مواطنون عادوا إلى مدن الجزيرة يشتكون من ارتفاع الأسعار

لم يمضِ أكثر من أسبوع على استعادة الجيش مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، وسط البلاد، حتى بدأ النشاط يدب في السوق الرئيسي، كما عادت حركة المواصلات الداخلية، رغم وجود شحٍّ في بعض السلع مثل الوقود.

عودة تدريجية لآلاف النازحين إلى مدن نُهبت بالكامل من قبل قوات الدعم السريع

وقالت لجنة مقاومة حي الدباغة جنوب، الثلاثاء 11 شباط/فبراير 2025، إن الأسواق في الكاملين والحصاحيصا في طريقها لاستعادة نشاطها بشكل تدريجي.

وكانت القوات المسلحة والمجموعات المتحالفة معها قد استردّت مدينتي الكاملين والحصاحيصا الأسبوع الماضي، بعد مرور نحو (13) شهرًا على سيطرة الدعم السريع عليهما بولاية الجزيرة.

وتقع مدينة الكاملين على طريق بري يربط بين الخرطوم وود مدني، وهي مدينة مأهولة بالسكان، وقبيل هجوم الدعم السريع كانت تضج بالحياة، كما أصبحت قبلة لآلاف الفارين من الحرب في الخرطوم منتصف نيسان/أبريل 2023.

وأغلب المدن التي استردّتها القوات المسلحة بات من السهل استعادة الحياة العامة فيها، مع وصول السلع التجارية وسلاسل الإمداد، التي تشمل الوقود وشحنات الدقيق والأدوية.

بينما يشكو آلاف النازحين الذين عادوا إلى مدن ولاية الجزيرة، هربًا من وطأة نزوح قاسٍ، من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، والحاجة إلى المساعدات الحكومية العاجلة إلى حين توفيق الأوضاع في قطاعات الزراعة والتجارة والخدمات العامة.

وتضرر مواطنو هذه المدن من نهب الأصول الخاصة بهم بواسطة قوات الدعم السريع، حيث طالت عمليات النهب أثاثات المنازل والأجهزة الكهربائية، ووصل بعض المواطنين إلى منازلهم ليجدوها خالية من كل شيء بسبب السرقة والنهب.

كما تعرّض غالبية ملاك السيارات للنهب من قبل قوات حميدتي في مدن ولاية الجزيرة، بما في ذلك معدات الطاقة الشمسية من المنازل والمرافق العامة ومحطات المياه.

وقد يضطر المواطنون الذين تعرضت منازلهم للنهب إلى البحث عن تأثيث جديد لمنازلهم بآلاف الدولارات، في وقت فقد فيه الغالبية وظائفهم وتجارتهم وأموالهم وسياراتهم.

ويقترح عاملون في المجال الإنساني تمويل برامج الأمم المتحدة للنازحين العائدين إلى مدنهم وقراهم عبر قسائم نقدية لشراء الأثاثات والأجهزة الضرورية في المنازل.

بينما لم يقدم المجتمع الدولي سوى 40% من أموال خطة الاستجابة الإنسانية في السودان خلال عام 2024، في ظل نزوح قرابة (13) مليون شخص داخليًا وخارجيًا.