قوات الدعم السريع تنتقد العقوبات الأميركية وتصفها بالقرارات السياسية المجحفة

انتقدت قوات الدعم السريع القرارات التي أصدرتها وزارة الخزانة والخارجية الأميركيتين يوم أمس، الثلاثاء 7 كانون الثاني/يناير 2025، والتي تضمنت فرض عقوبات على قائدها، الفريق أول محمد حمدان دقلو، واتهامها بارتكاب إبادة جماعية في السودان. ووصفت القوات هذه القرارات بأنها "انتقائية وسياسية"، واتهمت الإدارة الأميركية بعدم الاستناد إلى تحقيقات مستقلة وموضوعية لتحديد المتسببين في الحرب والانتهاكات الجارية.

قوات الدعم السريع: إن قائد قوات الدعم السريع له دورٌ فاعل ومشهود منذ انطلاق ثورة ديسمبر ولعب دوراً محورياً في إزاحة نظام البشير، مروراً بإفشال انقلاب 25 أكتوبر

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ "حميدتي"، بموجب الأمر التنفيذي (E.O. 14098) المعني بـ"فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويعيقون هدف الانتقال الديمقراطي".

وشدد بيان صادر عن قوات الدعم السريع، الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير 2025، على أن الحرب في السودان أشعلتها قيادة الجيش والإسلاميون، قائلًا إن الأدلة متوفرة وتثبت تهديداتهم السابقة باندلاع النزاع لإفشال مسار التحول الديمقراطي. وانتقد البيان العقوبات بوصفها مكافأة للجيش على استمرار سيطرته على السلطة منذ انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، والذي زعمت قوات الدعم أنها تراجعت عنه منذ البداية ودعمت الاتفاق الإطاري لإنهائه.  

وأضاف البيان أن النزاع الحالي تسبب في تشريد 12 مليون سوداني، وأن القوات المسلحة هي المسؤولة عن الكارثة الإنسانية، بما في ذلك منع دخول المساعدات إلى المناطق المتضررة ورفض جميع مبادرات السلام، بما فيها الدعوة الأميركية للتفاوض.  

وفيما يتعلق باتهام قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية، أشار البيان إلى أن القرار يفتقر إلى تحديد واضح للمجموعة المستهدفة أو الموقع الذي ارتُكبت فيه الجرائم. وأكد أن الإبادة الجماعية جريمة خطيرة لا ينبغي التعامل معها بهذا التعميم السياسي الذي يتجاهل الأسس القانونية والتعريفات الواردة في اتفاقية 1948.  

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بارتكاب انتهاكات واسعة، شملت القصف الجوي الذي قالت إنه أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، واعتقال المناهضين للحرب، وتعذيب المعتقلين. واعتبرت أن العقوبات الأميركية وضعت "العربة أمام الحصان"، مما يزيد تعقيد الأزمة ويضعف فرص تحقيق سلام شامل ومستدام.

وقال البيان إن قائد قوات الدعم السريع دعم ثورة ديسمبر في السودان، وإزاحة نظام البشير، وإفشال انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، مشددًا على التزام القوات بإنهاء ما وصفه بـ"الظلم التاريخي" ومواجهة "الاختلالات البنيوية" في الدولة عبر حل سياسي شامل يحقق العدالة والسلام في السودان.