رويترز: صور أقمار صناعية تظهر مسيرات حديثة في مطار نيالا بجنوب دارفور

كشفت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" عن وجود مسيرات وحظائر حديثة البناء في مطار نيالا بجنوب دارفور، الذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع السودانية.

الصور التي حللتها رويترز، تظهر بناء ثلاث حظائر للمسيرات على مدى خمسة أسابيع منذ مطلع العام

الصور التي حللتها رويترز، تظهر بناء ثلاث حظائر للمسيرات على مدى خمسة أسابيع منذ مطلع العام، بالإضافة إلى ظهور مسيرة لأول مرة في المطار في كانون الأول/ديسمبر 2024. ووفقًا لتحليل أجرته شركة "جينز للاستخبارات الدفاعية"، فإن المسيرات هي من طراز CH-95 الصينية الصنع، القادرة على تنفيذ عمليات مراقبة بعيدة المدى وإطلاق ضربات على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.

وتأتي هذه التطورات في إطار الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، والتي اندلعت في أبريل 2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتفاقم أزمة الجوع والأوبئة في البلاد. وتعد نيالا معقلًا رئيسيًا لقوات الدعم السريع، حيث تستخدمها كقاعدة لشن هجمات على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، بالإضافة إلى استهداف مخيم زمزم للنازحين الذي يعاني من مجاعة حادة.

وقد اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستخدام مطار نيالا لتلقي أسلحة من الإمارات العربية المتحدة، التي يُزعم أنها زودت القوات بمسيرات. إلا أن وزارة الخارجية الإماراتية نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أنها لا تقدم أي دعم عسكري لأي من الطرفين، وأن جهودها تركز على الإغاثة الإنسانية. من جانبه، نفى متحدث باسم قوات الدعم السريع لـ"روتيرز" امتلاكهم لمسيرات حديثة، واتهم الجيش بامتلاكها.

وتستهدف مسيرات الدعم السريع مدينة الفاشر بشكل مستمر، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية والأعيان المدنية. وفي المقابل، شن الجيش السوداني سلسلة من الضربات الجوية على نيالا ومطارها، مما أسفر عن مقتل مدنيين، وفقًا لتقارير. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أدلة على خمس ضربات جوية جديدة على الأقل بالقرب من حظائر المسيرات بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

وأسقطت قوات الدعم السريع طائرة تابعة للجيش مساء الأحد، 27 شباط/فبراير 2025، مما يشير إلى تعزيز قدراتها الدفاعية المضادة للطائرات. ووفقًا لخبراء طيران، فإن الطائرة التي سقطت كانت على الأرجح من طراز إليوشن 76، وهي طائرة شحن مماثلة لتلك التي تم إسقاطها في شمال دارفور في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وتستمر دارفور في كونها منطقة محورية في الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل أزمة إنسانية طاحنة. وعلى الرغم من حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على المنطقة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي، إلا أن تدفق الأسلحة الأجنبية لم يتوقف، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويطيل أمد الحرب التي تهدد استقرار السودان ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها.

وتستخدم قوات الدعم السريع الطائرات المسيرة بكثافة مؤخرًا، لا سيما في مناطق سيطرة الجيش، حيث تستهدف الأعيان المدنية، بما في ذلك محطات المياه والكهرباء. وفي الوقت ذاته، يكثف الطيران الحربي هجماته التي يزعم أنها تستهدف تجمعات ومخازن لقوات الدعم السريع، بينما تسفر عن ضحايا بين المدنيين.

يذكر أن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل كان قد كشف عن رصد ثلاث طائرات مسيرة من طراز "فيهونغ-95" (FH-95) في مطار نيالا، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، خلال الفترة من 9 كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى 14 كانون الثاني/يناير 2025. وأكدت الجامعة أن وجود هذه الطائرات يشير إلى عمليات نقل حديثة لتكنولوجيا عسكرية متقدمة من جهة أجنبية إلى هذه القوات شبه العسكرية.

وتدعم التقارير الصادرة عن جامعة ييل المزاعم المتعلقة برحلات الشحن المتكررة إلى مطار نيالا، والتي يُشتبه في أنها تهدف إلى تعزيز قدرات قوات الدعم السريع. ولم يتم تحديد الجهة التي زودت الدعم السريع بهذه الطائرات، رغم الاتهامات الموجهة لدولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري، بما في ذلك الطائرات المسيرة والأسلحة الحديثة.