حول السودان، الوضع بقولها إن "المعركة تُشن على أجساد النساء"، في إشارة إلى استخدام العنف الجنسي كسلاح في النزاع الدامي الذي يعصف بالبلاد.

وأشارت مبادرة نساء القرن الأفريقي "صيحة"، في تقرير لها صدر في شباط/فبراير المنصرم، إلى نمط من الاختطاف في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مشيرة إلى رصدها عمليات اختطاف للنساء والفتيات تحت تهديد السلاح. وقالت "صيحة" إنها حصلت على معلومات تفيد بإطلاق سراح فتاة بعد دفع فدية لقوات الدعم السريع، عقب احتجازها مع 19 فتاة أخرى، تعرضت بعضهن للعنف الجنسي وعُثر عليهن دون ملابس، بينما وُجدت أخريات متوفيات في ظروف مروعة. وأفادت المصادر أن الفتاة المحتجزة كانت في مكان متكدس بجثث متحللة لفتيات أخريات، مما يكشف حجم الانتهاكات التي تعرضن لها.

وفي تموز/يوليو 2023، كشف تقرير صادر عن مصادر ميدانية للشبكة، عن أن عددًا غير معلوم من النساء والفتيات من الخرطوم ودارفور يُحتجزن كرهائن داخل داخلية "موسية" بجامعة نيالا، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وبين هؤلاء، ثلاث شابات اختُطفن من شمال الخرطوم، وفقًا لإفادة إحدى المحتجزات التي تمكنت من الفرار، بينما لا يزال مصير الأخريات مجهولًا.

كما حصلت "صيحة" على تقارير إضافية من منطقة "ودعة" جنوب شرق الفاشر، تفيد برؤية العديد من النساء والفتيات مكبلات داخل مركبات تابعة لقوات الدعم السريع. وذكر مصدر لـ"صيحة" أن المحتجزات لا ينحدرن من دارفور، مما يشير إلى أنهن اختُطفن من مناطق أخرى بغرض الاحتجاز كرهائن، فيما تتفاوض عائلاتهن لدفع فدية مقابل إطلاق سراحهن. ووصف شهود عيان هذه الحوادث بأنها علنية، حيث قال أحدهم: "الجميع في ودعة رأوا هذا، جميعنا رأى هذا". ورغم تأكيد المعلومات من مصادر متعددة، تظل التفاصيل الإضافية نادرة نظرًا للمخاوف الأمنية المستمرة.