سياسة

شروط السودان قد تتحول إلى حلول ناجعة لاستعادة "الفشقة" كليًا

15 فبراير 2021
الفشقة- صوت الهامش.jpg
محلية الفشقة (صوت الهامش)
محمد حلفاويصحفي سوداني

بحسب وسائل الإعلام مساء أمس الأحد أبلغ السودان الوسيط الجنوب-سوداني توت قلواك، مبعوث الرئيس سلفا كير ميارديت بوجوب تنفيذ أربعة اشتراطات من الجانب الإثيوبي للقبول بالوساطة والموافقة على القمة الثلاثية التي ستجمع رؤساء الدول الثلاث، وهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان وسلفا كير ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

وجد السودان فرصة سانحة لاسترداد أراضيه بالتزامن مع انهماك آبي أحمد في حربه الأهلية ضد إقليم تيغراي

وتزامنت الاشتراطات السودانية مع إدانة وزارة الخارجية في بيانها مساء الأحد  العدوان الإثيوبي على الأراضي السودانية وقالت إن السودان: "يستنكر العدوان الذي قامت به إثيوبيا بدخول قواتها إلى أراضٍ تتبع له قانونًا".

اقرأ/ي أيضًا: قيادي بالحرية والتغيير يكشف عن اتجاه لتأجيل إعلان التشريعي والمفوضيات

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن العدوان يمثل انتهاكًا مباشرًا لسيادة السودان وسلامة أراضيه، ولقيم الجوار والتعامل الإيجابي بين الدول بما يعزز الاستقرار والأمن، وتبدو هذه اللغة مفارقة لما كانت تردده الخرطوم حول أهمية التهدئة وربما أثارت الحشود العسكرية الإثيوبية حفيظة الحكومة الانتقالية في السودان والتي شكت مرارًا من عدم التزام حكومة آبي أحمد بالتهدئة خاصة وأن إثيوبيا تتقاطع ملفاتها مع الخرطوم ما بين سد النهضة واحتلال الفشقة.

لكن في نفس الوقت يستبعد محللون، على خلفية حشود عسكرية لإثيوبيا قرب منطقة "عبدالرافع" السودانية، لجوء البلدين إلى خوض معارك عسكرية واسعة فالتحليلات العسكرية تُشير إلى أن أديس أبابا تتعمد إرهاق الجانب السوداني بالاستعداد المستمر ريثما تتاح الفرصة للوساطة الدبلوماسية التي تقودها جنوب السودان والتي تعد محل ترحيب من حكومة آبي أحمد، كونها تنوي التفاوض على خيارات بدلًا من فقدانها الفشقة كليًا.

تتبادر الأسئلة إلى أذهان المراقبين عن الشروط التي سلمها السودان إلى الوسيط الجنوب السوداني توت قلواك، وفي هذا الصدد فإنه من المتوقع أن الخرطوم أبلغت مبعوث سلفا كير أنها لن تتراجع عن المواقع التي استعادتها مؤخرًا في العمليات العسكرية التي ابتدرتها منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والأمر الثاني أن الخرطوم لن تتفاوض على مناطق سودانية معروفة ومثبتة بالوثائق، والأمر الثالث أن الحكومة السودانية شددت على ترسيم الحدود المعروفة تاريخيًا كما وضعها الاستعمار البريطاني.

"سيكون من الجنون أن تسحب الخرطوم قواتها من المناطق التي استردتها مؤخرًا" هذه الإفادة نقلًا عن مصدر في الإعلام العسكري السوداني تحدث لـ"الترا سودان" في رده على المحرر، عن رهن أديس أبابا المحادثات مع الخرطوم بسحب قواتها من مناطق استردتها الشهرين الماضيين، وأضاف: "الأمر الذي يلي الانسحاب ليس التفاوض لكنه يعني التنازل، ولا شيء يمكن فعله عندما تتنازل عن أرضك" على حد تعبيره.

وعلى ما يبدو أن الفرصة أتت أمام السودان على طبق من ذهب عندما خاض آبي أحمد حربًا لم يكن مضطرًا لها -بحسب مراقبين- في إقليم تيغراي لفرض سيطرة الدولة المركزية على هذا الإقليم الذي قرر تنظيم انتخابات أحادية رفضها آبي أحمد بحجة التدابير الناتجة عن جائحة كورونا منتصف العام الماضي.

وعندما قرر زعماء تيغراي المضي قدمًا في الانتخابات قررت أديس أبابا فرض قرارها بالقوة العسكرية، وفي نفس الوقت أُتيحت للخرطوم فرصة المسارعة إلى استرداد مناطقها التي ظلت تحت سيطرة "عصابات الشفتة الإثيوبية" والتي توفرت لها الحكومة المركزية الإثيوبية وحكومة إقليم أمهرا غطاءً حكوميًا وعسكريًا لأكثر من (25) عامًا، حيث يتهم السودان أديس أبابا بتوفير الموارد اللوجستية لهذه العصابات وإنكار دعمها مرارًا حتى لا تتهم أثيوبيا رسميًا بشن حرب على السودان.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة أطباء الامتياز.. إعلان إضراب ومطالب مشروعة

وحينما صرح عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق شمس الدين الكباشي عشية الجمعة، أن اثيوبيا لا تريد إعلان الحرب مع السودان، كان كباشي يتعمد إرسال رسائل إلى حكومة آبي أحمد بأنها تغطي على عملياتها بعصابات الشفتة.

لكن منذ أسبوعين زادت إثيوبيا من وتيرة التصعيد العسكري في منطقة الفشقة بحشد قوات عسكرية رسمية وكشفت عن نيتها العسكرية لكنها على ما يبدو ليست نوايا عسكرية لخوض حرب لأن أديس أبابا منهكة داخليًا ولا تقوى على فتح جبهتين للقتال بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ"الترا سودان" مشترطة حجب اسمها.

لكن نفس هذه المصادر الدبلوماسية تشير إلى أن السودان لا يرغب في الحرب أيضًا في هذا الوقت الحرج من الفترة الانتقالية، لكن هناك تصميمًا داخل السلطة الانتقالية سيما الأطراف العسكرية على استعادة جميع المناطق.

استراتيجيًا شعر الجيش السوداني أن استعادة الفشقة تبدأ لحظة حرب إقليم تيغراي

ويقول أحد المصادر الدبلوماسية: "من ناحية استراتيجية شعر العسكريون السودانيون أن الخرطوم لن تجد فرصة مواتية كما هي الآن، إلى جانب الخلل في البنية السياسية في السودان الذي لم يجعل القوى المدنية تشعر بأهمية استعادة الأراضي المحتلة من الجانب الإثيوبي أو ربما كانت تنشغل بصراعات داخلية".

اقرأ/ي أيضًا

السودان يدين عدوانًا إثيوبيًا جديدًا على أراضيه

الاحتجاجات ضد الحكومة الانتقالية.. البحث عن جواب سياسي

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert