سياسة

عقوبات أمريكية.. حصار ناعم لحرب السودان

17 أبريل 2024
الولايات المتحدة - الهجرة.jpg
محمد حلفاويصحفي سوداني

في مطلع نيسان/أبريل الجاري صرحت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، أن واشنطن بدأت مباحثات مع بلدان منخرطة في تغذية الصراع المسلح في السودان. وقالت في تصريحات نقلتها وكالة رويترز مطلع هذا الشهر، إن الولايات المتحدة الأمريكية على تواصل مع دول أشارت إليها تقارير بشأن تغذية الصراع في السودان، بما في ذلك مصر والإمارات.

وفي وقت متأخر من مساء الإثنين، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية اثنين من الشركات التي تقوم بتوريد السلاح إلى السودان ضمن بند العقوبات، قائلة إن مقر الشركتين مقيد في السجلات لدى السلطات في دولة قبرص، وصدرتا أسلحة بقيمة أربعة ملايين دولار من الولايات المتحدة عن طريق غواتيمالا إلى السودان.

عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) معتز محمد صالح: الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانها فعل خطوات إضافية في هذا الصدد

ولأكثر من مرة أجرت الولايات المتحدة محادثات غير معلنة مع الإمارات بخصوص الصراع في السودان عقب تقارير تحدثت عن توريد سلاح إلى قوات الدعم السريع بدعم من الإمارات، رغم نفي الأخيرة هذه التقارير التي نشرتها صحف أمريكية نهاية العام الماضي.

ويقول عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) معتز محمد صالح، إن الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانها فعل خطوات إضافية في هذا الصدد، بـ"خنق" المصادر التي تورد السلاح إلى السودان؛ بالتالي إضعاف إمكانيات استمرار القتال.

ويرى صالح في حديث لـ"الترا سودان"، أن العقوبات الأمريكية من "الأدوات غير المباشرة" لوقف الحرب في السودان، والتي تستخدمها واشنطن لكبح النزاع المسلح في البلاد.

ومن المتوقع إصدار عقوبات جديدة تشمل قادة عسكريين حال عدم الانخراط في المحادثات المرتقبة خلال أيار/مايو القادم بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة، والتي تأتي هذه المرة أكثر شمولًا لبعض الدول مثل مصر والإمارات.

وقال أحمد حامد الناشط في غرفة الطوارئ بمدينة كوستي، إن العقوبات الأمريكية غير مؤثرة بشكل مباشر في وقف الحرب في السودان، باعتبار أن العالم يضج بالبدائل فيما يتعلق بتوريد الأسلحة، مثل روسيا المتهمة من قبل الاتحاد الأوروبي بالعمل مع الطرفين في السودان.

وأضاف لـ"الترا سودان": "الاتحاد الأوروبي يعتقد أن وزارة الدفاع الروسية قد تدعم الجيش السوداني بصفة رسمية كما هو في مجال التعاون العسكري بين الدول، بينما يعتقد الأوروبيون أن روسيا تدفع بشركة فاغنر ذراعها العسكري في أفريقيا للعمل مع الدعم السريع".

ويرى حامد أن العقوبات الأمريكية تأتي بمقدار تضييق الخناق على "الدب الروسي" في أفريقيا، فضلًا عن أمن البحر الأحمر. أما في غرب أفريقيا في النيجر وأفريقيا الوسطى وتشاد، فتنشط فاغنر مع "الجماعات المسلحة" بما فيها الدعم السريع.

ومنتصف نيسان/أبريل الجاري أتمت الحرب السودانية عامها الأول، مخلفةً مقتل أكثر من (14) ألف شخص في صفوف المدنيينن إلى جانب تشريد قرابة عشرة ملايين شخص من منازلهم، بينهم مليوني شخص عبروا الحدود، ووضعت نحو (18) مليون شخص على أعتاب المجاعة.

دبلوماسي سابق في عهد الحكومة الانتقالية، طلب من "الترا سودان" عدم الإشارة إلى اسمه، أشار إلى أن العقوبات الأمريكية بدأت منذ أيلول/سبتمبر 2023، ورغم تأثيرها في بعض الأوقات على الطرفين المتنازعين في السودان، إلا أنها لم تخمد الصراع المسلح لأن إغلاق منافذ توريد السلاح أو توقيع عقوبات على بعض القادة من الطرفين لن يعجل بنهاية الحرب نتيجة لتوفر بدائل على صعيد الجانبين وعالميًا.

ويرجح هذا الدبلوماسي انتقال واشنطن إلى خطة جديدة في مجال العقوبات، مثل تتبع منابع التمويلات المالية للحرب بالنسبة للطرفين، مع تشديد الإجراءات على قوات الدعم السريع باعتبارها متهمة بالتعاون مع فاغنر في أنشطة التعدين وتبادل صفقات الأسلحة.

دبلوماسي سابق: الحرب تحتاج إلى إرادة داخلية وسط من الطرفين العسكريين والقوى المدنية للاتفاق على مصالحة وطنية شاملة

ومع ذلك يقول الدبلوماسي السابق إن الحرب تحتاج إلى "إرادة داخلية" وسط من الطرفين العسكريين والقوى المدنية للاتفاق على مصالحة وطنية شاملة، وهي إجراءات تتطلب تهيئة الأجواء بنبذ خطاب الكراهية ووقف العدائيات وإدخال الإغاثة.

وزاد قائلًا: "يجب توقف المعارك وقتًا طويلًا للانتقال إلى مرحلة المصالحة، لأن التبشير بالسلام بالتزامن مع صوت الرصاص لن ينصت له أحد".

وأردف: "في خاتمة المطاف الدول تعلم أيضًا أن سلاح العقوبات ذو أثر محدود، والأنظمة التي قدمت تنازلات للولايات المتحدة الأمريكية خسرت العديد من الأوراق بما في ذلك السلطة نفسها.. أعتقد أن الأطراف السياسية السودانية تعلم هذا الأمر تمامًا".

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert