مختبر جامعة ييل يوثق مدافع بعيدة المدى استخدمت في قصف مخيم زمزم للنازحين

أكد تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لجامعة ييل حدوث نزوح واسع لعدد كبير من المدنيين من معسكر زمزم للنازحين في دارفور. يأتي ذلك عقب قصف مدفعي كثيف استمر لمدة 12 يومًا، شنته قوات الدعم السريع. وحدد التقرير وجود أربع قطع مدفعية ثقيلة من طراز هاوزر (AH4) في مناطق تجعل الفاشر وزمزم ضمن نطاق إطلاق هذه الأسلحة الذي يصل إلى 40 كيلومترًا.

تقرير: هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق هذه الأسلحة في الصراع الحالي في السودان

وكانت تقارير صحفية ومجموعات إنسانية قد كشفت عن قصف عنيف تشنه قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين جنوب مدينة الفاشر، أودى بحياة مدنيين وتسبب في موجة نزوح من المعسكر تجاه مناطق الطويلة وجبل مرة. وأدانت جهات محلية وعالمية من ضمنها الأمم المتحدة هذه الهجمات.

ووفقًا لتقرير حديث عن مختبر الأبحاث الإنسانية اطلع عليه "الترا سودان"، يعد القصف بمدافع هاوزر من طراز (AH4) بعيدة المدى في مدينة الفاشر وعلى مخيم زمزم، أول توثيق لاستخدام هذه الأسلحة في النزاع الحالي بالسودان. وأوضح التقرير أن الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يُعرف أنها استوردت هذا النوع من المدفعية من الصين.

وما يزال العديد من المدنيين محاصرين في الفاشر وزمزم، ويواجهون هجمات متواصلة من قبل قوات الدعم السريع. أسفر قصف بمسيرة إستراتيجية على حي أولاد الريف مساء أمس السبت، 14 كانون الأول/ديسمبر 2024، عن مقتل 20 من المدنيين، في حادثة وصفت بـ"المجزرة".

صور أقمار صناعية لمختبر ييل أظهرت موجة نزوح واسعة النطاق في الثاني عشر من الشهر الجاري، شملت مركبات وعربات تجرها الحيوانات وأشخاصًا يسيرون على الأقدام باتجاه الجنوب الشرقي. ومع ذلك، يُواجه النازحون ظروفًا صعبة بسبب ندرة الموارد وانعدام الأمن على طول طرق الهروب.

وحددت جامعة ييل وجود أربع قطع مدفعية ثقيلة على بعد حوالي 25 كيلومترًا شمال شرق الفاشر و35 كيلومترًا من معسكر زمزم. تُظهر صور الأقمار الصناعية استمرار وجود هذه المدفعية منذ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، مع تغييرات طفيفة في مواقعها. تشير التحليلات إلى أن هذه الأسلحة تتطابق مع خصائص مدفع هاوزر بناءً على أبعادها وتكوينها وآلياتها. وبحسب التقرير، تمت مراجعة التقييمات التي أجرتها جامعة ييل من قبل خبراء خارجيين، حيث أكدوا تطابق المدفعية مع مواصفات AH4.

وأكد مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل استمرار القصف على معسكر زمزم للنازحين، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية أضرارًا ناجمة عن هجمات قوات الدعم السريع على المعسكر بين 1-5 و9-11 كانون الأول/ديسمبر 2024. ووفقًا لوزارة الصحة في شمال دارفور، أسفرت الهجمات عن مقتل 73 شخصًا وإصابة 376 آخرين منذ 1 كانون الأول/ديسمبر الجاري، مع احتمال أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع.

ورصدت صور الأقمار الصناعية أضرارًا واسعة النطاق في مدينة الفاشر نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ أشهر. تشمل الأضرار سوق المواشي ومقر الفرقة السادسة التابعة للقوات المسلحة السودانية. تؤكد تقارير محلية أن هذه المواقع تتعرض لقصف متواصل من قوات الدعم السريع. تسفر هذه الهجمات عن ضحايا وسط المدنيين جراء القصف الذي وصف بـ"العشوائي".

تشير هذه الهجمات المتكررة إلى تصعيد خطير في العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية الحيوية في دارفور، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة. وكان قرار لمجلس الأمن الدولي في حزيران/يونيو من العام الجاري قد طالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها لمدينة الفاشر، وحماية المدنيين.

القرار الأممي الذي لم يلق أي استجابة، يشدد على حماية المدنيين وفق القانون الدولي، والسماح بالتحرك إلى مناطق آمنة، وضمان وصول الإغاثة الإنسانية دون عوائق. كما يدعو إلى تنفيذ إعلان جدة لحماية المدنيين، ويحث على التعاون مع الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات.