سياسة

عضو السيادي السابق محمد الفكي يروي لـ"الترا سودان" تفاصيل ما قبل الانقلاب

25 أكتوبر 2022
a97a381c-f168-4868-90b9-f0676052fbf0.jpg
عضو السيادي السابق محمد الفكي سليمان
حافظ كبير
حافظ كبيرصحفي سوداني

كشف عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق، محمد الفكي سليمان لـ"الترا سودان"، عن الإرهاصات التي سبقت انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي. وأكد سليمان علمهم منذ أيلول/سبتمبر 2021، بأن العسكريين كانوا يتجهون للانقلاب. وقال سليمان في حوار مع "الترا سودان" بمناسبة مرور عام على قرارات حل مجلس السيادة ومجلس الوزراء، إن أبرز مظاهر الانقلاب تمثلت في التعاطي مع قضية شرق السودان.

محمد الفكي سليمان: كنا نتجه بسرعة نحو الانقلاب

وقال سليمان: "كان  الانقلاب واضحًا في التعاطي مع ملف شرق السودان ومحاولة خنق الحكومة المدنية بإغلاق الشرق، كذلك مكونات الحكومة لم تكن تعمل مع بعضها البعض لإنهاء المشكلة. وكان هناك اجتماع لمجلس الأمن والدفاع، وعندما طلب مني أن أكون ضمن الوفد المتجه إلى شرق السودان للحديث مع المعتصمين الذين يغلقون الطريق، رفضت وقلت لن أذهب لأن المشكلة حقيقةً لم تكن في شرق السودان، بل في الطاولة التي نجلس حولها، والخلافات هنا في الخرطوم".

 توسيع قاعدة المشاركة!

وأوضح محمد الفكي أن كل طرف كان يريد تعزيز مواقف سياسية محددة، سواء كان الحديث الذي يقول به العسكريون حول توسيع المشاركة وإبعاد الحرية والتغيير أو جعلها ضمن مكونات عديدة للحكومة في الخرطوم. وتابع: "كنا نتجه بسرعة نحو الانقلاب، ثم جاءت أحداث انقلاب بكراوي وما تبعها من مواجهات ابتدأت وذهبت إلى الإعلام وكل طرف يريد تحميل الطرف الآخر، وكان هناك اتهام من قبل العسكريين بأن الحكومة المدنية هي سبب الفشل، ولم يكن هناك أي مبرر لهذا الحديث؛ كانت الحكومة تعمل بصورة جيدة جدًا وكان أداؤها في تقدم مطرد، واستطاع وزراء القطاع الاقتصادي تحقيق أداء كبير في هذا الملف وانعكس في استقرار البلد".

وزاد: "صحيح كانت هناك صعوبات بسبب أن هناك كثير من القضايا الاقتصادية المؤجلة والتي تم اتخاذ قرارات متتابعة فيها، وكان الأجدى اتخاذ القرارات خلال سنتين، ولكن تم تأجيلها واتخذت في الأشهر الأخيرة، مثل تحرير سعر الجنيه وتحرير الوقود وغيرها من القرارات التي أتت تباعًا، ومع ذلك، في الشهور الأخيرة استقر الاقتصاد وبدأت البشريات تلوح وكان هناك أمل كبير، وكان العام الذي ينطوي حاليًا بكل هذه المرارات والفشل، كان واعدًا  جدًا وكانت هناك أموال ضخمة  مرصودة للصحة والتعليم ورفع الرواتب مع استقرار سعر الجنيه، والحصاد الكبير في مجال الزراعة، خصوصًا زراعة القطن، والتدفقات النقدية الموعودة لقطاعات حيوية مثل قطاع الكهرباء، وتوسيع واستعادة قطاع النفط لتغطية الاحتياجات وتمزيق فاتورة استيراد النفط".

https://t.me/ultrasudan

ويؤكد سليمان أن كل هذه  الأشياء تقول بأنه لا يوجد فشل في الحكومة، بل كانت هنالك رغبة  للاستفراد بالسلطة وتغيير المعادلة السياسية. وبالنسبة لهم في المكون المدني عندما تأكدوا من المعلومات، قرروا المواجهة مبكرًا وليس انتظار اللحظات الأخيرة. وأضاف: "كان هناك تحشيد كبير بدأ في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي الموالية للعسكريين، بالإضافة إلى حشد العشائر الأهلية والمجموعات التي تساند دائمًا الحكومات الشمولية، وكذلك عادت الوجوه القديمة إلى السطح مرة أخرى. كانت كل المؤشرات تقول بأن هناك انقلاب قادم، وبالتالي قررنا أن نبتدئ بالمواجهة مبكرًا، وهذا ساهم بصورة قوية في أن نكون متيقظين للانقلاب".

 مدى صحة المطالب باستخدام القوة لفض اعتصام شرق السودان

ونفى سليمان صحة ما يتم تداوله بأن المكون المدني في مجلس السيادة طالب باستخدام القوة لفض اعتصام ميناء بورتسودان، وأكد  بأن هذه الاتهامات بطلبهم استخدام القوة ضد معتصمي شرق السودان غير صحيحة، مشيرًا إلى  حديث وزير الداخلية حينها، الفريق عز الدين الشيخ، الذي ذكر بأنه طالب قبل شهر من الانقلاب بمنحه تفويضًا لتأمين شرق السودان، وزاد: "كانت هناك معلومات بأن يوم 17 أيلول/سبتمبر سيتم إغلاق الميناء، وقال إنه بوصفه الشخص المسؤول عن حماية الأمن الداخلي يجب أن لا يسمح بإغلاق الميناء الرئيسي في البلاد من قبل مجموعات أهلية، وتم الرد عليه بأن هذه المشكلة سيتم معالجتها  داخل مجلس الأمن والدفاع، وفي الآخر تم اختلاق معلومات حول هذه الرواية من أشخاص لم يكونوا حضورًا في الاجتماع إطلاقًا، والحديث الذي دار داخل الاجتماع مسجل وموثق بالصوت، وبالتالي هذه المعلومات غير حقيقية".

 موكب 21 تشرين الأول/أكتوبر 2021

ووصف سليمان خروج السودانيين في 21  تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بأنه للتأكيد على مدنية الدولة، وأنهم لم يخرجوا مؤيدين للحرية والتغيير، ولا لحكومتها كما يقول سليمان، بل "خرجوا للدفاع عن حلمهم في مدنية الدولة، ولم يسمحوا بأن تنتكس هذه المسيرة، وأن الفترة الانتقالية يجب أن تمضي لقيادة حكومة مدنية وصولًا إلى ديمقراطية كاملة".

ويرى محمد الفكي بأن هذا العدد الكبير كان مؤشرًا واضحًا  لما يريده السودانيون، وأنهم عندما حدث الانقلاب في 25 تشرين الأول/أكتوبر كانوا واثقين من أن السودانيين سيخرجون للدفاع عن حلمهم بالديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة.

عضو السيادي السابق محمد الفكي: هذا الجيل هو الذي سيطوي صفحة الانقلابات العسكرية في السودان إلى الأبد

وتابع سليمان: "اعتقلنا مبكرًا في 25 أكتوبر، ومكثنا شهرًا واحدًا، وهذا جاء نتيجة لنضالات السودانيين في الشارع لأنهم أجهضوا الانقلاب في اللحظة الأولى قبل إذاعة البيان، وخرجنا عقب الاعتقال وسمعنا قصص البسالات والملاحم المسطرة في تاريخ السودان. هذا الجيل هو الذي سيطوي صفحة الانقلابات العسكرية في السودان إلى الأبد، وسيؤسس لحكومة ديمقراطية".

وقطع سليمان بأنهم كانوا قبل أكثر من شهر من وقوع الانقلاب على علم  بأن حلم السودانيين بالديموقراطية سيتعرض لانتكاسة كبيرة، وكبوة قادمة في الطريق في شكل انقلاب عسكري، وقال: "كنا متأكدين تمامًا من ذلك، ولكن هذا لم يمنعنا من التحرك مع أبناء الشعب السوداني  للدفاع عن هذا الحلم الكبير. ما زال هذا الأمر متواصلًا حتى يتكلل بالانتصار".

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert