رويترز: سياسيون يستعدون لتشكيل حكومة والدعم السريع تقول إنها ستعمل معهم

قالت وكالة رويترز للأنباء، إن قوات الدعم السريع أعلنت عن استعدادها للعمل مع حكومة جديدة مقترحة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها، في خطوة تُعدّ الأبرز نحو احتمال تقسيم البلاد، وذلك بعد 20 شهرًا من الحرب السودانية. وتسيطر قوات الدعم السريع على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان، بما في ذلك معظم العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.

من بين الشخصيات التي أكدت مشاركتها في تشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع وفقًا لـ"رويترز"، الأعضاء السابقون في مجلس السيادة محمد التعايشي، والهادي إدريس، والطاهر حجر

وبحسب تقرير للوكالة، أشارت مجموعة من السياسيين المدنيين وقادة الجماعات المسلحة إلى أنهم اتفقوا على تشكيل ما وصفوه بـ"حكومة سلام" بقيادة مدنية، تكون مستقلة عن الدعم السريع، وتُعتبر بديلًا للحكومة الموجودة في بورتسودان، التي اتهموها بإطالة أمد الحرب.

ومن بين الشخصيات التي أكدت مشاركتها في تشكيل الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع وفقًا لـ"رويترز"، الأعضاء السابقون في مجلس السيادة محمد التعايشي، والهادي إدريس، والطاهر حجر. يرأس الهادي إدريس والطاهر حجر حركات مسلحة تقول إنها في موقف الحياد من الحرب الحالية، ويشاركان في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" التي يقودها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.

وأكدت مصادر سياسية سودانية لـ"رويترز" أن قوات الدعم السريع تعاونت مع السياسيين لتشكيل هذه الحكومة، في حين نفت القوات وجود أي صلة حالية لها بالحكومة المقترحة، مشددةً على أنها ستؤدي فقط دورًا أمنيًا وعسكريًا، بينما ستتولى القوى المدنية إدارة الحكم بشكل مستقل.

الحكومة المدعومة من الجيش والمتمركزة في بورتسودان، والتي تسيطر على شمال وشرق البلاد، لم تُعلق على هذه التصريحات. لكنها كانت قد أكدت سابقًا أنها السلطة الوطنية الوحيدة، واتهمت قوات الدعم السريع بمحاولة تدمير البلاد.

وعلى الصعيد الدولي، أعرب دبلوماسيون غربيون عن شكوكهم بشأن أي إدارة جديدة، معتبرين أنها ستكون تحت سيطرة الدعم السريع. وقال دبلوماسي غربي لـ"رويترز": "لا أحد يندفع للاعتراف بهم".

الحرب، التي اندلعت نتيجة صراع على السلطة بين الجيش والدعم السريع، أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح 12 مليون شخص، فضلًا عن تفاقم أزمة الجوع والأمراض. ومع تعثر محاولات التفاوض، يستمر الطرفان في استقطاب الدعم الخارجي لتعزيز مواقعهما، مما يهدد بمزيد من التصعيد وربما تقسيم البلاد.