سياسة

"مافي دواء".. ما هي القصة؟

19 يونيو 2021
Medic_0.jpg
مروة التجاني
مروة التجانيكاتبة وصحفية من السودان

منذ عامين والقطاع الصحي يعاني من انهيارات متتالية، وتبرز قضية الدواء إلى الواجهة عند الحديث عن انهيار القطاع الصحي. وظل المواطنون في شكوى مستمرة من ارتفاع تكاليف الدواء وانعدامه. 

تفاقم الأزمة المستمرة للدواء دفع تجمع الصيادلة المهنيين للنشر تحت وسم "مافي دواء"، في إشارة واضحة لانعدام المخزون الدوائي والأدوية المنقذة للحياة من الصيدليات، ومشقة الحصول عليها. فما هي القصة؟ 

بلغت نسبة الزيادة بأسعار الأدوية ما يقارب (1000)% خلال أقل من عام

وفي خطاب رئيس الوزراء الأخير عبدالله حمدوك بتاريخ 15 حزيران/يونيو الجاري، قال مصرحًا للشعب السوداني: "في هذا الإطار نؤكد استمرار دعم الحكومة للعديد من السلع والخدمات الضرورية، منها الكهرباء والدقيق وغاز الطبخ والأدوية".

اقرأ/ي أيضًا: "الترا سودان" يكشف تفاصيل مبنى مجلس ذوي الإعاقة المستخدم بواسطة "السيادة"

وعلى ما يبدو فإن أقوال وآمال الحكومة الانتقالية، تتنافى مع الواقع الذي يعيشه المواطن. حيث بلغت نسبة الزيادة بأسعار الادوية ما يقارب (1000)% خلال أقل من عام، بحسب تجمع الصيادلة المهنيين. 

وأوضح التجمع على صفحته الرسمية أن الزيادات تأتي "امتدادًا طبيعبيًا ومواصلة لتنصل الحكومة عن التزاماتها تجاه صحة وعلاج مواطنيها، وتنعكس هذه الزيادات بصورة مباشرة على قدرة المريض في الحصول على الدواء، إذ أن توفر الدواء بالسعر العالي وعدم توفره وجهان لعملة واحدة".

ويرى مراقبون أن استمرار زيادة سعر الدواء، بجانب عدم توفره، يعجل من سير صيدليات السودان نحو الإضراب احتجاجًا على التكلفة العالية وشح الأدوية وخاصةً المنقذة للحياة، على غرار إغلاق الصيدليات في دولة لبنان بسبب أحداث وظروف مشابهة.

الموت دون علاج

يدخل الدواء عبر ثلاث طرق معروفة وهي القطاع الحكومي متمثلًا بالإمدادات الطبية، والصناعة المحلية، والشركات المستوردة للأدوية. في حين بلغ عدد الأدوية المسجلة بالسودان خمسة آلاف صنف، تغطي الإمدادات الطبية نحو (600) صنف من حاجة البلاد، والصناعة المحلية أكثر من (400) صنف. 

وكانت الحكومة الانتقالية صرحت سابقًا بدعم الدواء بنسبة (10)% من عائدات الصادر، وهي سياسة متبعة منذ العهد المبُاد. واستمر الدعم الحكومي عبر الإمدادات الطبية إلى أيلول/سبتمبر 2020، وقتها دعمت الحكومة الأدوية بالدولار بسعر (18) جنيهًا للإمدادات الطبية، وهو أقل من السعر التأشيري لبنك السودان المركزي، وهي أيضًا سياسة متبعة منذ نظام الإنقاذ.

ويشرح عضو اللجنة التنفيذية لتجمع الصيادلة المهنيين، صلاح جعفر لـ"الترا سودان"، زيادة سعر الأدوية بنسبة (1000)% بقوله إن تسعيرة الدواء أصبحت تسعر بالدولار الذي تبلغ قيمته وفق آخر التعاملات البنكية (435) جنيهًا. 

مشيرًا لنسبة الحد الأدنى من الأجور البالغة (3000) جنيه. وعلق قائلًا إن كثير من الشعب السوداني يعيشون تحت خط الفقر باعتراف الحكومة، ما يعني معاناة مضاعفة للحصول على حق العلاج.

ويمضى عضو اللجنة المركزية لتجمع الصيادلة المهنيين، بالقول إن عددًا من المرضى باعوا الأصول والممتلكات لتوفير تكلفة الدواء. واصفًا المرحلة التي يعيشها كثير من المرضى بـ"الموت".

اقرأ/ي أيضًا: اصطفافات جديدة.. رفع الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي

وأوضح صلاح جعفر لـ"الترا سودان" أن ميزانية التأمين الصحي زادت بنسبة كبيرة بعد زيادة المرتبات الأخيرة التي تبلغ نسبتها (500)%، لكن لا اتجاه حكومي لدراسة الاستراتيجيات بحيث تتوسع مظلة التأمين لتغطية كل الخدمات الصحية وتخصيص فاتورة الدواء.

بين الوعود الحكومية بتوفير الدعم للدواء وخذلان الواقع المعاش، يقف المواطن عاجزًا لإنقاذ حياته من المرض

سيناريو الدواء بالسودان، يروي قصة معاناة قديمة ومتجددة بتفاقم أزماتها، وبين الوعود الحكومية بتوفير الدعم للدواء وخذلان الواقع المعاش، يقف المواطن عاجزًا لإنقاذ حياته من المرض. في وقتٍ أصبحت فيه جيوش من المرضى تبحث عن الأدوية المنقذة للحياة، من منطقة لأخرى. وفي حال وجد الدواء فأن التكلفة العالية تقف حاجزًا أمام امتلاكه. فإلى متى تستمر قصة الدواء بالسودان؟ سؤال يطرح على الحكومة الانتقالية ومسؤولي الصحة. 

اقرأ/ي أيضًا

تراجع شعبية حمدوك.. ما هي الأسباب؟

توقعات بنمو سكاني يصل إلى 62 مليون نسمة بحلول 2035

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert