سياسة

نقابة المحامين: تعديلات قانون جرائم المعلوماتية "عقوبة قاسية" لم نُشرك فيها

25 يوليو 2020
cyber crime.jpg
تعبيرية (Sky Press IQ)
محمد حلفاويصحفي سوداني

وصف الأمين العام للجنة التسييرية لنقابة المحامين، المحامي الطيب العباس، التعديلات الأخيرة على قانون جرائم المعلوماتية بـ"العقوبة القاسية"، لافتًا إلى أن تعطل المحكمة الدستورية منذ العام الماضي يجعل مناهضة التعديلات دستوريًا صعبًا للغاية.

العباس: لم نشارك في صياغة التعديلات التي يتم استغلالها للتضييق على الحريات وانتهاك مبادئ الوثيقة الدستورية 

وكان قد أجاز مجلسي السيادة والوزراء في نيسان/أبريل 2020، تعديلاتٍ متنوعة على بعض القوانين من بينها إلغاء مادة الردة عن الدين الإسلامي، وإسقاط العقوبة عن شاربي الخمر غير المسلمين، كما شملت التعديلات قانون جرائم المعلوماتية، ووضعت عقوبات رادعة لمن يكتب أو يوجه إساءة إلى القوات المسلحة.

اقرأ/ي أيضًا: التلفزيون يستلم معدات وأجهزة عالية الدقة مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية

 فيما أعلن الجيش الأسبوع الماضي، أنه عين مفوضًا عسكريًا لمتابعة الكتابات الصادرة بحق المؤسسة العسكرية لمقاضاتهم في المحاكم استنادًا على تعديلات قانون جرائم المعلوماتية.

وتأتي تصريحات الجيش بالتزامن مع الانتقادات التي طالت فتاة شاركت في مليونية 30 حزيران يونيو 2020 بشارع الستين بالخرطوم، وألقت قصائدًا تندد بمرتكبي مجزرة القيادة العامة، حيث اعتبرها البعض إساءة للجيش.

ونصت التعديلات القانونية على عقوبة تطال ناشري المعلومات على المنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية بالسجن من (10) أعوام، و(20) عامًا في بعض الأحيان، خاصةً إذا كانت جرائمًا متعلقة بالقوات المسلحة.

ونشرت وزارة العدل في العاشر من تموز/يوليو 2020، التعديلات المتنوعة التي أجرتها في نيسان/أبريل الماضي، وشملت إجازة قانون مكافحة جرائم المعلوماتية تعديل سنة 2020، حيث كانت سماته العامة معنية بتشديد العقوبات لحماية حقوق المستخدم والحفاظ على الخصوصية ومنع انتشار الشائعات و النشر الضار.

واعتبر الأمين العام للجنة التسييرية لنقابة المحامين الطيب العباس في تصريحٍ لـ"ألترا سودان"، لجوء جميع الأطراف إلى المحاكم حال تضررهم أمرٌ مقبولٌ ومشجع، لكن دون تخصيص فئة معينة.

وأوضح العباس أن "وضع خصوصية للقوات المسلحة في تعديلات جرائم المعلوماتية الأخيرة وإفراد مساحة لها يعتبر ردة عن الحريات ورقابة على الصحافة والفضاء العام وانتهاك لمبادئ الوثيقة الدستورية وأهداف الثورة، إذا كانت المعلومات لا تتعلق بالأسرار العسكرية التي لا يجب نشرها".

اقرأ/ي أيضًا: أرقام كورونا في السودان في الستة أيام الماضية

وذكر العباس أن تعديلات جرائم المعلوماتية تضييق للحريات ويعيد نفس تفكير النظام البائد ويسبب خلل في ميزان العدالة.

العباس: التعديلات الأخيرة تحتوي على عيوب قانونية ولا بد من تقديم مذكرة إلى السيادة والتنفيذي لتعديل قانون المعلوماتية  

وأكد العباس، أن عدم مشاركة كافة الأطراف القانونية من نقابة المحامين والجهات القانونية في صياغة التعديلات الأخيرة يعتبر أمرًا مرفوضًا، وتابع: "هناك استغلال لهذه التعديلات لتضييق الحريات، وإجازتها بين مجلسي السيادة والوزراء بهذه السرعة وعدم نشرها للمختصين والرأي العام لإجراء إصلاحات عليها ضد الشفافية التي جاءت الثورة من أجلها".

وأضاف: "لا أدري كيف تمت صياغة التعديلات الأخيرة لأنها تحتوي على عيوب قانونية، في ظل غياب أهم ركن دستوري للطعن في التعديلات بالمحكمة الدستورية المغيبة منذ عام كامل".

ونصح الأمين العام للجنة التسييرية لنقابة المحامين الطيب العباس الجهات المعنية بالإسراع في تعيين قضاة المحكمة الدستورية للجوء إليها للطعن في القرارات الحكومية والسيادية والتنفيذية، لأن بعض القرارات والإجراءات معيبة جدًا وفيها الكثير من الخلل والعبث القانوني.

اقرأ/ي أيضًا: الحكم المدني هل ينجو من قبضة العسكر؟

وأكد العباس أن الحل في التراجع عن التعديلات الأخيرة خاصة قانون جرائم المعلوماتية، يكون بكتابة مذكرة إلى مجلسي السيادة والوزراء نسبةً لغياب المحكمة الدستورية، لأن التعديلات انتهاك لمبادئ الوثيقة الدستورية.

العباس: الاحتجاجات والفوضى التي تحدث هي نتيجة غياب أجهزة تحقيق العدالة نسبةً لعدم تشكيل المحكمة الدستورية منذ عام

ورأى العباس أن تظاهر الجماعات المناهضة للتعديلات في قانون الردة عن الدين الإسلامي وعقوبة شارب الخمر سببه غياب المحكمة الدستورية، لأن الاحتجاجات والفوضى التي تحدث هي نتيجة غياب أجهزة تحقيق العدالة نسبةً لعدم تشكيل المحكمة الدستورية منذ عام، وهي الجهة المعنية بتلقي الطعون في القرارات الدستورية والإجراءات القانونية.

اقرأ/ي أيضًا 

حزب الأمة يتهم معاوني رئيس الوزراء بالمكايدة

العنف القبلي بجونقلي يعرض حياة أكثر من (60) ألف مواطن لخطر المجاعة

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert