كيف تفوق الجيش في شرق النيل أكبر معاقل الدعم السريع؟
4 مارس 2025
كادت قوات الدعم السريع أن تحول محلية شرق النيل التي تعادل مساحة مدينة أوروبية مع أريافها، إلى منطقة خاصة بها لممارسة السلطة الإدارية والعسكرية، طيلة (22) شهرًا من القتال ضد الجيش.
عامل القوة البشرية يعتبر حاسمًا في استعادة الجيش لولاية الجزيرة ومحلية شرق النيل
تقع المحلية الشهيرة بالمراكز الدينية والطرق الصوفية أقصى شرق الخرطوم، وتشتهر بالكثافة السكانية والأسواق الشعبية، وتربطها الطرق الترابية والمسفلتة مع ولايات الجزيرة والقضارف ونهر النيل.
في الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب بين القوات المسلحة وقوات حميدتي أبرم بعض شيوخ الطرق الصوفية اتفاقًا بدا وكأنه لم يعلن على الملأ مع حميدتي لضبط الوضع الأمني في محلية شرق النيل، والسماح للمواطنين بحرية الحركة وعدم الاعتداء على الممتلكات والأرواح والمنازل والأسواق، نجح الاتفاق الذي جاء تحت سطوة رجال الطرق الصوفية في تسيير الحياة إلى حد ما بالمحلية قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب خلال الأسابيع الأخيرة مع تقدم الجيش من الجزيرة.
تعتبر محلية شرق النيل من الأماكن التي جرت فيها عملية تسليم أسرى الشرطة العام الماضي في مسيد الشيخ أبو قرون، الذي قاد وساطة لإقناع حميدتي بالإفراج عن حوالي (500) من ضباط وأفراد الشرطة.
لم يكن بإمكان الجيش الوصول إلى محلية شرق النيل قبل المرور بولاية الجزيرة الواقعة شرق وجنوب المنطقة لإغلاق منافذ الإمداد والمقاتلين أمام قوات حميدتي، وقبل ذلك اعتمدت خطط الجنرال عبد الفتاح البرهان على دفع آلاف المشاة من شبان المنطقة الذين انخرطوا مع المستنفرين وقوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل من البطانة والجزيرة والنيل الأبيض وسنار والقضارف وكسلا.
أعد الجيش خلال الربع الأخير من العام 2024 آلاف المقاتلين، ربما يصل العدد إلى عشرة آلاف مقاتل، من ولايتي الجزيرة ومنطقة البطانة المتاخمة لولاية القضارف، إلى جانب ولايات سنار والنيل الأبيض وكسلا، وعلى ما يبدو أن دوافع الانتصار للمجتمعات التي تعرضت للانتهاكات على يد قوات الدعم السريع شكلت دافعًا أمام آلاف الشبان للانضمام إلى تحالف القوات المسلحة والتدرب على السلاح بما في ذلك الأسلحة الثقيلة.
خلال الأسابيع الأخيرة من العام الماضي زار قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، أبو عاقلة كيكل قائد قوات درع السودان المنشق عن قوات الدعم السريع في تشرين الأول/أكتوبر 2024.
لم تكن زيارة عبد الفتاح البرهان اعتيادية، جرى تسليم كيكل جميع مطالبه التي تتمثل في السلاح النوعي والحماية الجوية والتمويل لتجهيز آلاف المقاتلين من شبان المناطق المتضررة من انتهاكات الدعم السريع بما في ذلك أولئك الذين يرغبون حماية مدنهم من مخاطر تغول قوات حميدتي.
قبل ذلك كان كل شيء يعد على نار هادئة منذ خسارة الجيش أول متحركاته نحو ولاية الجزيرة مطلع نيسان/أبريل 2024 في محور الخياري نحو ودمدني، كانت التقديرات تشير إلى أهمية وجود تسليح نوعي وطائرات بلا طيار قادرة على "إضعاف قوات حميدتي" على الأرض كونها تعتمد على كثافة النيران والقوة البشرية.
عندما دُعي الجيش إلى مفاوضات جنيف لم يكن قادرًا على تلبية الدعوة كونه خسر العاصمة الخرطوم والجزيرة وأجزاء من سنار، بينما كان مستشارو حميدتي على عجالة للذهاب نحو المحادثات كونها تتيح لهم البقاء على الأرض حال وقف إطلاق النار، أي بقاء كل قوة عسكرية في مكانها مع وضع البنادق أرضًا، في تلك الفترة خشيت إدارة حميدتي من السيولة التي تلاحق قواتها.
لاستعادة العاصمة وولاية الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان اعتمد الجيش على عاملين رئيسين الأول تكوين قوات مشاة على الأرض مع تسليح نوعي ودعم جوي من المسيرات وصيانة الطائرات، العامل الثاني الإنهاك الذي قد يلحق بقوات حميدتي وحالة السيولة جراء مقتل أكثر من ستة قيادات ميدانية بارزة بينهم القائد جلحة.
محققًا قدرًا كبيرًا من العاملين المذكورين على الأرض ابتدر الجيش حملة استعادة ولاية الجزيرة خلال كانون الثاني/يناير 2025 ثم تبعها بالتوغل نحو محلية شرق النيل، واستخدم طوال الأسبوعين الماضيين حرب المسيرات في جسر المنشية وحلة كوكو، كما قفز المشاة من حي إلى آخر بسهولة خاصة عندما تجاوزوا حلة كوكو معقل القوة الصلبة لقوات حميدتي.
بوضع أقدامه على الناحية الشرقية من جسر المنشية فإن الجيش يضع بصره على أحياء شرق الخرطوم والمطار مع الوضع في الاعتبار أن الجيش من كوبري سوبا سيسلك المسار نحو جيش شرق النيل للالتقاء وتطويق الخرطوم من الناحية الشرقية، كما يتقدم الجيش من الناحية الغربية لولاية الجزيرة مسيطرًا على مدينة جياد الصناعية ثم محاولة التوغل إلى الباقير وجنوب الخرطوم.
الكلمات المفتاحية

المنظمات الإنسانية تحذر: إيقاف التمويل الأميركي يعطل الإغاثة في السودان
منتدى المنظمات غير الحكومية في السودان: التوقف المفاجئ للتمويل من الولايات المتحدة يعني أن البرامج الحيوية التي توفر التغذية والصحة والحماية لآلاف الأشخاص معرضة للخطر

الإمارات تفتتح مستشفى بالقرب من الحدود السودانية الجنوبية
أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية افتتاح مستشفى ميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان. وقالت في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن دولة الإمارات افتتحت مستشفى مادهول الميداني

الكشف عن خداع في قضية اختطاف مفبركة لفتيات بالنيل الأبيض
أشارت المنصات إلى أن الشخص الذي زوّدها بهذه المعلومات ادّعى كذبًا أنه شقيق الفتيات اللائي زعم اختطافهن، وقدم مستندات مزوّرة لإثبات هويته

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.