مناوي: إقليم دارفور يعيش أسوأ أزمة إنسانية في إفريقيا

صرّح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بأن الإقليم يعيش أسوأ أزمة إنسانية في القارة الإفريقية، وذلك خلال لقائه، أمس الثلاثاء، 5 مارس/آذار 2025، بوفد الحكومة البريطانية الذي يزور السودان.

استعرض مناوي تحليلًا شاملًا لكافة التحديات والعوائق الأمنية التي تسببت بها قوات الدعم السريع في المنطقة

وبحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا)، فإن الوفد البريطاني ترأسه المدير العام لشؤون إفريقيا بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، السيدة هارييت ماثيوز، والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى السودان، السيد ريتشارد كراودر. وقد قدّم مناوي للوفد شرحًا مفصلًا حول تطورات الحرب وتأثيراتها الأمنية والإنسانية على إقليم دارفور بشكل عام، وشمال دارفور بشكل خاص.

كما استعرض مناوي تحليلًا شاملًا لكافة التحديات والعوائق الأمنية التي تسببت بها قوات الدعم السريع في المنطقة، لا سيما الحصار الذي تفرضه على مدينة الفاشر، إضافة إلى إغلاقها كافة الطرق المؤدية إلى المدينة، والتي تُستخدم لنقل مواد الإغاثة التابعة للمنظمات الدولية، مما حال دون وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تلك الموجهة لمعسكرات النازحين.

وخلال مخاطبته للوفد البريطاني، أشار مناوي إلى أن الصمت الدولي وعدم إدانة جرائم قوات الدعم السريع جعلاها تتمادى في ارتكاب المزيد من الانتهاكات. كما عبّر عن قلقه العميق حيال الوضع الإنساني في الفاشر، مطالبًا بريطانيا بلعب دور أكبر تجاه الشعب السوداني بشكل عام، وشمال دارفور بشكل خاص، والعمل الجاد من أجل فك حصار الدعم السريع على الفاشر، حتى تتمكن المنظمات الإنسانية من إيصال الإغاثة إلى العالقين في المنطقة.

وفي سياق حديثه، تطرق مناوي إلى تأثير دعم دولة الإمارات لقوات الدعم السريع وحلفائها، مشيرًا إلى أنه يمثل الخطر الأكبر في استمرار الحرب، داعيًا الإمارات إلى وقف دعمها لقوات حميدتي.

وشدد حاكم إقليم دارفور على ضرورة إتاحة الفرصة للشعب السوداني لإجراء حوار سوداني-سوداني لا يستثني أحدًا، بهدف التوصل إلى توافق على برنامج وطني يؤدي إلى مرحلة تأسيسية، يتم فيها وضع خطة إسعافية عاجلة وإعداد دستور دائم للسودان، تمهيدًا للانتقال الديمقراطي.

يُذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، بينما تفرض حصارًا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو/أيار 2024، وسط أوضاع إنسانية بالغة التعقيد. وتواصل قوات حميدتي شنّ هجمات على المدينة، إلى جانب استهدافها بالقصف المدفعي، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالبنية التحتية، لا سيما في المرافق الصحية، التي خرج معظمها عن الخدمة.