سياسة

"مليونية المعتقلين".. الاقتراب من القصر للمرة الثانية خلال شهر

14 مارس 2022
GettyImages-1239188077.jpg
(Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

للمرة الثانية خلال هذا الشهر اقترب آلاف المتظاهرين من القصر الجمهوري اليوم الاثنين وأجبروا القوات الأمنية على التراجع، وذلك في "مليونية المعتقلين" التي دعت لها تنسيقيات لجان مقاومة في ولاية الخرطوم.

وغطت سماء منطقة شروني القريبة من شارع القصر سحب سوداء بسبب إشعال الإطارات وإطلاق كثيف للغاز بواسطة القوات الأمنية التي تراجعت لاحقًا إلى ناحية مبنى القصر الجمهوري، فيما تقدم المحتجون إلى تقاطع البلدية.

متظاهر: الأزمة الاقتصادية لن تمنح الوقت لبقاء "الانقلاب"

وتحرك الموكب الرئيسي من "تقاطع باشدار" جنوب العاصمة صوب شارع القصر وبقي في محطة شروني للحافلات مقاومًا عبوات من الغاز، وذلك بفضل مجموعات تصدت لابعادها حتى يتمكن المتظاهرون من التوغل إلى شارع القصر.

واضطر المتظاهرون إلى قطع حركة السير في الطرقات التي تشهد احتجاجات للسماح بخروج المحتجين والمصابين من مطاردات الأمن، حيث وضعت كتل وحجارة وطلب محتجون من سائقي السيارات تغيير وجهتهم إلى طرق بديلة.

وذكر شهود عيان لـ"الترا سودان"، أن آلاف المتظاهرين عبروا الشارع الرئيسي إلى القصر بفضل تكتيكات يلجأ إليها المحتجون بوضع "المتاريس" في الطرقات وتضييق مساحات التقدم على رجال الأمن.

ودرج بعض المتظاهرين على حمل أغطية بلاستيكة للوقاية من عبوات الغاز، كما شوهدت فتيات ضمن المحتجين في الصفوف الأمامية وهن يلتقطن عبوات الغاز ويرمين هذه العبوات الحارقة والمشتعلة بعيدًا عن المتظاهرين حتى تبطل مفعولها.

وتقول تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة والمدن إنها تعتزم إنهاء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية في 25 تشرين الأول/أكتوبر وعطل العمل بالدستور الانتقالي في بعض المواد المتعلقة بالشراكة مع المدنيين، ووضع قادة بارزين في السجن.

وحجبت سحب الدخان جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع وإشعال الإطارات مساحات واسعة في محطة شروني للحافلات، والتي توقفت خدماتها بعد أن تحول هذا الموقع إلى مركز احتجاجات في العاصمة كونه قريب من شارع القصر.

ويحتفظ المتظاهرون بهذا الموقع لأنه يساعدهم في الانسحاب من شارع القصر وتفادي قوات الأمن حال مواجهة صعوبات وانتشار القوات العسكرية بكثافة عالية، وهي تعزيزات اتخذتها السلطات منذ وصول المحتجين إلى القصر في "موكب 28 شباط/فبراير الماضي".

وذكر فادي (26 عامًا) والذي يشارك في احتجاجات شارع القصر في حديث لـ"الترا سودان"، أن التظاهرات لن تتوقف، مرجحًا توسع دائرة الاحتجاجات بفعل الأزمة الاقتصادية التي ستدفع غالبية السودانيين إلى الخروج على حد قوله.

وأمام الآلاف من المتظاهرين يرتجل محتجون خطابات تدعو العسكريين إلى التنحي فورًا عن السلطة، ويرددون "الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات" وهي هتافات رائجة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأطلق الجيش على تلك الإجراءات "تصحيح المسار".

اقرأ/ي أيضًا: اقتحام مدرسة واعتقال عدد من المعلمين بنيالا

ونشرت السلطات تعزيزات أمنية في محيط القيادة العامة وشارع القصر وحول هذا المبنى الذي يصمم المتظاهرون على الوصول إليه، وبالنسبة للآلاف فإن معانقة "مقر المجلس الرئاسي" يشكل لهم دافعًا معنويًا.

منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تمكن المتظاهرون من الوصول ثلاث مرات إلى القصر الجمهوري

ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي تمكن المتظاهرون من الوصول ثلاث مرات إلى القصر الجمهوري، من عشرات المحاولات أبرزها كانت في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وفي الشوارع المحيطة بالقصر والمؤدية إلى هذا المبنى يتم تجميع الكتل الخرسانية والمعدات القديمة لإغلاق الطرقات. هذه التكتيكات أصبحت رائجة في أوساط المتظاهرين لحماية أنفسهم من مداهمة المركبات العسكرية وشاحنة الشرطة التي تطلق المياه الملونة.

وقبل أن تتوغل بين الحشود المتوجهة إلى شارع القصر قالت مروة (21 عامًا) لـ"الترا سودان"، إن الإحتجاجات تعبير عن رفض الحكم العسكري ويجب أن يعمل العسكريون على الانصراف إلى مهامهم وأي طرف إلى مهامه حتى نتمكن من النهوض بوطننا.

وتضيف: "الأولوية أن نوقف القتل ومعالجة آثار الحرب لأن القتل ما يزال مستمرًا حتى اليوم في مناطق متفرقة بما فيها العاصمة".

اقرأ/ي أيضًا

محكمة تقضي بإعدام جندي في جهاز الأمن في قضية "الشهيد صافي الدين"

الحكومة تعلن عن ودائع إماراتية في البنوك السودانية

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert