صور أقمار صناعية تحذّر من خطورة استهداف مصفاة الجيلي

كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية، لمصفاة الخرطوم، الواقعة شمال مدينة بحري على بعد (70) كيلومترًا، عن الخطورة التي يمكن أن تنجم عن احتراقها، إذ أظهرت اشتعال النيران في ما بدا أنها مستودعات نفطية، إضافة إلى كتلة هائلة من السحب الدخانية السوداء تصاعدت إلى السماء، عقب استهداف المصفاة، الخميس 23 كانون الثاني/يناير 2025.

أهم المنشآت النفطية بالسودان وفي حال تعرضها للاحتراق ستكلف البلاد خسائر اقتصادية فادحة يمتد أثرها إلى دولة جنوب السودان

مصفاة الخرطوم لتكرير البترول، التي تعرف محليًا باسم مصفاة الجيلي، تعد من أهم المنشآت النفطية في البلاد، وفي حال تعرضها للاحتراق أو التخريب ستكلف البلاد خسائر اقتصادية فادحة، يمتد أثرها إلى دولة جنوب السودان، التي تعتمد عليها في عمليات التكرير، ومن ثم التصدير عبر ميناء بورتسودان في شرق السودان.

الحرائق التي أصابت المصفاة، الخميس الماضي، نتجت عن المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة ضد قوات الدعم السريع، التي ظلت تهيمن على المصفاة منذ اندلاع الحرب في العام 2023.

وأعلن الجيش السوداني أمس السبت 24 كانون الثاني/يناير، تمكنه من طرد قوات الدعم السريع من داخل المصفاة، بعد معارك طاحنة دارت بين الفريقين، إثر نجاح قوات الجيش في الوصول إلى سلاح الإشارة والقيادة العامة، بينما نفت قوات الدعم السريع ذلك.

وحذّر خبراء في البيئة وأطباء من خطورة الكتل الدخانية، التي غطت سماء مدينة بحري وامتدت إلى مدينة أم درمان، مشيرين إلى آثارها الصحية الخطيرة على الإنسان، لاسيما مصابي الأمراض التنفسية، إلى جانب تأثيرها المدمر على البيئة، كونها تحتوي غازات سامة تؤثر سلبيًا على سلامة الأراضي الزراعية والغابية والثروة الحيوانية.

المواجهات العسكرية العنيفة في السودان، تسببت في أضرار بالغة للبنية التحتية، ووفقًا لتقديرات غير رسمية فإن الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، تتراوح ما بين 120 مليون دولار إلى 150 مليون دولار.

وتعد العاصمة السودانية الخرطوم، أكثر المناطق التي تعرضت بنيتها التحتية للتدمير، إذ احترقت أو تدمرت بالكامل، أكثر المنشآت الحكومية داخل الولاية، إضافة إلى مباني الشركات النفطية والفنادق الكبرى، وغيرها من المرافق ذات الأهمية الاقتصادية.

ووفقًا لتقارير اقتصادية سابقة، تعرضت مصفاة الجيلي منذ اندلاع الحرب، لأضرار بليغة لحقت بالخزانات العملاقة للوقود، في حين ظل جسم المصفاة كما هو دون تدمير، محذرة من أن استمرار المعارك يهدد بفقدان المصفاة بأكملها.

تقع مصفاة الخرطوم لتكرير البترول المعروفة شعبيًا باسم مصفاة الجيلي، على بعد كيلومترات قليلة من المناطق السكنية بالعاصمة الخرطوم، وتحيط بها أحياء سكنية في منطقة الجيلي التاريخية. وذكرت تقارير صحفية إن قوات الدعم السريع حولت المصفاة إلى قاعدة عسكرية، وتضم معتقلات بها أعداد غير محددة من المدنيين المختطفين والأسرى.

إلى ذلك تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات على خلفية حرائق مصفاة الجيلي، وحمّل كل طرف الآخر المسؤولية جراء ما وصفه الطرفان بتدمير المصفاة، عقب حرائق الخميس الماضي.