لجنة دولية: المجاعة تتفاقم في السودان وتتمدد إلى 5 مناطق جديدة

أفادت اللجنة الاستشارية المعنية التابعة لنظام تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC) أن المجاعة في السودان امتدت إلى خمس مناطق جديدة، ومن المتوقع أن تتوسع إلى خمس مناطق أخرى بحلول أيار/مايو المقبل. يأتي ذلك في ظل استمرار النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في ظل واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العصر الحديث، وفقًا للتقرير.

أكد تقرير اللجنة وجود أوضاع المجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين في مدينة الفاشر

وأكد تقرير اللجنة بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، إلى وجود أوضاع المجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام للنازحين في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة، بالإضافة إلى منطقتين أخريين في ولاية جنوب كردفان. كما أشار إلى استمرار المجاعة التي أُعلنت لأول مرة في آب/أغسطس في مخيم زمزم شمال دارفور.

وتوقعت اللجنة اتساع نطاق المجاعة ليشمل مناطق أم كدادة ومليط والفاشر والطويشة واللّعيت في شمال دارفور بحلول أيار/مايو المقبل، مع تصنيف 17 منطقة أخرى في السودان بأنها عرضة لخطر المجاعة.

وفقًا لتقديرات نظام التصنيف، فإن 24.6 مليون شخص – أي نحو نصف سكان السودان – يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة حتى شباط/فبراير المقبل، بزيادة حادة عن التقديرات السابقة البالغة 21.1 مليون شخص.

تزامنت هذه التقارير مع إعلان الحكومة السودانية تعليق مشاركتها في نظام تصنيف الأمن الغذائي، ووصفت تقاريره بأنها "غير موثوقة" وتسيء لسيادة البلاد. وأشار وزير الزراعة السوداني في خطاب رسمي إلى نقص بيانات سوء التغذية وتقييمات الإنتاج الزراعي في التقرير الأخير، مؤكدًا أن موسم الأمطار الأخير كان ناجحًا.

نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار كان قد وصف الأحاديث عن مجاعة في السودان بـ"الدعاية الكاذبة"، منتقدًا ما وصفها بأنها محاولات دولية لتطويق السودان وتحجيم إرادة شعبه. وأكد وزير الزراعة والغابات، أبوبكر البشرى، أنه لا توجد مشكلة في الغذاء في السودان، مشددًا على أن المشكلة تنحصر في كيفية إيصال المواد الغذائية للمواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع.

واتهمت الحكومة اللجنة بتجاهل البيانات في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، بينما ذكرت مصادر إنسانية أن الحكومة تعرقل جهود الإغاثة بتأخير الموافقات على تأشيرات العاملين في المجال الإنساني ومنع وصول المساعدات إلى مناطق متضررة.

الحكومة السودانية بدورها تؤكد التعاون مع الجهات الإنسانية وفي إصدار التأشيرات. وفتحت الحكومة عددًا من المعابر البرية وعلى رأسها معبر أدري الحدودي مع تشاد للأعمال الإنسانية، كما وفرت ستة مطارات لأعمال الإغاثة.

وأدت الحرب السودانية التي اندلعت في نيسان/أبريل 2023 إلى تدمير الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار الغذاء، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُتهم قوات الدعم السريع بنهب الإمدادات الغذائية وتعطيل الزراعة، فيما اتهمتها الحكومة بالتسبب في مشكلات توصيل المساعدات.

قال جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي: "لدينا الغذاء والشاحنات والعاملون، لكننا بحاجة إلى ممر آمن لإيصال المساعدات". من جانبها، تنفي قوات الدعم السريع الاتهامات وتؤكد التزامها بتسهيل إيصال المساعدات للمحتاجين.