فولكر بيرتس في تصريحات خاصة لـ"الترا سودان": سنعيد البلاد للمسار الديمقراطي

قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" فولكر بيرتس، بأنه قد حان وقت الحوار في السودان.

وتابع ممثل الأمين العام في تصريحات خاصة لـ"الترا سودان": "حان وقت إنهاء العنف، وحان وقت الخروج من هذه الأزمة. وهذا يعني أننا سنتعاون -الآلية الثلاثية وكل الأطراف المعنية في السودان- لإيجاد حل لهذه الأزمة. سنعيد البلد للمسار الديمقراطي والدستوري نحو الديموقراطية". وأكد بيرتس بأنه متفائل بالوصول إلى حل للأزمة الحالية في البلاد، مشيرًا إلى أنه لو كان متشائمًا لما ظل هنا حتى الآن.

كانت الآلية الثلاثية قد أحيت بمقر بعثة يونيتامس ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة

وأجاب رئيس البعثة عن سؤال ما بعد رفع حالة الطوارئ بالقول: "نحن طالبنا برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، وهذا يجب أن يكتمل بما يشكل قاعدة للحوار البنّاء بين كل الأطراف في السودان".

وكانت الآلية الثلاثية المشتركة قد أحيت اليوم، ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، بحضور ممثلي أسر شهداء ثورة ديسمبر، وذلك بمقر بعثة يونيتامس بالخرطوم.

وأوقد أعضاء البعثة في فعالية ذكرى المجزرة الشموع تعبيرًا عن تضامنهم مع أسر الشهداء، مؤكدين أن موقفهم ثابت ومستمر في الوقوف إلى جانب السودانيين في المطالبة بالعدالة والمساءلة، على حد قولهم.

ودعا فولكر بيرتس الذين يحيون الذكرى إلى أن يستمروا بروح السلمية السودانية، وكذلك دعا القوات الأمنية إلى عدم التدخل في مواكب إحياء الذكرى السلمية، وأضاف: "حتى لو شعرت قوات الأمن بالاستفزاز فلا يوجد مبرر لاستخدام القوة". وأوضح بأن أهالي الضحايا لديهم الحق في تذكر أبنائهم وكذلك الشعب السوداني، وأن يُعتبروا شهداء من أجل الديمقراطية في السودان.

ودعا فولكر إلى وقف العنف وانتهاكات حقوق الإنسان والمُضي أبعد من رفع حالة الطوارئ، متمنيًا أن لا يحدث عنف جديد، وقال: "على السلطات إثبات التزامها الحقيقي بضمان المساءلة والمحاسبة، واستكمال التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك أحداث فض الاعتصام، ومحاسبة المتورطين".

ويرى رئيس "يونيتامس" أن السودان بإمكانه التعلم من التجارب فيما يتعلق بتحقيق العدالة، خاصة تجارب الدول الأفريقية وغيرها من البلدان، وتكييفها بظروف السودان. وأوضح أنهم سيواصلون تقديم خبراتهم للسلطات والمكونات السياسية، مؤكدًا أن الآلية الثلاثية لن تتخلى عن قيمها الأساسية في الوقوف مع حقوق الإنسان والعدالة.

وتتكون الآلية الثلاثية التي تعمل على تيسير عملية سياسية بين الأطراف السودانية، من ممثلي كلٍ من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيغاد"، حيث تطمح لبدء حوار سوداني-سوداني لاستعادة المسار الانتقالي في البلاد عقب قرارات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بحل الحكومة الانتقالية وتجميد عدد من مواد الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية.

من جانبها قالت الدكتورة أميرة كابوس، والدة الشهيد محمد هاشم مطر، لـ"الترا سودان"، بأنها جاءت لتسمع ما تقوله الآلية. وأشارت إلى هناك حديث متداول بأن الآلية الثلاثية تساوم بحق الشهداء وتتهاون في العدالة بمقابل أن تمضي البلد للأمام، وتابعت كابوس: " لكن أنا الآن مطمئنة أننا كلنا في نفس الخط وكلنا عدونا واحد وفي سبيل العدالة". وأكدت كابوس بأن هناك أمل في تحقيق العدالة.

ونشرت الأمم المتحدة بعثتها المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، والتي يرأسها فولكر بيرتس، في العام 2020، عقب طلب تقدم به للأمم المتحدة رئيس الحكومة الانتقالية المحلولة عبدالله حمدوك، حيث تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار (2524)، والذي أنشئت بموجبه البعثة للمساعدة في الانتقال السياسي في البلاد، ودعم عمليات السلام، وتعزيز بناء السلام وحماية المدنيين وسيادة القانون، بجانب حشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية والإنسانية لتحقيق هذه الأهداف.