مركزية الكنابي: مجزرة في كمبو خمسة.. وحزب الأمة: ندين بشدة

كشفت مركزية مؤتمر الكنابي "غير حكومية" عن وقوع ما وصفتها بـ"المجزرة" في كمبو خمسة، شرق أم القرى بولاية الجزيرة. وعن تفاصيل ما حدث، قال بيان لمركزية الكنابي اطلع عليه "الترا سودان"، إن مليشيات مسلحة تتبع لـ"أبو عاقلة كيكل"، قامت بالهجوم على كمبو خمسة المعروف باسم "كمبو طيبة"، في التاسع من الشهر الجاري، وقامت بقتل طفلين حرقًا داخل المنازل، واغتيال ستة من المواطنين، واختطاف 13 امرأة، في عمل وصفه البيان بأنه "يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الوطنية والدولية".

حزب الأمة القومي: يتابع الحزب بقلق بالغ  الانتهاكات والجرائم المروعة التي ارتكبتها مليشيات تتبع للمدعو أبو عاقلة كيكل حسب الإفادة الواردة من المنطقة وطبقًا لبيان مؤتمر الكنابي بقرية كمبو  طيبة

وأشارت مركزية مؤتمر الكنابي إلى قيام المليشيات المهاجمة بنهب ممتلكات السكان وسرقة المحاصيل الزراعية والمواشي والممتلكات الشخصية، فضلًا عن حرق الكمبو بالكامل، "مما أدى إلى تشريد السكان وتحويلهم إلى نازحين بلا مأوى"، بحسب تعبير البيان.

من جانبه، أدان حزب الأمة القومي "بشدة" هذه الجرائم التي وصفها بـ"الشنيعة"، محملًا قيادة القوات المسلحة المسؤولية الكاملة عن حماية المواطنين. وطالب بيان للحزب اطلع عليه "الترا سودان"، بالتحقيق الفوري وضبط المنتهكين ووقف الانتهاكات بحق المواطنين في كافة المناطق.

مركزية الكنابي أكدت على استنكارها الشديد لما يتعرض له سكان مناطق الكنابي وشرق أم القرى بولاية الجزيرة، ووصفت الانتهاكات بأنها "تمثل جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية"، حد قولها. البيان، الذي أُصدر بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2025، شدد على أن هذه الممارسات تهدد أمن وسلامة المجتمع السوداني بشكل عام، وأن ما جرى في كمبو طيبة شرق أم القرى يُعتبر جزءًا من سلسلة اعتداءات مستمرة تستوجب تحركًا عاجلًا من القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة.

كما أشار البيان إلى أن التحذيرات التي أطلقتها المركزية في السابق ضد التحريض المستمر ضد أبناء الكنابي لم تجد استجابة، مما أدى إلى تصعيد خطير تمثل في الهجمات الأخيرة التي نفذتها مليشيات مسلحة بقيادة أبو عاقلة كيكل على المدنيين. وشددت المركزية على موقفها الحيادي في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حرصًا على سلامة وأمن أبناء الكنابي، قائلة إن السكان تعرضوا لانتهاكات من جميع الأطراف في الصراع.

وطالب البيان الحكومة السودانية بضرورة ضمان الأمن والسلام في مناطق الكنابي، مع محاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وفتح تحقيق مستقل وشفاف في الانتهاكات الأخيرة. كما دعت مركزية مؤتمر الكنابي إلى وقف التحريض والتصدي لخطابات الكراهية التي تشجع على استهداف فئات معينة من المواطنين. وأكدت المركزية على أهمية فتح حوار شامل مع ممثلي الكنابي من قبل الحكومة لتحقيق التعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني.

وأكدت مركزية مؤتمر الكنابي أن الأحداث الأخيرة تمثل اختبارًا حقيقيًا للحكومة في مدى التزامها بحماية مواطنيها وضمان العدالة، ودعت إلى تحرك سريع وفعّال لـ"إنهاء معاناة أهل الكنابي وتحقيق السلام العادل في السودان"، بحسب ما ورد في البيان.

ويوجد ما يقرب من ثلاثة آلاف كمبو في ولاية الجزيرة. يعمل سكان هذه الكنابي في الأراضي الزراعية بمشروع الجزيرة، ولكن لا يمتلك معظمهم أيًا منها. ويقول ممثلوهم إنهم يعانون من التهميش والتمييز في ظل غياب الخدمات عن مناطقهم، ويعيشون في ظروف صعبة.

وتتقدم قوات أبو عاقلة كيكل الذي انحاز إلى الجيش السوداني في ولاية الجزيرة، مستردة مع القوات المسلحة وقوات الحركات، العديد من المناطق ذات الأهمية البالغة في الولاية، بما في ذلك عاصمتها، مدينة ود مدني. وتنتشر مخاوف من استهداف هذه القوات للمدنيين تحت ذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع في المناطق التي تستردها، لا سيما في ظل طبيعة تكوينها الأهلي.