غرف الطوارئ.. كيف أبقت على جذوة الحياة في حرب السودان؟
30 نوفمبر 2023
يضطلع المتطوعون في حرب السودان بدور بارز في تخفيف معاناة المدنيين في المناطق الساخنة. وتتركز عمليات التطوع بدرجة أكبر في العاصمة الخرطوم لأنها تضم شبكات المجتمع المدني التي قاومت نظام البشير وعملت على خلق تأثير كبير بين السودانيين.
قال مسؤول في الأمم المتحدة إن الوكالات الأممية والمنظمات الدولية تثق في قدرات غرف الطوارئ في السودان وتفضل التعامل معها دائمًا خلال الحرب
ومع ذلك فإن المتطوعين يواجهون ظروفًا قاسية في ظل اشتداد المعارك العسكرية وانعدام الممرات الآمنة إلى جانب الاتهامات التي تلاحقهم بالتعاون مع أحد "طرفي النزاع" وتعرض بعضهم للاعتقال شهورًا.
محمد عصام أحد المتطوعين في منطقة الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم يسرد كيفية صموده نحو ثمانية أشهر من الحرب بين الجيش والدعم السريع دون أن يفكر في مغادرة الحي إلى الولايات أو خارج السودان.
يقول عصام لـ"الترا سودان" إن التطوع "قيمة إنسانية" وعندما تعمل في مثل هذه الظروف "تختبر الحياة في أعلى مستويات العنف" – حسب تعبيره. "لذلك عندما نوفر المياه أو الأدوية أو نطهو الطعام جماعيًا فإننا نشعر بالسعادة" – أردف عصام.

ومع استمرار الحرب التي تقترب من شهرها الثامن، يساور القلق هذا المتطوع بسبب كثافة حركة النزوح مع قلة المساعدات الإنسانية لصعوبة إدخال الإغاثة إلى المناطق الساخنة.
أغلب المتطوعين في غرف الطوارئ العاملة في العاصمة الخرطوم والمدن التي تشهد قتالًا بين الجيش والدعم السريع عملوا في لجان المقاومة، واكتسبوا خبرة طويلة في كيفية التعامل مع المخاطر الأمنية. ومع ذلك تقول الأمم المتحدة إن أكثر من (20) عاملًا في المجال الإنساني لقوا مصرعهم خلال الحرب في السودان، ويرجح أن يكون بينهم متطوعون.
يقول ماهر وهو متطوع في مدينة الخرطوم بحري التي تشهد معارك أعنف بين الجيش والدعم السريع من الخرطوم وأم درمان إن المتطوعين لديهم قدر من الوعي السياسي وقدرة على التعامل مع الطوارئ، لافتًا إلى أنهم "عرضة للملاحقة الأمنية في بعض الأحيان من الطرفين المتحاربين" – حسب قوله.

ويقول هذا المتطوع إن الحرب جعلتهم أكثر دراية بقيمة الحياة، ودفعتهم إلى العمل على نشر الوعي وثقافة مشاركة الطعام بين المجتمعات المتضررة من الحرب. وأوضح أنه لاحظ من خلال عمله الطوعي أن المجتمع لن يظل على ما كان عليه قبل الحرب وسيصبح أكثر حرصًا على قيمة السلام.
وتضم الخرطوم سبع غرف طوارئ موزعة على محليات الولاية السبع، وتنسق مع بعضها البعض في كثير من الأحيان، لكن تعطل شبكات الاتصال وصعوبة التنقل تحد من استمرار العمل ضمن شبكات.
ويرى المعز وهو عضو في لجان مقاومة ومتطوع في أحياء شرق الخرطوم التي بدأت الحياة تعود إليها بعض الشيء عقب عودة بعض النازحين من الولايات – يرى أن غرف الطوارئ عملت على إبقاء المقاومة المدنية مستمرة خلال الحرب. وأردف: "عندما بدأت الحرب ارتفعت الأصوات المطالبة بالعنف ومحاربة مناحي الحياة بكل جمالها، وفي ذلك الوقت كانت غرف الطوارئ والمتطوعون يبقون على شعلة الحياة مضيئة".
بينما يقول مسؤول في وكالات الأمم المتحدة إن المنظمات الدولية والوكالات الأممية لديها ثقة كبيرة في عمل المتطوعين وغرف الطوارئ لأنها "مستقلة ولديها القدرة على تحمل المسؤوليات إلى جانب النزاهة والشفافية" – حسب قوله.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.