منظمات إفريقية تدين كينيا: استضافة الدعم السريع تقوض جهود السلام بالسودان

أدانت مجموعة من المنظمات الإفريقية، استضافة كينيا اجتماعات قوات الدعم السريع في العاصمة نيروبي التي قامت خلال الشهر الجاري، التي تهدف إلى تشكيل حكومة موازية، الأمر الذي يُنظر إليه كخطر يهدد الاستقرار في السودان ومنطقة القرن الإفريقي. وجاءت هذه الاجتماعات في ظل تقارير أممية تؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها جرائم حرب، تشمل الاغتصاب والاستعباد الجنسي وتجنيد الأطفال والقتل العرقي، فضلًا عن هجومها الأخير في ولاية النيل الأبيض الذي أودى بحياة 433 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء.

دعا البيان مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى إصدار إدانة عاجلة، وحث كينيا على سحب الاعتراف بالدعم السريع، وفرض وضع "غير مرغوب فيه" على أعضائها، والاعتذار للسودان

ووفقًا لتحذيرات منظمات حقوقية ودولية، فإن استضافة كينيا لهذه القوات شبه العسكرية تنتهك التزاماتها بموجب مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وتجعلها "شريكًا في جرائم" تُرتكب ضد المدنيين. كما تتناقض الاستضافة مع بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الصادر قبل أيام، والذي دعا إلى وقف التدخلات الخارجية وضرورة الحوار السياسي الشامل.

وأكدت منظمات، منها "مبادرة الأفارقة من أجل القرن الإفريقي" و"لجنة حقوق الإنسان في كينيا"، في بيان مشترك، أن الخطوة الكينية تقوّض جهود الوساطة الإفريقية بقيادة اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الإفريقي، خاصة مع سعي هذه القوات والمجموعات المتحالفة معها لتشكيل "حكومة منفى غير شرعية". ودعا البيان مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى إصدار إدانة عاجلة، وحث كينيا على سحب الاعتراف بالدعم السريع، وفرض وضع "غير مرغوب فيه" على أعضائها، والاعتذار للسودان.

من جانبها، حاولت الحكومة الكينية تبرير استضافتها للاجتماع عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية في 19 شباط/فبراير 2024، مؤكدةً توفير "منصة للحوار"، إلا أن ذلك أثار مخاوف من توتر العلاقات الثنائية مع السودان.

وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه الميليشيات في شن هجمات ممنهجة ضد المدنيين، كالهجوم الذي استمر 3 أيام بالقرب من القطينة، بينما تواجه المجتمع الدولي ضغوطًا متزايدة لتحميل المسؤولين جرائمهم عبر آليات قانونية دولية.

البيان وقعته 12 منظمة محلية ودولية، منها "منظمة مراقبة الفظائع في إفريقيا"، "اتحاد المحامين الأفارقة"، "المركز الإفريقي للحكم المفتوح"، داعيةً إلى مساءلة كينيا ودعم ضحايا العنف في السودان.