هدوء نسبي في الفاشر وتفاقم أزمة الغذاء والنقود

سيطر الهدوء على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، الاثنين 10 شباط/فبراير 2025، على الرغم من سماع المواطنين أصوات القصف المدفعي في أجزاء من المدينة التي تتعرض لهجمات من قوات الدعم السريع.

يعاني المواطنون من أزمة السيولة النقدية وتوقف خدمات الإنترنت

وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن الهدوء استمر منذ الصباح حتى المساء، مع سماع أصوات المدافع وسط وجنوب المدينة من أسلحة ثقيلة وفتاكة، فيما استمرت حركة المواطنين بشكل محدود في سوق صغير للماشية، وتوفَّر القليل من الاحتياجات الأساسية بأسعار عالية.

أما أزمة السيولة النقدية، فتجعل المواطنين يخسرون مبالغ إضافية للحصول عليها مقابل التطبيق الإلكتروني، كما أن العديد من المواطنين يقتصرون في وجباتهم على الحبوب المطحونة لضمان استمرارها لأطول وقت ممكن.

تفاقم معاناة المدنيين في الفاشر يتزامن مع حشود عسكرية مرتقبة للجيش والدعم السريع، مع توقعات المراقبين بأن المدينة ستشهد المعارك الفاصلة خلال الحرب، مع التراجع المضطرد لقوات حميدتي من الجزيرة والخرطوم إلى إقليم دارفور.

يقول مراقبون عسكريون إن الهدوء الذي يسود الفاشر ينذر بتجهيز الأطراف العسكرية لجولة جديدة من المعارك، وشوهدت قطع حربية لقوات الدعم السريع وهي تتحرك صوب الفاشر، وفق مصادر ميدانية.

يقول بشار، وهو من سكان الفاشر، لـ"الترا سودان" إن الوضع الإنساني أصبح فوق الاحتمال، مطالبًا المجتمع الدولي والمحلي والحكومة بالتدخل وإرسال شحنات الغذاء باستمرار.

ويجبر شح الغذاء بعض الأمهات على ترك الطعام القليل للأطفال، مع صعوبة الحصول على العمل والمال، وتوقف الأسواق الكبيرة، وتعرض الطرقات للمخاطر الأمنية.

تُعد الفاشر المدينة التي تُصوَّب عليها البنادق طيلة الشهور الماضية، دون أي توقف للقتال سوى فترات محدودة، وتمكن الجيش من الحفاظ على مقر الفرقة السادسة مشاة منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في السودان، منتصف نيسان/أبريل 2023، ببضعة جنود وآليات عسكرية، قبل التحالف مع القوات المشتركة وبناء ترسانة عسكرية حطمت عشرات الهجمات لقوات حميدتي.