مليونية 26 ديسمبر.. أجيال جديدة تُقاوم "ترسانة قديمة"
26 ديسمبر 2022
تظاهر الآلاف ضد الانقلاب العسكري في العاصمة الخرطوم اليوم الاثنين، بينما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع، كما تحركت مركبات أمنية في شوارع "الخرطوم 3" وهي تطلق الغاز على المحتجين.
يطالب المتظاهرون بإسقاط العسكريين، وعلى الرغم من أن هذا المطلب نظريًا يمكن تحقيقه؛ لكن تآكل المؤسسات يحول دون انتصار الثورة الشعبية
وتأتي هذه الاحتجاجات ضمن (14) شهرًا شهدت تظاهرات ضد الانقلاب الذي نفذه العسكريون في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وأطاحوا بالشق المدني عن السلطة الانتقالية التي تشكلت بعد سقوط نظام عمر البشير في 2019.
وتجمع الآلاف في "تقاطع باشدار" في حي الديوم الشرقية جنوب الخرطوم، وتحركوا في الشارع الرئيسي المؤدي إلى شارع القصر، لكن في حي "الخرطوم 3" الواقع على بعد سبعة كيلومترات عن القصر الجمهوري، أطلقت القوات الأمنية الغاز لتفريق الموكب المركزي.
وردد المتظاهرون هتافات على شاكلة "لا لا للعسكر" إلى جانب هتافات تطالب بالقصاص لضحايا الانتهاكات، حيث قتل (122) متظاهرًا برصاص القوات الأمنية بحسب لجنة الأطباء المركزية.
وقال حسن (30 عامًا) لـ"الترا سودان"، والذي كان يقوم بتنظيم المتظاهرين إن "المليونيات المركزية" تأتي لخلخلة الانقلاب العسكري، وهذا يعد عملًا تراكميًا ولا يعرف المحتجون اليأس، لذلك على السودانيين أن لا يُظهروا اليأس من تطاول أمد التظاهرات.
وأضاف: "في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح … سندخل القصر عندما يكون الوقت مناسبًا لتحقيق الحكم المدني الكامل".
ومع استمرار التظاهرات منذ أكثر من عام، يشعر السودانيون بمخاوف عالية من الأزمة الاقتصادية والحوادث الأمنية المتزايدة في العاصمة والولايات.
وتحاول السلطات إخماد هذه الاحتجاجات منذ عام، لكن الإجراءات الأمنية والقمع المفرط لم يحول دون خروج الآلاف بشكل شبه يومي في العاصمة الخرطوم رفضًا للانقلاب.
وحينما أطاح العسكريون بالشق المدني عن السلطة العام الماضي، امتدت التظاهرات بسرعة في العاصمة والولايات. ومع اعتماد السلطات على خطط طويلة المدى لإخمادها، لكن تصاعدها يضع هذه الخطط أمام تحد كبير خاصة العام القادم مع اقتراب اتفاق نهائي بين الجيش وبعض القوى المدنية.
ونتيجة عدم تغطية محطات التلفزة المحلية الاحتجاجات ضد الانقلاب العسكري بشكل مستمر، عمد المتظاهرون إلى اللجوء لصحافة المواطن بنشر مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، والذي يعد الأكثر استخدامًا في هذا البلد الذي يتعرض فيه مستخدمو الإنترنت إلى قطع الخدمة حينما تتسع رقعة الاحتجاجات.
ويحصل السودانيون سيما داعمي هذه التظاهرات على أخبار الاحتجاجات من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي، وذلك من خلال حسابات نشطاء على فيسبوك تبث بشكل مباشر هذه الاحتجاجات إلى درجة رصد الإجراءات الأمنية. وفي هذا البلد المترامي الأطراف، يحاول مؤيدو الديمقراطية الاعتماد على أجيال نشأت في طبقات وسطى مهتمة بالتحول المدني، لكن مع تصاعد "الحركات الجهوية" فإن القتال في جبهات متعددة قد ينهك الثورة بحسب متابعي الحراك السلمي.
وقالت فادية -وهي فتاة مهتمة بالسلام والديمقراطية وتشارك في الاحتجاجات- لـ"الترا سودان"، إن الأجيال الناشئة والتي ترعرعت في بداية العام 2000 وحتى نهاية تسعينات القرن الماضي تحاول بناء "بلد جديد" بمقاومة "تحالفات عملاقة" بين العسكر وزعماء القبائل والحزب الحاكم سابقًا وحتى القوى التقليدية.
بينما يستخدم المتظاهرون تكتيكات جديدة أو يظهرون بتقليعات جديدة على مستوى المظهر، أو حتى المصطلحات الجديدة بالنسبة للأجيال السابقة "هذا مرفوض ويجب أن يقُاوم"، طبقًا لفادية.
لكن في نظر مهند الذي درس هندسة الإلكترونيات فإن "القوى القديمة" لا تشكل تهديدًا بقدر ما أن تآكل المؤسسات في الدولة هو الذي يحد من انتصار الثورة الشعبية في السودان.
"القوى القديمة" لا تشكل تهديدًا بقدر ما أن تآكل المؤسسات في الدولة هو الذي يحد من انتصار الثورة الشعبية
يضيف قائلًا: "يطالب المتظاهرون بإسقاط العسكريين. نعم نظريًا هذا ممكن لكن الدولة تقوم على عناصر غير داعمة للديمقراطية في الاقتصاد والأمن وحتى الأحزاب، لذلك تحقيق أهداف الثورة يحتاج إلى وقت طويل".
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.