كوهين في الخرطوم.. رسالة سالبة في بريد الانتقال الجديد
3 فبراير 2023
عاد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين من العاصمة السودانية الخرطوم مساء الخميس حاملًا تعهدات من رئيس مجلس السيادة الانتقالية عبدالفتاح البرهان بالمضي قدمًا في عملية التطبيع بين البلدين.
حزب المؤتمر السوداني: زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي زادت الشكوك حول العملية السياسية الجارية في السودان
ربما كان مفاجئًا توقيت زيارة كوهين إلى الخرطوم، لكن لم يكن مفاجئًا على ما يبدو زيارته إلى السودان، خاصةً وأن البرهان التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شباط/فبراير 2020 في أوغندا، ذلك اللقاء الذي مثل أولى عتبات الاختبار بين البلدين للانتقال إلى علاقة دبلوماسية تواجه معارضة داخلية من قوى مدنية.
وقال مجلس السيادة الانتقالي في السودان إن البرهان التقى الخميس في مكتبه إيلي كوهين والوفد المرافق له. ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن اللقاء تطرق إلى سبل "إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في عدة مجالات لا سيما الأمنية والعسكرية".

ويقول القيادي في حزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح في حديث لـ"الترا سودان" إن هذه الخطوة تأتي لتزيد الشكوك حول العملية السياسية الجارية الآن. وأضاف أن البرهان يريد أن "يمضي بعيدًا"، لافتًا إلى أن الخطوة "رسالة سالبة في بريد العملية السياسية".
وتابع نور الدين: "الاتفاق الإطاري ينص على إبعاد المؤسسة العسكرية عن المسائل المتعلقة بالعلاقات الخارجية وأن تنصرف إلى دورها فقط".
وقال نور الدين إن المؤتمر السوداني يدعم موقفه الخاص بتعريف العلاقات الخارجية بما يحقق مصالح البلاد مع الوضع في الاعتبار مقررات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ومع ضرورة اتخاذ هذه الإجراءات تحت ظل الحكم المدني والمؤسسة التشريعية - وفقًا لحديثه.
ويعتقد القيادي في المؤتمر السوداني أن البرهان زاد الشكوك باستقباله لوزير الخارجية الإسرائيلي حول العملية السياسية. وقال إن هذا المسار لا يخص رئيس مجلس السيادة وأنه يريد إرسال رسالة بأنه باقٍ في المشهد السياسي وأنه يتحكم في الأمور.
في المقابل، يقول الناشط السياسي محمد الفاتح الحكم في حديث لـ"الترا سودان" إن العسكر يريد أن يعود إلى "حضن المجتمع الدولي" بأي ثمن حتى ولو كان على حساب التطبيع مع إسرائيل ضاربًا باعتراض الشعب السوداني على هذه الخطوة.
حكم يرى أن البرهان في إطار توطيد سلطته بعد انقلاب تشرين الأول/أكتوبر 2021 ليجد المساندة المالية من المجتمع الدولي إزاء هذه الخطوة التي ترضي الولايات المتحدة وإسرائيل - بحسب حكم.
ويرى حكم أن ما أقدم عليه البرهان لن يحقق شيئًا للسودان لأن التطبيع "مرفوضٌ وسط الرأي العام" – على حد قوله.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في تصريح عقب عودته من العاصمة الخرطوم مساء الخميس إن تل أبيب والخرطوم تقتربان من التطبيع عبر توقيع السودان على "اتفاقيات أبراهام" التي تضم نحو سبع دول إسلامية، لكن كوهين قال إن الاتفاق سيكون في ظل حكومة سودانية مدنية.
"هذا التصريح يضع الحكومة المدنية في موقف صعب في ظل رفض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التطبيع بين السودان وإسرائيل" - يقول الباحث السياسي مصعب عبدالله لـ"الترا سودان". ويضيف أن إسرائيل تشعر بالحماس لرغبة السودان توقيع ما يعرف بـ"اتفاق أبراهام". "من الواضح أن هناك وساطة خليجية حدثت خلال اليومين الماضيين لتفعيل اللقاء بين البرهان وكوهين الذي تباهى بتحويل خرطوم اللاءات الثلاثة إلى (نعم ثلاث مرات)" – زاد عبدالله.
ويرى مراقبون أن زيارة كوهين إلى الخرطوم استباق للاتفاق النهائي الذي يمهد لتكوين حكومة مدنية في السودان. وفي هذا الصدد يقول المحلل في منظمات المجتمع المدني محمود ناجي في حديث لـ"الترا سودان" إن زيارة كوهين "صفقة جديدة بين الحكومة المدنية المقبلة المدعومة من الولايات المتحدة مع إسرائيل".
رجح باحث سياسي أن تؤدي زيارة كوهين إلى الخرطوم إلى أزمة داخل تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)
ورجح الباحث السياسي مصعب عبدلله أن تؤدي زيارة كوهين إلى الخرطوم إلى أزمة داخل تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، لافتًا إلى أنه يضم "أطراف سياسية غير مرحبة بالتطبيع مع إسرائيل مثل حزب الأمة وهو حزب رئيسي في التحالف" – وفقًا للباحث.
ويعتقد عبدالله أن حزب الأمة قد يكون في "موقف محرج" بعد مرور ساعات دون إصدار بيان للتعليق على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.