سياسة

قضية نواب الاختصاصيين.. هل بلغت نهاياتها؟

6 يناير 2021
135772351_2804206656518961_3537712170845075076_o.jpg
(وزارة الصحة الاتحادية)
محمد عبدالحفيظ
محمد عبدالحفيظصحفي وكاتب من السودان

خلَّف إضراب نواب الاختصاصيين في مستشفيات الخرطوم العاصمة والولايات، أثرًا بالغًا على مُعظم المستشفيات التي تقدم خدماتها للمواطنين في ظل وضع صحي متردٍ، لكن انفراجًا، ربما صار وشيكًا عقب إعلان مكتب رئيس الوزراء الانتقالي عن وصول فريق العمل الفني الذي كُلَّف ببحث قضايا القطاع الطبي والصحي، لاتفاق مع النواب عن طريق إنفاذ ما تم التوصل له عن طريق مصفوفة زمنية. 

ممثل نواب المجالس التخصصية: رئيس مجلس الوزراء اقترح مصفوفة زمنية لإنفاذ ما تمّ الاتفاق حوله

يقول ممثل نواب المجالس التخصصية، د. علاء محمد تاج الدين لـ"الترا سودان"، إن اللجنة المكلفة من قبل رئيس مجلس الوزراء منذ السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، توصلت لمخرجات تمثلت في توفير وظائف دائمة لنواب الاختصاصيين بشروط المنحة التدريبية، مع تخفيض عدد السنوات وتوقيع عقودات محسنة مؤقتة خلال فترة تدريب نواب الاختصاصيين، وإنشاء تأمين صحي شوامخ (VIP) مع الحزم الإضافية، وتعديل وإزالة التشوهات في الهيكل الراتبي للأطباء والكوادر الصحية بتعديل العديد من البدلات، وتحسين مساكن الأطباء "الميز" وإضافة مساكن جديدة، مع تفعيل قانون حماية الطبيب، إضافة إلى تحسين وتأهيل بيئة العمل.

اقرأ/ي أيضًا: الآلاف يشيعون نوري.. وشقيقه: ثلاث جهات أمنية راقبته لأسابيع

ويوضح د. علاء لـ"الترا سودان"، أن رئيس مجلس الوزراء اقترح مصفوفة زمنية لإنفاذ ما تمّ الاتفاق حوله، موجهًا وزير الصحة الاتحادي المكلف ورئيس المجلس القومي للتخصصات الطبية وبقية أعضاء اللجنة بالشروع في ذلك.

وبحضور رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، أمن اجتماع انعقد الإثنين 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بمجلس الوزراء، على توصيات ومخرجات اللجنة المكلفة لبحث ودراسة وتقديم معالجات عملية ومستدامة وناجعة لمختلف قضايا الأطباء والأوضاع المرتبطة بالقطاع الصحي والطبي.

وأوضح رئيس المجلس القومي للتخصصات الطبية، بروفيسور رشيد أحمد  عبدالله، في تصريح صحفي، عن توصلهم إلى اتفاق مع نواب الاختصاصيين، مبينًا أن رئيس الوزراء أمَّن على كافة التوصيات.

وفي تصريح صحفي بواسطة مكتبه، قدم رئيس مجلس الوزراء مقترحًا للجنة المشار إليها بأن تعكف على التوافق على مصفوفة لتنفيذ المخرجات والتوصيات، مشيدًا بالعمل الكبير الذي قام به فريق العمل الفني، موضحًا أن هدف الحكومة هو السعي للتشاور والنقاش مع كل أطراف المجال الطبي والصحي للنهوض بالنظام الصحي للبلاد بما يخدم ضمان تقديم الخدمة والعمل على تطويرها.

يذكر أن فريق العمل المشار إليه جاء برئاسة بروفيسور رشيد أحمد عبدالله، وممثل وزارة الصحة الاتحادية ومدير الطب العلاجي وممثلي اللجنة التسييرية لاتحاد الأطباء وممثل المجلس الأعلى للأجور وممثل وزارة المالية وممثل ديوان شؤون الخدمة وممثل المجلس الأعلى للتدريب وممثل التأمين الصحي، إضافة لأربعة نواب بتمثيل نائبين لكلٍ من مبادرة  إضراب اختصاصيي السودان ونواب المجالس التخصصية، الذين تم انتخابهم للتمثيل في اللجنة.

اقرأ/ي أيضًا: تجفيف معسكرات الحماية الأممية بجوبا.. قرار يحتاج للمزيد من التدابير

كما جاء في التصريح الصحفي الصادر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء، الإثنين المنصرم 4 كانون الثاني/يناير، أن الرئيس التقى بكل من رئيس المجلس القومي للتخصصات الطبية بروفيسور رشيد أحمد عبدالله، رئيس فريق العمل الفني، وعضو اللجنة التسيرية لاتحاد أطباء السودان، د.أحمد فيصل نمر، وممثل نواب الاختصاصيين، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس، ووزير الصحة المكلف د. أسامة أحمد عبدالرحيم.

يقدر عدد نواب الاختصاصيين في البلاد بحوالي (8,091) نائبًا

ويقدر عدد نواب الاختصاصيين في البلاد بحوالي (8,091) نائبًا يتم توزيعهم بواسطة المجلس القومي للتخصصات الطبية، والذي يحتوي على عدة مجالس داخله، ويتم توزيع  النواب وفق التخصصات المحددة.

ومنذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، يحتج نواب الاختصاصيين على تخيير وزارة الصحة الاتحادية لهم بين تسكينهم في وظائف تدريبية أو عقودات مؤقتة، مطالبين وقتها بوظائف دائمة، وفقًا للهيكل الوظيفي وشروط الخدمة العامة، إضافة إلى تعديل الشرط الجزائي لنواب المنحة، إضافة لتقليل عدد سنوات الخدمة بعد التدريب.

وبحلول مطلع كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، أعلن النواب الاختصاصيون الدخول في إضراب شامل عن تقديم الخدمة للمرضى بما في ذلك الطوارئ على مستوى السودان.

ووصف وزير الصحة الاتحادي المكلف، لوكالة السودان للأنباء، في ذلك الوقت، إضراب الأطباء الكامل عن العمل بالطوارئ بأنه "غير مهني وغير أخلاقي".

وأدى إضراب نواب الاختصاصيين عن العمل لتوقف معظم المستشفيات، وأثر على الخدمات الصحية في عدد من ولايات السودان.

ففي العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلن المدير العام لمستشفى كوستي للنساء والتوليد، خضرمحمد إبراهيم، عن إغلاق المستشفى نسبة لتوقف الاختصاصيين عن العمل، ولعدم وجود أطباء عموميين بالإضافة إلى انسحاب نواب الاختصاصيين.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل الصادق المهدي يضع الحزب والطائفة أمام الاسئلة الصعبة.. من الخليفة؟

ومع تعقد الموقف الصحي بولاية النيل الأبيض، على سبيل المثال، وتصاعد الاحتجاج الشعبي على تردي الوضع الصحي هناك، أعلنت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية سارا لافينيا، استقالتها عن منصبها، والتي ورد في متنها أن "إضراب نواب الاختصاصيين بالسودان أثر مباشرة على تقديم الخدمة العلاجية، خصوصًا  بمستشفى النساء والتوليد كوستي".

هناك جسمان لنواب الاختصاصيين السودانيين، هما مبادرة إضراب نواب اختصاصيي السودان، ونواب المجالس التخصصية

يشار إلى أن هناك جسمان لنواب الاختصاصيين السودانيين، هما مبادرة إضراب نواب اختصاصيي السودان، ونواب المجالس التخصصية. وعقب إعلان اللجنة المعنية بحل مشكلات الأطباء المخرجات والتوصيات المذكورة، أعلنت مبادرة إضراب نواب اختصاصيي السودان، في بيان لها الإثنين المنصرم، بأنه تمت إجازة كل المخرجات التي تم التوافق عليها من قبل النواب، إلا أن البيان نوه إلى أن هناك بعض البنود غير الواضحة، مثل تحديد قيمة العقد وشفافية بنوده، حتى يكون المقدم للتعاقد علي بينة من هذه الخطوة، مشيرًا إلى هناك استفهامات حول بعض النقاط التي قال البيان أنهم يسعون إلى إيجاد حل لها خلال الساعات القادمة. على أن تُصدر المبادرة بعد ذلك بيان مكتمل بجميع المخرجات، ومن ثم التوافق على آلية رفع الإضراب. كما أكد بيان المبادرة على أن الانسحاب الشامل لا يزال مستمرًا حتى تكتمل الصورة. منوهًا إلى أنه سيتم توضيح المصفوفة الزمنية لاحقًا.

وعزا ممثل نواب المجالس التخصصية د. علاء الدين محمد، موقف المبادرة، إلى التخوف من عدم التزام الجهات المعنية بالتوصيات والمخرجات التي تم الاتفاق عليها، موضحًا أنهم في المجالس التخصصية مطمئنون على إمكانية إنفاذ ما تم الاتفاق حوله.

اقرأ/ي أيضًا

قطر الخيرية تقدم مساعدات إنسانية للاجئين الإثيوبيين في السودان

مترجم| آليكس ديوال: أموال إماراتية وأجندة مصرية في الحرب الإثيوبية

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert