منظمات: لجوء مليون شخص من السودان إلى تشاد وسط أزمة إنسانية متفاقمة

لجأ نحو مليون شخص إلى تشاد خلال العامين الماضيين بسبب الحرب الدائرة في السودان، وفقًا لبيان مشترك صادر عن عدد من المنظمات الإنسانية الدولية. وشمل النزوح أكثر من 720 ألف لاجئ سوداني وأكثر من 220 ألف تشادي عادوا إلى ديارهم جراء الصراع. وأشارت المنظمات إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص نزحوا هم من النساء والأطفال، الذين تعرض كثير منهم لعنف مروع، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي، وسط تحذيرات من عدم حصول الغالبية على الحماية والمساعدة التعليمية الضرورية.

تعرض أكثر من ثلثي اللاجئين لأشكال مختلفة من العنف خلال رحلة اللجوء، وكان ثلثهم ضحايا اعتداءات جسدية

ووفقًا لبيانات رصد الحماية التي جُمعت في تشرين الأول/أكتوبر 2024، تعرض أكثر من ثلثي اللاجئين لأشكال مختلفة من العنف خلال رحلة اللجوء، وكان ثلثهم ضحايا اعتداءات جسدية. كما وثقت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في الشهر ذاته أعمال عنف جنسي واسعة النطاق ارتكبتها جهات مسلحة في السودان.

أليكس كامو، رئيس منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية ومدير منظمة آكتد في تشاد، أكد أن معظم اللاجئين يصلون إلى الحدود بملابسهم فقط، مصطحبين معهم "وفرة من القصص المروعة". وأوضح أن هؤلاء النازحين بحاجة ماسة إلى خدمات حماية الطفل، والتعليم، والدعم النفسي، إلى جانب جهود مكافحة العنف الجنسي، محذرًا من أن نقص التمويل يضعف الاستجابة لهذه الاحتياجات الأساسية.

تشاد، التي تعد واحدة من أفقر دول العالم، استضافت نحو ثلث اللاجئين السودانيين النازحين حديثًا، مما جعلها في قلب واحدة من أكبر أزمات النزوح عالميًا. وتشتكي المنظمات من أن تمويل خطة الاستجابة للاجئين في تشاد لم يتجاوز 30% من الاحتياجات في عام 2024، مما أدى إلى فجوات كبيرة في المساعدات، خاصة في مجالي الحماية والتعليم.

في بعض المناطق بشرق تشاد، لم يتمكن أكثر من 80% من الأطفال اللاجئين والعائدين من الالتحاق بالمدارس خلال عام 2024. وكشف تقييم أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وادي فيرا عن نقص حاد في البنية التحتية التعليمية والمعلمين لكل من السكان المحليين والنازحين. وأوضح ماستام ديجولمال، منسق التعليم بالمجلس النرويجي للاجئين، أن هناك إقبالًا كبيرًا من الأطفال على المدارس المؤقتة، مؤكدًا أن التعليم يمثل أداة حاسمة لإعادة بناء الأمل والاستقرار في حياتهم.

المنظمات الإنسانية الموقعة على البيان والتي شملت منظمة العمل ضد الجوع (ACF) والمجلس الدنماركي للاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام وقطر الخيرية ضمن العديد من المنظمات، دعت إلى إنشاء آليات تمويل إقليمية قوية لمنع ترك الدول المجاورة للسودان دون دعم كافٍ لمواجهة تداعيات الأزمة.

وتقول إحصائيات المنظمات الإنسانية إن 88% من اللاجئين و93% من العائدين هم من النساء والأطفال، وأن أكثر من ثلاثة آلاف طفل من هؤلاء منفصلون عن ذويهم. وأفاد أكثر من 3 من أصل 4 لاجئين سودانيين وصلوا إلى تشاد أنهم تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك الاعتداء الجسدي وابتزاز الممتلكات.