مليونية 19 ديسمبر.. حركة الاحتجاجات تستعيد الزخم
19 ديسمبر 2022
تظاهر الآلاف في مدن العاصمة السودانية في مليونية 19 ديسمبر، والتي تأتي بالتزامن مع الذكرى الرابعة للثورة. وطالب المتظاهرون بإسقاط الانقلاب العسكري وبناء السلطة المدنية الكاملة، بينما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في شارع قريب من القصر الجمهوري وسط العاصمة.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل وضع سياسي وأمني معقد منذ الإطاحة بالسلطة المدنية في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وفشل قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في تشكيل حكومة أحادية.
تدفع الأزمة الاقتصادية والسيولة الأمنية السودانيين إلى تأييد هذه التظاهرات
وتحرك الموكب في الخرطوم من "تقاطع باشدار" وسط هتافات مؤيدة للحكم المدني، بينما تقدم المتظاهرين محتجون يحملون الألواح للاحتماء من عبوات الغاز، وهي تكتيكات رائجة في صفوف المتظاهرين.
وفي العادة تجد المناسبات المرتبطة بذكرى الثورة استجابة من السودانيين، وشهد الموكب اليوم ارتفاعًا في عدد المحتجين ضد الانقلاب العسكري، وهتفوا بالحكم المدني وخروج المكون العسكري من السلطة.
قالت ملاذ (23 عامًا) لـ"الترا سودان"، إن السلطة المدنية الكاملة هي مطالبنا الأساسية؛ لن نتنازل عنها. ويجب أن تعمل جميع الأطراف على خروج العسكريين من السلطة، بما فيها عدم تقلد مواقع في المؤسسة العسكرية.

ومع ضبابية المشهد السياسي والاقتصادي منذ عام، واقتراب العام من نهايته، يتخوف السودانيون من تدهور الوضع المعيشي بشكل غير مسبوق خاصة في ظل تحذيرات متعددة من عدم وجود موارد حقيقية للموازنة الجديدة.
هذه المخاوف تدفع آلاف المتظاهرين إلى الخروج والتظاهر ضد الحكم العسكري، وإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش التي تبتلع مئات الملايين من الدولارات من الخزانة الحكومية سنويًا.
وفي التظاهرات التي انطلقت في الخرطوم اليوم الاثنين وبالتزامن مع عطلة رسمية أعلن عنها مجلس الوزراء بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بنظام المخلوع، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في تقاطع شروني الذي يؤدي إلى القصر الجمهوري.
كما طاردت المدرعات التي تطلق الغاز المتظاهرين في شوارع الخرطوم قرب شروني، وعمدت إلى تفريق الموكب المركزي حتى لا يتجمع ويتوجه إلى القصر الرئاسي.
واضطر مئات المتظاهرين للاحتماء داخل بعض المنازل أثناء مطاردات المركبات الأمنية، والتي أطلقت الغاز بكثافة إلى جانب القنابل الصوتية، وشوهد سقوط عدد منها قرب المنازل.
وقال عمر (34 عامًا) إن "حركة الاحتجاجات أخذت في الصعود مرة أخرى لشعور السودانيين باليأس من الحلول السياسية الفوقية، وفي الأسابيع القادمة ربما تشهد التظاهرات تحولات كبيرة بالدخول إلى محيط القصر".

ولم يتمكن المحتجون في الخرطوم من دخول محيط القصر جراء "التطويقات الأمنية"، وتراجع الموكب إلى حديقة القرشي جنوب العاصمة بسبب المطاردات.
وجرى نقل العشرات من المصابين إلى المستشفى على متن الدراجات النارية إذ يتعذر حصول المتظاهرين على سيارات الإسعاف بسبب المخاوف الأمنية.
وفي الخرطوم بحري المدينة الواقعة على النيل الأزرق شمال العاصمة السودانية، طوقت القوات الأمنية جسر المك نمر، كما أطلقوا الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لمنع المتظاهرين من الوصول للجسر الذي يعد قريب نسبيًا من مقار القصر ومؤسسات الدولة.
وتمكن بعض المتظاهرين من مخاطبة جنود من الجيش قرب هذا الجسر في حالة نادرة التكرار أثناء الاحتجاجات، وهتف المتظاهرون "حامد يا جامد" في إشارة إلى حامد ضابط الجيش الذي قدم الحماية للمتظاهرين في اعتصام القيادة العامة العام 2019.

وشهد موقع الجسر كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن، والتي شددت من الإجراءات لمنع عبور الموكب القادم من الخرطوم بحري الجسر حتى لا يقترب من محيط القصر الجمهوري.
ويقول المتظاهرون إن الوصول إلى القصر الجمهوري "هدف رئيسي" لتطويق القصر والاعتصام قربه إلى حين تنحي العسكريين من السلطة، بينما تقول جماعات سياسية تتبنى الاتفاق الإطاري إن هذا الخيار لن يتحقق.
وفي أم درمان غرب العاصمة السودانية منع رجال الأمن المتظاهرين من الوصول إلى مقر البرلمان الذي يقع على ضفة النيل، كما استخدمت القوات الأمنية الشاحنات لملاحقة المحتجين.
وشوهد المتظاهرون وهم يقفون على جسر "خور أبوعنجة" للاحتماء من الملاحقات الأمنية وعبوات الغاز.
قالت شذى (30 عامًا): "صوبوا نحونا عبوات الغاز، نجونا بأعجوبة!".
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.