هيئة الاتصالات في جنوب السودان: حجب فيسبوك وتيكتوك أتى للحد من المحتوى التحريضي

أعلن المدير العام للهيئة الوطنية للاتصالات في جنوب السودان، نابليون أدوك، أن الهيئة اتخذت إجراءات حجب منصتي فيسبوك وتيكتوك استنادًا إلى المادة (9 ج) التي تُلزم الهيئة بتوجيه المصالح العامة فيما يتعلق بأنشطة الإنترنت. وكانت هيئة الاتصالات في جنوب السودان قد أعلنت حظر منصتي فيسبوك وتيكتوك مؤقتًا على خلفية أعمال شغب نجمت عن خطابات تحريضية ضد اللاجئين والتجار السودانيين في جنوب السودان، حيث استغل مؤثرون الأحداث في ولاية الجزيرة عقب تحرير مدني من قوات الدعم السريع في الدعوة لاستهداف السودانيين في جنوب السودان.

نابليون أدوك: هذه الإجراءات تهدف إلى الحد من تداول المحتوى التحريضي

وأوضح أدوك  أن هذا القرار جاء في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد، والتي أسفرت عن نهب ممتلكات عامة واستهداف أشخاص في بعض المناطق. وأكد أن هذه الإجراءات تهدف إلى الحد من تداول المحتوى التحريضي الذي يهدد القيم الوطنية.

وأضاف المسؤول أن تعليق المنصتين جاء بعد التشاور مع مشغليهما، مؤكدًا أن القرار يستهدف هاتين المنصتين تحديدًا نظرًا لحجم مشاركة الفيديوهات عبرهما خلال هذه الفترة الحساسة، وليس وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام. وأشار إلى أن الهيئة تلقت ردود فعل متباينة من الجمهور وأصحاب المصلحة، بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان التي أبدت تفهمًا للإجراءات المتخذة، حد قوله.

وكشف المدير العام أن المنصات الاجتماعية استجابت لهذه المخاوف باتخاذ تدابير لإزالة بعض المحتويات التي أثارت قلق الهيئة، مما قد يُسهم في إنهاء الحظر في وقت أسرع. وأكد أن الهدف الأساسي لم يكن حرمان الناس من الوصول إلى المعلومات، بل الضغط على الشركات المالكة لهذه المنصات للعمل على تنظيف بيئة الإنترنت، وحماية الصحة العقلية للأطفال.

وأشار أدوك إلى أن بعض المستخدمين تمكنوا من الوصول إلى المنصتين عبر تطبيقات VPN، مؤكدًا أن الهيئة لا تستهدف هؤلاء المستخدمين، بل تركز جهودها على مزودي المحتوى الأساسيين وخوادم التخزين داخل البلاد. وأكد أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية وهيئة الإعلام والأمن لضمان نجاح هذه التدابير.

ودعا المدير العام المواطنين إلى التعاون في الإبلاغ عن المحتويات غير الملائمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن لدى شركة ميتا المالكة لفيسبوك خوارزميات قادرة على التعامل مع البلاغات الجماعية. وأوضح أن هناك 2.7 مليون مستخدم على الأقل للمنصتين في البلاد، وفي حال تعاون الجميع في الإبلاغ، ستتمكن المنصات من الحد من انتشار المحتوى المضر دون تدخل إضافي من السلطات.

وفي ختام حديثه، أكد المدير العام التزام الهيئة ضمان حرية الوصول إلى الإنترنت والمعلومات مع تعزيز الوعي حول ضرورة التعامل المسؤول مع المحتوى المنشور، مشددًا على أهمية توحيد الجهود لحماية المجتمع من المحتويات التي قد تؤدي إلى الانقسام والتطرف.

وتسببت الأحداث في مقتل 16 سودانيًا في جنوب السودان، وتخريب ونهب محلات وشركات مملوكة لسودانيين في عدد من الولايات. وغادر إلى جنوب السودان منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع عشرات الآلاف من السودانيين الذين لجأوا بالدولة الجارة من الحرب التي تمزق البلاد، فضلًا عن مئات الآلاف من اللاجئين الجنوبيين العائدين إلى بلادهم.