مشروع قانون أميركي لوقف مبيعات الأسلحة للإمارات بسبب الحرب في السودان

قدم السيناتور الأميركي كريس فان هولن مشروع قانون يهدف لوقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، جراء المخاوف من أن تسهم هذه الأسلحة في دعم قوات الدعم السريع، التي تخوض حربًا ضارية ضد الجيش السوداني، وسط اتهامات لها بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. يأتي هذا التحرك مع تقديم النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس مشروع قرار مشابه في مجلس النواب، في خطوة تسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

القانون الأميركي المقترح يتيح لأعضاء مجلس الشيوخ التصويت على قرارات تمنع مبيعات الأسلحة للإمارات

وتشير تقارير عديدة رسمية وأخرى صحفية إلى تورط الإمارات في الحرب السودانية من خلال وقوفها وراء قوات الدعم السريع وتزويدها بالسلاح عقب إنشاء مطار لهذا الغرض في دولة تشاد بالقرب من الحدود الغربية للبلاد. قادة الحكومة السودانية اتهموا في أكثر من سانحة دولة الإمارات بإزكاء نيران الحرب في السودان عبر الدعم غير المحدود الذي تقدمه هذه الدولة الخليجية إلى قوات الدعم السريع.

ووفقًا لوكالة رويترز للأنباء، أشار فان هولن في إلى أهمية الإمارات كشريك للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، لكنه أكد أن الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تساهم في كارثة إنسانية"، داعيًا إلى استخدام النفوذ الأميركي لحل الصراع سلميًا.

قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم موثقة ضد المدنيين والعديد من المجازر التي ترقى إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي خلال الحرب القائمة منذ نيسان/أبريل 2023، لا سيما في إقليم دارفور الذي تسيطر على معظم ولاياته، ومناطق وسط البلاد.

القانون الأميركي المقترح يسمح بمراجعة الكونجرس لصفقات الأسلحة، ويتيح لأعضاء مجلس الشيوخ التصويت على قرارات تمنع المبيعات.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن عن صفقة محتملة لبيع ذخائر للإمارات بقيمة (1.2) مليار دولار، تشمل صواريخ متقدمة من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن". تسعى المشروعات المقدمة من المسؤولين الأميركيين المقدمة حديثًا إلى وقف هذه الصفقة، وسط اتهامات بأن الإمارات تقدم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، وهي مزاعم تنفيها الإمارات.

وأكدت جاكوبس في بيان أن "الإمارات واحدة من أكبر الجهات الخارجية التي تغذي العنف في السودان"، مشيرة إلى خطورة استمرار مبيعات الأسلحة التي قد تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

في أيار/مايو الماضي، كانت النائبة الأميركية سارا جاكوبس قد تقدمت بمشرع قرار لمجلس النواب يقضي بقطع إمداد الأسلحة إلى الإمارات، موضحة أن الدعم المستمر من دولة الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع، يطيل أمد الحرب في السودان.

وفي أيلول/سبتمبر من العام الجاري، بعث خمسة أعضاء من الكونجرس الأميركي رسالة إلى جو بايدن، وذلك قبل اجتماعه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارته إلى أميركا. وأعرب أعضاء الكونجرس عن قلقهم من دعم الإمارات لقوات الدعم السريع خلال الحرب في السودان.