سياسة

مواكب ذكرى الثورة.. هل تأتي بالمجلس التشريعي؟

19 ديسمبر 2020
f_0.png
المجلس التشريعي الانتقالي (السوداني)
مروة التجاني
مروة التجانيكاتبة وصحفية من السودان

تجيء مواكب 19 كانون الأول/ديسمبر، بعد عامين من الثورة السودانية، مسائلةً شركاء الحكم عما تحقق من مطالب مشروعة، كالقصاص للشهداء ومتابعات سير العدالة، وتكوين المجلس التشريعي. 

عضو لجان مقاومة: المواكب تأتي بعد التوقيع على اتفاقية سلام ورفع العقوبات وانقطاع طويل من المجتمع الدولي 

إنه يوم حاسم من أيام الثورة. ويسلط "الترا سودان" الضوء على القراءة السياسية للمواكب، في التقرير التالي.

اقرأ/ي أيضًا: هيئة الاتهام في انقلاب 89: رفض المحكمة إسقاط القضية بالتقادم مؤشر جيد

ذكرى لأرواح الشهداء

يؤكد عضو لجان مقاومة شرق النيل، علي سليمان، على أهمية مواكب 19 كانون الأول/ديسمبر للتذكير بالثورة، كذكرى خالدة لكل الشباب وما قدموه من تضحيات للوطن.

وأشار علي سليمان، إلى أن بعض القوى السياسية، لا تزال تعتقد بأنها المتحكمة في الشارع وحدها، وحذر من استخدام المكونات السياسية، للمسيرات. 

وقال عضو لجان المقاومة، إن المواكب تأتي تزامنًا مع احتفالات السلام، باعتباره خطوة في حقن دماء السودانيين، وأكد أن من الشعارات الضرورية في المواكب هي المطالبة بالقصاص للشهداء، والإسراع في تحقيق العدالة الانتقالية، وتشكيل المجلس التشريعي، وأن تكون اختصاصات مجلس شركاء الحكم واضحة. مشيرًا إلى ضرورة إعفاء السودان من الديون الخارجية.

الفرصة الأخيرة

قال عضو لجان المقاومة بمدينة بحري، حسن طلب، إن ما يميز مواكب 19 كانون الأول/ديسمبر عن غيرها من المواكب التي انتظمت في 2020، كونها تأتي بعد التوقيع على اتفاقية سلام ورفع العقوبات وانقطاع طويل من المجتمع الدولي تجاه السودان، وداخليًا تعد أكثر المواكب التي تواجه تهديدًا لتعدد الأهداف وعدم الإجماع على هدفٍ واحد، إضافة لخطابات الجيش وتكرر طلبات التفويض لاستلام السلطة، وصناعة الفوضى. 

ويعتبر حسن، أن 19 كانون الأول/ديسمبر هو الفرصة الأخيرة للمكونات الثورية الفاعلة في الشارع. وقال إن لجان المقاومة ليست وحدها القوى المتواجدة في الشارع، وأن آخرين يهدفون لصناعة الفوضى وغيره. 

اقرأ/ي أيضًا: الري: كلفة إزالة الإطماء بالجزيرة تتجاوز 50% من ميزانية التشغيل

وأكد عضو لجان المقاومة، أن لجان أحياء بحري قررت التوجه للبرلمان، وفي حال تعذر الوصول نسبةً لإغلاق الكباري ستعود لشوارع المدينة. وأكد حسن، أن المواكب واحدة من وسائل الضغط على الحكومة للإسراع بتكوين المجلس التشريعي، وليست الوسيلة الوحيدة، وهناك مسارات للحوار والنقاش، وتابع "نحن في لجان أحياء بحري، ستكون مواكبنا ليومٍ واحد، والشعب السوداني ليس من السهل أن ينقاد لأي خطاب".

قضية المجلس التشريعي

وصف الصحفي والمحلل السياسي، عمار عوض، مواكب 19 كانون الأول/ديسمبر بأنها تأتي مع أعظم حدث مرَ بالثورة السودانية، وهو الانطلاقة الفعالة للثورة، وأن لا أهمية تفوق البدايات.

محلل سياسي: إن المواكب لها أكثر من رؤية غير موحدة

وتابع بالقول إن المواكب لها رؤى غير موحدة، فجماعات الكفاح المسلح تنظر إليها كمناسبة لإحياء روح الثورة واحتفالًا بالسلام ورفع العقوبات الأمريكية عن السودان، والحزب الشيوعي السوداني دعا في بيانٍ له، للخروج لإسقاط التعديلات على الوثيقة الدستورية، أما شباب لجان المقاومة خرجوا لتصحيح مسار الثورة ومطالب القصاص والعدالة، وآخرون متربصون بالمواكب لاستغلالها لتحقيق أهدافهم في دق إسفين بين جماهير وحكومة الثورة، وهم أصحاب النظام القديم.

وقال عمار في حديثه لـ"الترا سودان"، إن هدف المواكب يجب أن يكون موحدًا، من أجل المطالبة بمجلس تشريعي ثوري، وأن لا تستمر التظاهرات ليومٍ واحد، بل عليها الاستمرار لعدة أيام، مع التركيز على هدف تكوين المجلس التشريعي، وأن يحتوي على أقل تقدير (25%-30%) من قوى الثورة الغير المنضوية تحت اللافتات الحزبية، مثل لجان المقاومة والأجسام المطلبية وتجمع المهنيين بشقيه، لأنهم الأحرص على أن يحقق المجلس التشريعي أهدافه. 

وأشار عمار إلى أن قضية المجلس التشريعي متفق عليها من الجميع، فالهدف واحد وبعد الضغط لتحقيقه، يكون الانتقال لهدفٍ آخر. ويرى عمار إن الطريقة المتبعة لإخراج الصورة النهائية للمجلس التشريعي، غير مرضية، وقال "لا نرغب بتكرار أثر تجربة السياسيين في الجهاز التنفيذي، على تكوين المجلس التشريعي".

تسقط ثالث

في سياقٍ متصل، رفعت قوى ثورية شعار "تسقط ثالث" في إشارة إلى تغيير واستبدال الحكومة الانتقالية الحالية، ويرى الصحفي فيصل سعد، أن الحراك الثوري حق مشروع للجماهير، وجزء من وسائل التعبير السلمي المتاحة، وقال "لمصلحة من يرفع شعار تسقط ثالث؟" وتابع بالقول إن القوى السياسية متمثلة في "قحت" وحركات الكفاح المسلح، متواجدة في الحكومة الإنتقالية، ما عدا الحزب الشيوعي السوداني. 

اقرأ/ي أيضًا: النيابة بسنار تفرج عن رموز من النظام البائد ولجنة التفكيك تتدخل

وأردف أن أي حراك يدعو لإسقاط الحكومة الإنتقالية تحت شعار "تسقط ثالث" يعني تسليم السلطة للمكون العسكري، في حال نجاح الحراك الرافع لهذا الشعار، خاصةً، وأن القوى السياسية تعيش حالة من التشظي، والاتفاق على حكومة جديدة لن يكون سريعًا، كما إن الدعوة لإسقاط الحكومة يصب في مصلحة النظام البائد، وهي القوة المنظمة الوحيدة خارج الحكومة، لأن الحزب الشيوعي لا قدرة له على إسقاط الحكومة، يقول فيصل. 

صحفي: في حال كان الخروج من أجل الإصلاح، فهو حق مشروع للجميع

وأضاف: "في حال كان الخروج من أجل الإصلاح، فهو حق مشروع للجميع، ويصب في مصلحة الثورة".
اقرأ/ي أيضًا

الجيش يدون بلاغات في مواجهة ضابط متقاعد انتقد البرهان

حاكم ولاية الجزيرة ينشئ آلية لدعم أسر شهداء الثورة

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert