وصول مساعدات إنسانية إلى جنوب الخرطوم بعد أشهر من المعاناة

بعد أشهر من المعاناة، وصلت شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية، الخميس 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، إلى مناطق جنوب الحزام ومحلية جبل أولياء، ومن شأنها أن تحدث انفراجًا ملموسًا في أوضاع المدنيين.

قال عامل إنساني في غرفة الطوارئ بولاية الخرطوم إن مرور الشاحنات أخذ جهدًا كبيرًا للتنسيق بين المنظمات والأطراف العسكرية

وتُخصص المساعدات الغذائية للمراكز الطبية التي تشرف عليها غرف الطوارئ، إلى جانب المستشفيات العاملة في جنوب الحزام ومحلية جبل أولياء. كما تُخصص السلع الغذائية للمطابخ الجماعية التي تقدم الوجبات اليومية لعشرات الآلاف من المدنيين في المحليتين اللتين تشهدان صراعًا عسكريًا يعتمد على القصف المدفعي والغارات الجوية.

وأبلغ مصدر من غرفة طوارئ ولاية الخرطوم "الترا سودان" أن الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية وصلت إلى وجهتها النهائية، الخميس 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد معاناة من الإجراءات التي استغرقت وقتًا بين المنظمات الدولية والأطراف العسكرية، وضمان عبور الشاحنات عبر ممرات آمنة.

وقال المصدر إن الوضع الإنساني وصل مراحل سيئة في محليات جنوب الحزام وجبل أولياء، وكان من المهم أن تصل المساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين في هاتين المنطقتين الساخنتين.

ويواجه المدنيون في المناطق الساخنة، التي تشكل نحو (12) ولاية سودانية، صعوبة في الحصول على الغذاء والدواء بسبب عدم وجود سلاسل إمداد تجارية أو مساعدات إنسانية مستدامة من قبل الوكالات الأممية والمنظمات الدولية.

يلعب انعدام الثقة بين الطرفين المتحاربين في السودان دورًا كبيرًا في تأخير وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق الساخنة. ويقول عاملون إنسانيون إن المجتمع الدولي لا يمارس ضغوطًا كافية لإقامة ممرات آمنة ومستدامة لإدخال الإغاثة، لأن الأمر لا يتعلق بالممرات فقط، بل بنقص التمويل الدولي للخطة الإنسانية، والذي لم يتجاوز 30% رغم اقتراب العام من نهايته.