هجوم أميركي على روسيا بسبب استخدام الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان

اتهمت السفيرة دوروثي شيا، نائبة الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، روسيا بالوقوف في طريق جهود مجلس الأمن لمعالجة الوضع الإنساني المتفاقم في السودان. جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حيث قالت إن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو) لتعطيل قرار يدعمه الأفارقة يهدف إلى إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين.

عقدت الأمم المتحدة جلسة اليوم بشأن استخدام روسيا حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان

وعقدت الأمم المتحدة جلسة اليوم بشأن استخدام روسيا حق النقض ضد مشروع القرار البريطاني بشأن السودان. وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإسقاط مشروع القرار، مما أثار جدلًا واسعًا. بررت روسيا موقفها بالدفاع عن سيادة السودان ورفض التدخل الغربي، بينما اعتبر معارضون أن الفيتو أعاق الحلول الإنسانية في السودان.

وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، أوضحت  نائبة الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن القرار المرفوض من قبل روسيا كان يدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار في السودان، وتعزيز حماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأضافت: "روسيا تدعي دعمها للأفارقة، لكنها في الواقع تعرقل جهودًا إنسانية حيوية تنقذ أرواح السودانيين".

روسيا بالتزامن مع استخدامها للفيتو، كانت قد انتقدت مشروع القرار البريطاني بشأن السودان، واصفة إياه بأنه يعكس "الاستعمار البريطاني الجديد". وأوضحت أنها تعارض فرض حلول خارجية على السودانيين، مشددة على أن الحل الوحيد للصراع هو اتفاق الجانبين المتحاربين على وقف إطلاق النار.

وأشارت إلى أن مشروع القرار يعكس فهمًا خاطئًا لمسؤولية حماية المدنيين والسيطرة على الحدود، مؤكدة أن هذه المسؤوليات يجب أن تبقى بيد الحكومة السودانية الشرعية. واتهمت واضعي المشروع بمحاولة تقليص سلطة السودان الشرعية، عبر إقصاء أي إشارة إلى دورها في المسودة.

السفيرة الأميركية أشارت في جلسة اليوم إلى أن القرار كان سيطالب بمحاسبة الأطراف المتصارعة، بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بناءً على التزاماتهم الواردة في إعلان جدة. كما كان سيشدد على وقف الهجمات الدامية في مناطق مثل الفاشر والجزيرة، التي تعاني من تصاعد العنف.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان اعتمد في حزيران/يونيو الماضي قرارًا يطالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها لمدينة الفاشر في شمال دارفور. ودعا القرار إلى وقف فوري للقتال، خفض التصعيد، وسحب المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين. كما طالب القرار بحماية المدنيين وضمان تنقلهم بأمان إلى مناطق أكثر أمنًا، وأكد على ضرورة تنفيذ إعلان جدة لحماية المدنيين. على الرغم من القرار استمرت المعارك في مدينة الفاشر، حيث تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على العاصمة الأخيرة في إقليم دارفور.