نازحون يتنقلون بين ظلال الأشجار بحثًا عن مأوى في حلفا الجديدة

تقيم عشرات العائلات في العراء بمدينة حلفا الجديدة الواقعة على بعد (200) كيلو متر غرب ولاية كسلا شرق البلاد، أغلبهم نزحوا من مناطق شرق الجزيرة بينهم أشخاص كبار في السن ومصابون بأمراض مزمنة.

تقول غرفة طوارئ حلفا الجديدة إنها تتلقى تقارير يومية عن أوضاع مزرية للنازحين في العديد من المواقع بالمحلية 

وقال ناشطون في غرفة طوارئ حلفا الجديدة لـ"الترا سودان"، إن بعض المواقع في العراء، خاصة قرب ظلال الأشجار في أحياء مدينة حلفا الجديدة، تحولت إلى مكان للنازحين الذين لم يجدوا مفرًا من البقاء في الشارع لعدم الحصول على المأوى، مع اكتظاظ النازحين في دور الإيواء حيث بلغ العدد نحو (30) دورًا للإيواء.

وقال ناشط ضمن فريق غرفة طوارئ حلفا الجديدة، إن المواطنين يوميًا يقدمون المساعدات للنازحين في الشارع، بحيث يتلقوا بلاغات عن أوضاع النازحين، خاصة الأوضاع المأساوية. وتشير التقارير إلى تدهور الوضع الإنساني للأشخاص الذين لا يزالوا عالقين في الأماكن العامة، مثل محطات الحافلات أو الأسواق أو بين الأشجار في العراء.

وأدت هجمات الدعم السريع على منطقة شرق ولاية الجزيرة إلى نزوح قرابة نصف مليون شخص من القرى والمدن، وتوزع النازحون بين مدن حلفا الجديدة والقضارف والفاو وكسلا وبورتسودان وشندي وعطبرة والدامر، وتحرك الغالبية سيرًا على الأقدام لتجنب بطش قوات الدعم السريع، لا سيما مع الأنباء عن مجزرة السريحة التي أودت بحياة (140) شخصًا نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024.

وتنفذ غرفة طوارئ حلفا الجديدة، توزيع الوجبات بشكل شبه يومي على مراكز النازحين وسط المحلية وبعض القرى المجاورة، فيما يقول المتطوعون إن المطابخ الجماعية بحاجة إلى تمويل مستمر لضمان عدم توقفها.

وأضاف عضو  في غرفة طوارئ حلفا الجديدة: "تلقينا معلومات خلال اليومين الماضيين عن 20 عائلة تقيم بين ظلال الأشجار، حصلوا على مأوى في منزل للتشارك مع آخرين، لكن بلا غرف. فقط حصلوا على مفرش للنوم بينهم كبار في السن مصابون بأمراض مزمنة. هذه واحدة من القصص الإنسانية المؤلمة التي تحدث يوميًا هنا، دون حلول ناجعة، حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم ليحصلوا على حياتهم التي اعتادوا عليها".

وتتصاعد الانتقادات ضد الحكومة القائمة في بورتسودان لعدم تفعيل الأجهزة الإنسانية لتقديم المساعدات للنازحين في مدن شرق وشمال البلاد، مع تقارير دولية تتحدث عن انسحاب وزير الزراعة من لجنة دولية معنية بمراقبة المجاعة، فيما أعلنت الحكومة الأحد 29 كانون الأول/ديسمبر 2024 الاستغناء عن عمل اللجنة الدولية.