هل تغير الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجيتها نحو السودان؟
14 فبراير 2024
بعد صمت دام شهرين ثلاثة أشهر على التوالي تجري مسؤولة أمريكية جولة في أديس أبابا التقت خلالها عددًا من أعضاء المجتمع المدني في السودان، إلى جانب عقد لقاء مع وفد من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) لبحث وقف الحرب في السودان، وإطلاق عملية سياسية.
يرى مراقبون أن الضغوط الأمريكية لوقف الحرب في السودان غير كافية
في حرب السودان دخلت الولايات المتحدة الأمريكية على خط الأزمة منذ بداية القتال في منتصف نيسان/أبريل 2023، وذلك بإطلاق مبادرة مشتركة مع المملكة العربية السعودية التي استضافت الطرفين المتحاربين في منبر جدة خلال أيار/مايو الماضي. وتمكن الميسرون الأمريكيون والسعوديون خلال عشرة أيام على حمل الطرفين إلى اتفاق 11 أيار/مايو 2023، بالالتزام بحماية المدنيين والتوقيع على عدد من الهدن التي وصلت حتى (14) هدنة لم تنجح سوى واحدة فقط.
طوال الأشهر الماضية لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أدوات أخرى مثل العقوبات الذكية التي تتصل بالأفراد والكيانات المتورطة في صراع السودان وشملت العقوبات عددًا من الشخصيات، أبرزهم وزير الخارجية السوداني الأسبق علي كرتي وقائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
لجأت واشنطن إلى خيار العقوبات بعد أن تعثرت المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة، وحتى وساطة الإيقاد فشلت في دفع الجنرالين المتقاتلين إلى طاولة واحدة لعقد لقاء مباشر بينهما خلال الشهر الماضي.
تأتي لقاءات مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في لمنظمات المجتمع المدني والقوى المدنية السودانية في أديس أبابا ضمن تحرك أمريكي جديد نحو الملف السوداني، وغير مستبعد ادخال إستراتيجية جديدة، حسب مصادر تحدثت لـ"الترا سودان".
وتواجه وزارة الخارجية الأمريكية ضغوط مكثفة من أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي بشأن ترك السودان بلا أفق حيال حرب ترتقي إلى درجة "الإبادة الجماعية" في بعض المناطق.
ويتداول أعضاء الكونغرس مشروع قانون يصف الانتهاكات التي ارتكبتها في ولاية غرب دارفور خلال أيار/مايو وحزيران/يونيو وتموز/يوليو /وتشرين الأول/أكتوبر 2023 بالإبادة الجماعية، ما يعني رسميًا توجيه الاتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب هذه المجازر بحق المدنيين.
.@USAMBSudan John Godfrey, SEHOA Mike Hammer, and I had a productive meeting with @Lamamra_UN on the sidelines of the 37th AU Summit in Addis Ababa. We discussed multilateral efforts to end the conflict, deliver humanitarian assistance to Sudanese in need, and support formation… pic.twitter.com/36B5XyLfds
— Bureau of African Affairs (@AsstSecStateAF) February 13, 2024
ونقل أعضاء في الكونغرس الأمريكي لأعضاء في منظمات المجتمع المدني في السودان وسياسيين في القوى المدنية أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلجأ إلى تغيير إستراتيجية التعامل مع الملف السوداني، لأن الصراع المسلح في هذا البلد قد يؤدي إلى هاوية سحيقة.
خلال الشهر الماضي أجرت الولايات المتحدة الأمريكية تغييرًا طفيفًا على الطاقم الدبلوماسي المعني بالملف السوداني بإعفاء السفير جون قود فري من منصبه، ويذهب مراقبون إلى أن هذا التغيير قد يكون على علاقة بعدم نجاح الرجل المتخصص في مكافحة الإرهاب في توقع الحرب بين الجيش والدعم السريع لدرجة أنه كان خارج السودان ووصل قبل ساعات من اندلاع القتال.
لعب قود فري دورًا في دفع المدنيين والعسكريين للتوقيع على الاتفاق الإطاري في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2022، ومع ذلك اندلعت الحرب في منتصف نيسان/أبريل 2023 قبل أن يتمكن موقعو هذا الاتفاق من الوصول إلى الصيغة النهائية للعملية السياسية التي بموجبها كانا يخططان لتكوين حكومة مدنية، وطي الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرالان عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المتحاربان حاليًا.
ورغم التحرك الأمريكي في الملف السوداني تارة بقوة دفع هائلة وتارة بترك الأزمة تراوح مكانها لشهور في حرب تستعر وينعدم خلالها الغذاء وضروريات الحياة لحوالي (25) مليون شخص، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما لا تضع الملف السوداني ضمن الأولويات -وفقًا للمراقبين- لأسباب متعلقة بوضع السودان الراهن في المنطقة، وقد ينشط تحرك واشنطن في الملف السوداني كلما تحسست موقعها بالتزامن مع تحرك "الدب الروسي" في البحر الأحمر الذي يتقاسم السودان فيه حدودًا بحرية لا تقل عن (800) كيلومتر.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.