نيويورك تايمز: الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية ضد قوات الدعم السريع

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد قوات الدعم السريع، وفقًا لما ذكره أربعة مسؤولين أميركيين. وأفادت المصادر بأن هذه الهجمات وقعت في مناطق نائية مؤخرًا، لكنهم حذروا من احتمال استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم، بحسب ما نقلت الصحيفة.

كشفت مصادر أميركية لـ"نيويورك تايمز" عن رصد تجارب متعددة للأسلحة الكيميائية في السودان

جاء الكشف عن هذه المعلومات بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك القصف العشوائي واستخدام التجويع كسلاح حرب. وزعمت وزارة الخزانة الأميركية أن البرهان أشرف على هجمات استهدفت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والأسواق والمستشفيات، إضافة إلى عمليات إعدام خارج نطاق القانون. وشملت العقوبات الأميركية إخطار الأمم المتحدة والدول الحليفة ومنظمات الإغاثة.

الجيش السوداني أكد مرارًا التزامه بالقوانين الدولية والإنسانية، بما في ذلك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. ولكن أقر في أكثر من سانحة بما وصفها بـ"التجاوزات الفردية". تلاحق سلاح الطيران السوداني اتهامات بالقيام بغارات عشوائية في المناطق السكنية، لا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وكشفت مصادر أميركية لـ"نيويورك تايمز" عن رصد تجارب متعددة للأسلحة الكيميائية في السودان، مع حالتين مؤكدتين خلال الأشهر الأربعة الماضية. وأوضحت أن المعلومات الاستخبارية تشير إلى احتمال استخدام هذه الأسلحة في بحري شمال الخرطوم، حيث تحتدم المعارك منذ شهور.

وفي سياق متصل، حقق الجيش السوداني انتصارًا عسكريًا باستعادة مدينة ود مدني من قوات الدعم السريع، ما دفع السكان للاحتفال بعد عام من الانتهاكات التي دفعت المنطقة نحو المجاعة. غير أن تقارير حديثة أشارت إلى انتقامات وحشية من القوات الحكومية ضد المتعاونين المشتبه بهم مع الميليشيا، بما في ذلك التعذيب والإعدامات الفورية، ما دفع الأمم المتحدة إلى المطالبة بالتحقيق.

يذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد اتهمت القوات المسلحة السودانية في 2016 باستخدام الأسلحة الكيميائية في دارفور، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص. وقالت المنظمة حينها إنها تجمعت لديها أدلة مروعة على الاستخدام المتكرر لما يعتقد أنها أسلحة كيمائية ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال الصغار جدًا، من قبل القوات الحكومية السودانية في واحدة من أكثر المناطق النائية في دارفور.