مبادرة "حاضرين" تسلط الضوء على مجزرة القيادة العامة بتوثيق مفصل
19 أكتوبر 2021
اتهمت مبادرة حاضرين قوات المجلس العسكري باستباحة العاصمة الخرطوم من الثالث وحتى العاشر من يونيو/حزيران 2019، مؤكدة تعرض (36) فتاة للاغتصاب في مذبحة اعتصام القيادة في الثالث من حزيران/يونيو، حيث جرى اغتصاب (17) منهن بالتناوب.
ونفى عضو مبادرة حاضرين ناظم سراج في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء تصريحات قادة المجلس العسكري أن فض الاعتصام كان مقتصرًا على منطقة "كولومبيا" في شارع النيل، وقال إن العمليات الأمنية والعسكرية أسفرت عن إصابة (500) شخص في الفترة بين الخامسة صباحًا والـ(12) من منتصف الليل نقلوا إلى مستشفيات رويال كير وبشائر والمعلم والزيتونة وشرق النيل وتوسعت العمليات العسكرية والأمنية إلى جميع أحياء العاصمة في استباحة كاملة للبلاد.
(54) شهيدًا سقطوا في اليوم الأول لمذبحة القيادة العامة
وأشار سراج إلى أن التقرير الموثق الذي أصدرته مبادرة حاضرين ينقسم إلى ثلاثة فصول؛ المرحلة الأولى في الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2018 حتى 11نيسان/أبريل والفصل الثاني من 12 نيسان/أبريل 2019 حتى الثالث من حزيران/يونيو 2019، والفصل الثالث من الثالث من حزيران/يونيو وحتى 17 آب/أغسطس 2019 موعد توقيع الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير.
اقرأ/ي أيضًا: محكمة الشهيد محجوب التاج ترفض طلب إخفاء شهود الاتهام
وقال سراج إن المغزى من عنوان التقرير "ثمن الانتقال" أنه يعد تخليدًا للأجيال الحالية والقادمة، وتذكيرًا لمن يشاركون في أجهزة السلطة الانتقالية من المدنيين والعسكريين بمهام الثورة والتضحيات التي قدمها الشهداء والمصابين.
وأشار سراج إلى أن التقرير لم يركز على الشرارة الأولى انطلقت من عطبرة أم الدمازين بقدر تركيزه على ثورة ديسمبر، لكنه أكد أن أول مصاب كان في عطبرة في 19كانون الأول/ديسمبر 2019.
ونوه سراج إلى أن التقرير يظهر وحشية جهاز الأمن والمخابرات في عهد المخلوع وكيف كان يعذب بوحشية باستخدام الصواعق الكهربائية في أجساد المعتقلين من الحراك السلمي وضربهم بالكتل الإسمنتية.
وتوجه المتحدث باسم مبادرة حاضرين وأحد مؤسسيها ناظم سراج بالشكر إلى الكوادر الطبية من أطباء وفنيي الأشعة والتخدير والتمريض وطواقم إدارية بالمستشفيات الخاصة والعامة، وقال إنهم بذلوا جهودًا كبيرة في إسعاف المصابين وحتى بعض الشهداء ماتوا وهم يتلقون العلاج في مرافق صحية.
وانتقد سراج الاتهامات حول تلقي مبادرة حاضرين التمويل من سفارات غربية ومخابرات، وقال إن المبادرة حظيت بدعم غير مسبوق من السودانيين بالداخل والخارج.
وحول اعتصام القيادة العامة ذكر سراج أن هجوم الثامن من رمضان استمر لساعات بواسطة قوات ترتدي زي قوات الدعم السريع على متن مركبات تحمل لوحات هذه القوات أيضًا.
وأردف: "في صباح الثالث من حزيران/يونيو 2019 وصلت سيارات وعلى متنها مدافع، والملاحظ حسب شهادة ناجين من مذبحة الاعتصام أن فوهات المدافع كانت موجهة إلى القيادة العامة وأقامت هذه المركبات حاجزًا بين المعتصمين وسور القيادة العامة".
وبحسب سراج فإن القوة الثانية وصلت إلى ميدان الاعتصام من ناحية شارع النيل الجهة الغربية لقوات ترتدي زي الدعم السريع ويضع عناصرها خوذة على الرأس، فيما وصلت القوة الثالثة من جسر النيل الأزرق راجلة.
وتابع: "بحسب شهادة أحد الناجين من المذبحة، فقد أكد أن جنديين كانا يحملان السلاح المخصص للقناصة، كان أحدهم يطلق الرصاص على أي جسم متحرك أمامه وعندما أفرغ الرصاص من السلاح ناوله الثاني سلاحه وبدأ في قنص المعتصمين".
اقرأ/ي أيضًا: بحث علمي عن فض الاعتصام لشقيقة أحد شهداء المجزرة
وزاد: "نفس المشهد تكرر مع جندين يحملان السلاح في شارع الجمهورية كان أحدهم يطلق النار على أي جسم متحرك امامه ويرديه قتيلًا".
مركز يقدم الدعم النفسي بجامعة الأحفاد وثق (36) حالة اغتصاب لفتيات تعرضن للاغتصاب أثناء فض الاعتصام
وأكد سراج أن الحراسات الخاصة في مباني جامعة الرباط رفضت إيواء المعتصمين الذين احتموا إليها من ميدان الاعتصام، لافتًا إلى أن تصريحات قادة المجلس العسكري حول فض اعتصام كولومبيا غير صحيحة، وقال إن قوات المجلس العسكري استباحت العاصمة لسبعة أيام.
وأضاف: "في مساء مذبحة القيادة العامة اضطرت سيارات الإسعاف بصعوبة بالغة نقل بعض المصابين من مستشفى المعلم إلى مستشفيات أخرى واستشهد أحد المصابين أثناء ذلك الإجلاء، وكانت هذه الملحمة أيضًا من المستشفيات الخاصة والأطقم الطبية بمختلف تشكيلاتها".
واتهم سراج المجلس العسكري الانتقالي بالتقاعس عن حماية المدنيين أثناء وبعد مذبحة القيادة العامة.
وأعلن سراج أن مركزًا يقدم الدعم النفسي بجامعة الأحفاد وثق (36) حالة اغتصاب لفتيات تعرضن للاغتصاب في ميدان الاعتصام أثناء فض الاعتصام، بينهن (17) فتاة واصلوا رحلة العلاج النفسي فيما غادر بعضهن البلاد وتوفيت واحدة في السودان في ظروف غامضة لم نستطيع معرفتها ونفى وجود حالات انتحار بينهن.
وأردف: "الاغتصاب وقع داخل مسجد الجامعة من قوات ترتدي الزي العسكري".
وأكد ناظم سراج إحصاء (15) شهيدًا في اليوم الأول للمذبحة فيما وصل عدد الشهداء في فض اعتصام القيادة (69) شهيدًا وأربعة شهداء غير مؤكد عما إذا استشهدوا على يد القوات العسكرية التي فضت الاعتصام واستباحت العاصمة.
وقال إن عدد المصابين الذين وصلوا اليوم الأول لمذبحة القيادة العامة إلى مستشفيات رويال كير والمعلم (379) مصابًا من ميدان الاعتصام، مشيرًا إلى أن بعض المصابين واجهوا صعوبة في الوصول بسبب الوضع الأمني والهجمات المكثفة لقوات المجلس العسكري.
وأردف: "حاصرت قوات ترتدي زي الدعم السريع مستشفى رويال كير في اليوم الثاني للمذبحة وإطلاق الرصاص بصورة عشوائية، وبفعل مفاوضات جرى فتح مسار آمن بين المستشفى وأحياء بري التي قدمت الدعم والمساندة للمصابين وعائلات الشهداء".
وقال سراج إنه بعد أسبوعين من المذبحة تلقت مبادرة حاضرين استفسارات من عائلات ستة مفقودين تم العثور عليهم وقالوا حسب شهادات إنهم احتجزوا في مركز تابع لقوات الدعم السريع بسلاح المظلات بالخرطوم بحري، وقال إنهم خضعوا إلى العلاج النفسي حيث تعافى جزء منهم وما زال جزء يتلقى العلاج النفسي، موضحًا أن هذه المجموعة البالغة ستة تعرضوا إلى تعذيب شديد.
اقرأ/ي أيضًا: وزيرة الصحة تدشن الإستراتيجية القومية لفحص كوفيد-19
وقال إن المفقودين حتى الآن ستة أشخاص آخرين أحدهم لا علاقة له بالاعتصام وتم اعتقاله من منطقة كوبر وشوهد في مقاطع فيديو عرضها تلفزيون السودان بعنوان "خفافيش الظلام" في ذلك الوقت، وعائلته تعرفت عليه من خلال الفيديو. ودعا سراج إدارة تلفزيون السودان للكشف عن الجهة التي جلبت هذه المقاطع وقصدت بها تشويه الثورة.
التقرير: عدد شهداء اليوم الأول للمذبحة يعادل نصف الشهداء قبل سقوط المخلوع
وقال سراج إن عدد الشهداء في فترة استباحة قوات المجلس العسكري للعاصمة من الثالث وحتى العاشر من حزيران/يونيو 2019 يعادل عدد الشهداء قبل سقوط النظام.
وأضاف: "وصل المستشفيات في العاصمة في الفترة من الساعة الخامسة صباحًا وحتى منتصف الليل نحو (500) مصاب ووُثق في ذلك اليوم فقط (54) شهيدًا من خارج ميدان الاعتصام أثناء ملاحقات أمنية وعسكرية داخل أحياء العاصمة".
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.