قائد البراء بن مالك يعلن السيطرة على التصنيع الحربي شمال الخرطوم

نشر قائد كتيبة البراء بن مالك مقاطع فيديو من داخل التصنيع الحربي شمال العاصمة الخرطوم، مؤكدًا السيطرة على المقر، الذي يعد من المرافق العسكرية الاستراتيجية على مستوى البلاد في صناعة الذخائر والمعدات القتالية.

ينتقد المحللون العسكريون الجيش لوضعه مقار صناعية ونفطية إستراتيجية على مرمى نيران قوات الدعم السريع 

وتعد منطقة التصنيع الحربي شمال الخرطوم بحري، من المقار الصناعية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع منذ الأسابيع الأولى لاندلاع القتال، ضد الجيش منتصف نيسان/أبريل 2023.

وضيقت القوات المسلحة وحلفائها، الخناق على قوات الدعم السريع في محيط المصفاة والتصنيع الحربي ومنطقة قري الحرارية، لتوليد الكهرباء ومصانع محلية إلى جانب مستودعات الوقود، ومركز تمرير النفط من المصفاة إلى موانئ بشائر بالبحر الأحمر.

ونشر المصباح أبوزيد قائد كتيبة البراء بن مالك مقطع فيديو مساء الخميس 23 كانون الثاني/يناير 2025، أعلن خلاله استلام مستودعات التصنيع الحربي شمال العاصمة الخرطوم من قوات الدعم السريع.

ولم يتعرض مقر التصنيع الحربي إلى أضرار كبيرة لعدم اندلاع معارك مباشرة في محيط المرفق الصناعي العسكري، مع اضطرار قوات الدعم السريع للانسحاب لغرض حماية المصفاة، بسبب حصار من القوات المسلحة والمشتركة.

وحال استعادة السيطرة على الخرطوم بحري ومنقطة الجيلي والتصنيع الحربي، فإن الجيش ربما يتمكن من استعادة توطين الأسلحة والذخائر، وقد يتمكن من تمويل عملياته العسكرية من خلال الصناعة المحلية.

وأدت سيطرة قوات حميدتي على التصنيع الحربي شمال الخرطوم بحري، إلى حرمان الجيش من الأسلحة والذخائر المصنعة محليًا، كما انتقد محللون عسكريون القوات المسلحة، لتركها مقار صناعية عسكرية ونفطية واستراتيجية على مرمى نيران قوات الدعم السريع.

وتعمدت قوات الدعم السريع وفق مراقبين عسكريين، للانتشار حول العاصمة الخرطوم مستبقةً الحرب بأعوام، لتكوين ترسانة عسكرية حول ولاية الخرطوم، ودراسة الخرائط حول المواقع الاستراتيجية.

ولم يوضح قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبوزيد، الذي يناهض القوى المدنية التي عملت خلال ثورة ديسمبر، عما إذا كانت قواته سيطرت على التصنيع الحربي بالكامل أم أجزاء من المنطقة الصناعية العسكرية الواقعة على بعد (70) كيلو مترًا شمال الخرطوم بحري.

وتملك منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للمؤسسة العسكرية، مصنعين للأسلحة والذخائر في العاصمة الخرطوم، وبينما استعادت أجزاء واسعة من التصنيع الحربي بالخرطوم بحري، إلا أن مصنع اليرموك الواقع جنوب الخرطوم لا يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وساعدت الصناعات العسكرية المحلية الجيش إلى حد كبير في التكيف مع العقوبات الدولية المفروضة عليه، بعدم الحصول على الأسلحة من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتمكنت القوات المسلحة من تعزيز ارتباطها الاستراتيجي العسكري، مع الصين وروسيا وإيران خلال سنوات حكم البشير.

وخلال الفترة الانتقالية، إبان محاولات الحكومة المدينة برئاسة عبدالله حمدوك مراجعة الحسابات المالية لمنظومة الصناعات الدفاعية، وإدخالها ضمن ولاية وزارة المالية على المال العام، إلا أن العسكريين قاوموا هذا الأمر بشدة.

وتعد هذه من الأسباب القوية التي عجلت بانقلاب قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائبه حميدتي حليفه آنذاك على الحكومة الانتقالية، وكثيرًا ما توعد البرهان بعدم المساس بالقوات المسلحة، حينما تحدث المدنيون حول هيكلة الجيش.