سياسة

"عودة حمدوك".. طوق نجاة أم مناورة لتشكيل حكومة؟

9 أكتوبر 2022
حمدوك.jpg
رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك
محمد حلفاويصحفي سوداني

نفى مسؤولون سابقون في الحكومة المدنية التي أطاح بها العسكريون العام الماضي، المعلومات المتداولة عن موافقة عبد الله حمدوك على العودة إلى منصبه في رئاسة الحكومة المدنية، وقالوا إن هذه الأنباء "بالونة اختبار" مرتبطة بالتمهيد لتشكيل حكومة جديدة من طرف العسكريين.

وتمثل الإرهاصات المتعلقة بعودة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، "طوق نجاة" لبعض السودانيين للخروج من مأزق الانقلاب العسكري الذي عطل الحياة الاقتصادية والسياسية كما يقولون، لكن في ذات الوقت تبدو عودته مرتبطة بمدى التقدم المحرز في محادثات غير معلنة بين العسكريين والمدنيين.

حمدوك الذي تولى رئاسة الحكومة المدنية عقب إسقاط نظام البشير، قليل الظهور في وسائل الإعلام منذ استقالته عن منصبه مطلع العام الحالي

وقال المستشار السابق لشؤون السلام لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك - حسان نصر الله في تصريح لـ"الترا سودان"، إنه لا يعتقد أن حمدوك سيعود بهذه السهولة. موضحًا أن المعلومات المتداولة بشأن عودته "مرتبطة بجهات تحاول وضع السودانيين أمام شيء جديد".

وكان رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، قد استقال عن منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك عقب اتفاق مفاجئ مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تشرين الثاني/نوفمبر، بعد شهر من إطاحة العسكريين بالحكومة المدنية.

ومنذ ذلك الوقت غادر حمدوك إلى دولة الإمارات حيث يقيم هناك بشكل دائم، لكنه لم يعلن عما إذا كانت هذا البلد وجهته النهائية، فهو أيضًا يرتبط بالإقامة في بريطانيا.

وحمدوك الذي تولى رئاسة الحكومة المدنية عقب إسقاط نظام البشير، قليل الظهور في وسائل الإعلام منذ استقالته عن منصبه مطلع العام الحالي، ويرفض الإدلاء برأيه حول الوضع الراهن في السودان، وكمسؤول سابق في وكالات الأمم المتحدة، يميل إلى "الصمت والعمل في الظل"، وهذه من الأمور التي جعلت بعض التحليلات تتنبأ بعودته، بينما يقول مدافعون عنه إن حمدوك "قال كل شيء في خطاب الاستقالة، ولم يتبقى أي شيء لم يقله".

بينما غربيًا يفضل المسؤلون الأوروبيون المعنيون بالملف السوداني قيادة حمدوك للحكومة المدنية، كونه أحد أبرز المسؤولين الذين احتفظوا بعلاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي.

ورغم هذه العلاقة التي بدت ظاهرة للعيان بين حمدوك والمسؤولين الأوروبيين وكأنها في "أفضل الأحوال" خلال فترة توليه الحكومة المدنية، إلا أن أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى تآكل شعبية الرجل شح التمويل الغربي للاقتصاد وارتفاع المعيشة بشكل غير مسبوق في فترة حكمه.

https://t.me/ultrasudan

ويرى المسؤول السابق في مكتب رئيس الوزراء - أمجد فريد أن:  "الحديث والإشاعات المنتشرة عن عودة حمدوك لتكوين حكومة في ظل الوضع الحالي، هو ذر للرماد في العيون للتمويه والتمهيد لتعيين مرشح آخر في أو قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر، في حالة عدم نجاح التفاهمات السرية التي تجري حاليًا".

ويوضح فريد في تصريح لـ"الترا سودان": "يتم الترويج لهذا المرشح بربط اسمه بحمدوك ومحاولة تصويره كأفضل ثاني خيار".

واستطلع "الترا سودان" مسؤولًا سابقًا في مجلس الوزراء عن المعلومات المتداولة بعودة عبد الله حمدوك، ونفى هذا المسؤول هذه الأنباء، وقال إن المعلومات "اختبار لردة فعل الرأي العام".

وأشار هذا المسؤول إلى أن المعلومات انتشرت قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر  في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري، وهي محاولة من جهة تحاول تشكيل الرأي العام.

وتابع: "أنا على ثقة أن حمدوك لم يبدِ أي موافقة للعودة، لأنه لم يتلق طلبًا للعودة إلى منصبه".

وتعد عودة حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء في السودان "رغبة أوروبية" كما يقول هذا المسؤولن لكنه يشير إلى أن الأوروبيين لا يخططون إعادة حمدوك بهذه الطريقة ليرأس حكومة أحادية يشكلها العسكريون.

وأضاف: "حمدوك نفسه لن يوافق على أن يكون رئيسًا للوزراء عبر تعيين من العسكريين، دون تسوية سياسية تمنحه صلاحيات واسعة قد تفوق تلك التي حصل عليها قبل الانقلاب".

محلل سياسي: الحديث عن عودة حمدوك "صناعة غرف مغلقة"

من جهته يرى المحلل السياسي مصعب عبد الله في حديث لـ"الترا سودان"، أن الحديث عن عودة حمدوك "صناعة غرف مغلقة"، وغير موجود على أرض الواقع العمل السياسي الذي يمهد لهذا الأمر.

وأشار إلى أن أطراف غربية قد تمارس ضغوطًا لإعادة حمدوك، لكن قبل ذلك لا بد من تهيئة الوضع السياسي بتوقيع العسكريين والمدنيين على اتفاق جديد، لأن حمدوك لن يعود في وضع يسيطر عليه العسكريون.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert