سياسة

قانون الأحزاب السياسية بجنوب السودان.. جدل كثيف وتباين في التفسيرات

4 يونيو 2022
South-Sudan-Parliament-Hall.jpg
أجاز برلمان جنوب السودان قانون الأحزاب السياسية للتجهيز للانتخابات العامة عقب الفترة الانتقالية (Talk of Juba)
أتيم سايمون
أتيم سايمونصحفي وكاتب من جنوب السودان

أثار قانون تنظيم الأحزاب السياسية الجديد بدولة جنوب السودان بعد إجازته من قبل البرلمان القومي الانتقالي، جدلًا كثيفًا في الساحة السياسية ما بين مؤيد يرى فيه خطوة نحو التعددية السياسية وتعزيز العملية الديمقراطية بالبلاد، وبين معارض يرى فيه بداية تأسيس لقبضة شمولية من خلال وضع الكثير من العراقيل أمام الأحزاب السياسية لتنظيم قواعدها ودخول المعترك السياسي الذي يعقب نهاية الفترة الانتقالية بإقامة الانتخابات العامة بالبلاد.

هذا وكان البرلمان القومي الانتقالي بدولة جنوب السودان قد أجاز في الأسبوع الماضي بإجماع الأعضاء، قانون الأحزاب السياسية، في خطوة تسبق إجراء الانتخابات العامة بالبلاد. حيث ينظم القانون عمل الأحزاب ويحدد شروط عضويتها وطرق تمويلها كخطوة تهدف لتعزيز العملية الديمقراطية في الدولة الوليدة.

الحركة الوطنية الديمقراطية اعتبرت إجازة قانون الأحزاب انتهاكًا لبنود اتفاق السلام المنشط

وحدد قانون الأحزاب بدولة جنوب السودان عضوية كل حزب سياسي بـ(500) شخص في كل ولاية من ولايات البلاد العشر كحد أدنى لتسجيل واعتماد الحزب.

 من جهتها أعلنت الحركة الوطنية الديمقراطية -وهي تنظيم معارض موقع على اتفاق السلام، يتزعمه لام أكول، عن رفضها لقرار البرلمان بإجازة قانون الأحزاب السياسية، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تمثل انتهاكًا لبنود اتفاق السلام المنشط الموقع في العام 2018.

وقالت الحركة الوطنية في بيان لها وصلت "الترا سودان" نسخة منه اليوم: "لقد قامت الأطراف الرئيسية في اتفاق السلام ممثلة في الحكومة والمعارضة باستخدام أغلبيتهما الميكانيكية لإجازة قانون الأحزاب دونما أن يتم فيه الأخذ بآراء ومواقف بقية الأطراف، علمًا بأن الاتفاقية اشترطت أن تكون القوانين الجديدة متماشية مع روح الاتفاق في نصوصها، وأن يتم تعديلها بموافقة جميع الأطراف الموقعة".

وأشارت الحركة الوطنية إلى أن مهمة البرلمان الأساسية تتمثل في إجازة القوانين وليس تعديلها، لأن التعديل مهمة منوطة بلجنة مراجعة الدستور وإصلاح القوانين، مشيرة إلى أنها ستستمر في المطالبة بأن تتم التعديلات بعد استصحاب آراء الجماعات الأخرى الموقعة على الاتفاق غير الحكومة وفصيل المعارضة الذي يتزعمه رياك مشار.

هذا ويشترط قانون الأحزاب السياسية الجديد بدولة جنوب السودان على الحزب السياسي الحصول على (500) عضو في كل ولاية من ولايات جنوب السودان العشر كشرط رئيسي للتسجيل والاعتماد الرسمي من قبل مسجل الأحزاب السياسية، كما نص على أن تبدأ الأحزاب بتجهيز نفسها للانتخابات قبل (10) أشهر من انتهاء عمر الفترة الانتقالية.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جيمس سايمون، بأن قانون الأحزاب الجديد الذي تمت إجازته من قبل البرلمان الانتقالي سيمثل معضلة كبيرة أمام الأحزاب السياسية الحالية والتي تفتقد لأسس العمل التنظيمي والمؤسسي، فأغلبها عبارة عن تنظيمات سلطوية نشأت في ظروف الحرب ولأغراض المحاصصات فقط، بحسب تعبيره.

https://t.me/ultrasudan

 وأضاف بالقول في تصريح لمراسل "الترا سودان" في جوبا: "هذا القانون يمثل معضلة كبيرة لأنه حدد طريقة تسجيل الأحزاب بالحصول على الأعضاء ولم يركز على البنية السياسية والتنظيمية، فمعظم الأحزاب الحالية قامت في ظروف النزاع واتفاقيات السلام وأنشئت للمشاركة في السلطة وليس الإصلاح السياسي أو الديمقراطي".

 وأبان سايمون بأن هشاشة البنية الاجتماعية والاقتصادية بجنوب السودان قادت إلى اعتماد الناس على التنظيمات كمصادر للارتزاق السياسي، مشيرًا إلى وجود ضرورة لقيام وحدة اندماجية بين الأحزاب لاستيفاء شروط التسجيل.

وفي الشهر المنصرم طالبت مفوضية مراقبة اتفاق السلام بدولة جنوب السودان التابعة لوساطة الإيغاد، البرلمان القومي بضرورة إجازة القوانين التي نصت عليها اتفاقية السلام تمهيدًا لإجراء الانتخابات العامة بنهاية العام 2023.

وأكد ديفيد رانز سفير الولايات المتحدة بدولة جنوب السودان في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول بالعاصمة جوبا، إن بلاده ستقدم الدعم الفني والمادي والمطلوب لأجل إقامة انتخابات حرة ونزيهة بدولة جنوب السودان مع نهاية الفترة الانتقالية.

 وأضاف رانز بالقول:" ستقوم الولايات المتحدة بتوفير الدعم للحكومة في جنوب السودان من أجل إقامة انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وسنساعد في تكوين مفوضية الانتخابات ومجلس الأحزاب السياسية في أعقاب إجازة قانون الأحزاب السياسية من قبل البرلمان مؤخرًا".

ولم تشهد دولة جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان في العام 2011، قيام أي انتخابات عامة بسبب اندلاع القتال بين الحكومة والمعارضة في كانون الأول/ ديسمبر 2013، قبل عامين من إجراء الانتخابات التي كان من المتوقع إجراؤها في 2015.

الأطراف بدولة جنوب السودان لم تتفق حتى الآن على مواعيد إجراء الانتخابات بسبب عدم تكملة تنفيذ بنود اتفاق السلام المنشط

وبعد مضي قرابة العام من بداية الفترة الانتقالية، لم تتمكن الحكومة والمعارضة من استكمال تشكيل هياكل الحكم، كما تم تأجيل تخريج القوات المشتركة لأكثر من مرة، بحجة انعدام التمويل اللازم لتدريب القوات خلال الفترة ما قبل الانتقالية.

وبحسب نصوص اتفاق السلام المنشط، فإنه يتوقع أن يتم إجراء الانتخابات العامة قبل ستة أشهر من نهاية الفترة الانتقالية المحددة بـ(36) شهرًا من تشكيل الحكومة الانتقالية المنشطة، إلا أن الأطراف لم تتفق حتى الآن على مواعيد إجراء الانتخابات بسبب عدم تكملة تنفيذ بنود الاتفاق وتأخر إجازة القوانين الممهدة لإقامة الانتخابات.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert