موقع أميركي: 3 جهات أجنبية فاقمت أزمة السودان بتوفير طائرات مسيرة لطرفي الحرب

قال موقع " كرتيكال ثريتس" التابع لمعهد "أميركان انترابيرز" الأميركي، إن الأطراف المتحاربة في السودان استخدمت الطائرات المسيرة على نطاق واسع، للحصول على ميزة عسكرية في ساحة المعركة، وتحسين مواقفها التفاوضية من أجل وقف إطلاق النار.

عدة جهات أجنبية رئيسية بما في ذلك إيران وروسيا والإمارات أسهموا في الحرب الأهلية في السودان

وأضاف الموقع في تقرير نشره، بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير 2025، إن جغرافية السودان المسطحة عمومًا مواتية لضربات الطائرات المسيرة والمراقبة لأن الغطاء محدود.

وأشار التقرير إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وداعموهم الأجانب استخدموا طائرات بدون طيار بمدى يتراوح بين 30 كيلومترًا و4000 كيلومتر، في أدوار تتراوح من القتال إلى الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

وأضاف التقرير إن عدة جهات أجنبية رئيسية، بما في ذلك إيران وروسيا والإمارات العربية المتحدة، أسهموا في الحرب الأهلية في السودان لأكثر من عام بإرسال الطائرات المسيرة إلى الجانبين المتعارضين.

وبحسب التقرير أرسلت إيران طائرات مسيرة لدعم القوات المسلحة السودانية على أمل تأمين قاعدة بحرية إيرانية على البحر الأحمر، وفي المقابل استخدمت روسيا في البداية العلاقة القائمة مسبقًا بين مجموعة فاغنر الممولة من الكرملين وقوات الدعم السريع لتوفير طائرات مسيرة وأسلحة أخرى لقوات الدعم السريع في أوائل عام 2023.

وأوضح التقرير أن روسيا غيرت موقفها في منتصف العام 2024 ووعدت بالمساعدة العسكرية للقوات المسلحة السودانية مقابل التزامها بتنفيذ اتفاقية متوقفة من العام 2017، تتعلق بقاعدة بحرية صغيرة على البحر الأحمر.

ويرى موقع "كرتيكال ثريتس"، أن تدخل إيران وروسيا يهدد بشكل مباشر مصالح السياسة الأميركية في السودان، من خلال محاولة الوصول إلى ساحل السودان لإبراز القوة البحرية في البحر الأحمر.

ويشير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة دعمت قوات الدعم السريع لحماية نفوذها الاقتصادي والسياسي في السودان والبحر الأحمر، من خلال علاقاتها مع زعيم قوات الدعم السريع.

وقال التقرير إن الطائرات المسيرة بعيدة المدى مثل الطائرة الصينية وينغ لونغ 2، التي دعمت بها الإمارات قوات الدعم السريع، أو طائرات برقدار التركية التي منحتها مصر للقوات المسلحة، بإمكانها الطيران عبر البلاد لدعم العمليات الحربية لطرفي الحرب.

وتابع التقرير بالقول: "كما تم استخدام طائرات بدون طيار رباعية المراوح مُصنعة تجاريًا بمدى أصغر لمهاجمة أهداف في المناطق الحضرية مثل الخرطوم عاصمة السودان".

ووفقًا لتقرير موقع "كرتيكال ثريتس" الأميركي "لا يزال السودان مسرحًا ثانويًا لإيران وروسيا، لكن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والموارد الطبيعية في السودان من شأنه أن يجذب مشاركة مستقبلية من كلا البلدين.

 ويقول: "تسعى إيران وروسيا إلى تحقيق مهامهما ذات الأولوية في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ومن المرجح أن تستمرا في تخصيص معظم مواردها لهذه الحملات. ومع ذلك، تظل إيران وروسيا مهتمتين بالسودان بسبب موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وموارده الطبيعية الوفيرة، وخاصة الذهب".

ويتوقع التقرير أن تزيد روسيا من الدور الصغير ولكن المتنامي بالفعل لدعم بورتسودان عبر الشبكة اللوجستية الروسية وأهداف إسقاط القوة الاستراتيجية بعد انهيار نظام الأسد.

ومنذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 يشهد السودان حربًا ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، اندلعت شرارتها في الخرطوم، ثم تمددت في بقية أنحاء السودان، لتغطي 14 ولاية من أصل 18.

ووفقًا لتقارير دولية مستقلة تسبب الحرب الدائرة في السودان، في مقتل أكثر كم 160 شخص، وفي تشريد الملايين داخل السودان وفي دول اللجوء المجاورة، إضافة إلى خسائر اقتصادية فادحة تمثل أبرزها في تدمير البنية التحتية للبلاد.