رمطان لعمامرة: أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة السودان ووحدته

أكد المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة السودان ووحدته، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سياسيًا وينبع من إرادة السودانيين أنفسهم. جاء ذلك في مقابلة مع خدمة أخبار الأمم المتحدة، حيث حث الأطراف المتحاربة على التعامل مع الأسباب الجذرية للصراع والعمل على حماية المدنيين.

جدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان المبارك

تصريحات لعمامرة تأتي على خلفية جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حيال السودان وجنوب السودان، حيث ناقش المجتمعون الأوضاع الإنسانية في السودان والاتجاه الأخير لبعض القوى السياسية والعسكرية لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وأشار لعمامرة إلى التدهور المستمر في الوضع الإنساني في السودان، مؤكدًا أنه يبذل قصارى جهده لإقناع الأطراف المتنازعة بأن الحل الوحيد هو الذي ينبع من إرادتهم السياسية المشتركة. كما جدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان المبارك.

وفيما يتعلق بقضية الحكومة الموازية، أعرب المبعوث الأممي عن قلقه إزاء إعلان بعض القوى السياسية والعسكرية في نيروبي نيتها تشكيل سلطة حاكمة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، محذرًا من أن مثل هذه الخطوات قد تزيد من خطر تفتيت السودان. كما شدد على ضرورة التنسيق بين المبادرات المختلفة للوصول إلى حوار وطني شامل.

وأوضح لعمامرة أن المشاورات المكثفة التي أجراها مع مختلف شرائح المجتمع السوداني، بما في ذلك الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني، تهدف إلى استيعاب رؤاهم وإشراكهم في الحلول المطروحة. وأكد على أهمية الحوار الهادئ والبناء، بعيدًا عن "دبلوماسية مكبرات الصوت"، مشيرًا إلى أنه قدم رسميًا توصياته للقيادتين.

وعلى الصعيد الإقليمي، شارك لعمامرة في قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ضمن وفد الأمين العام للأمم المتحدة، حيث بحث سبل تحقيق سلام مستدام في السودان بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدول المجاورة. كما رحب بانتخاب محمود علي يوسف رئيسًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، مشيدًا بدوره في دعم جهود السلام.

وفيما يتعلق بإعلان جدة، الذي وقعته الأطراف المتحاربة قبل نحو عامين لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وصف لعمامرة الاتفاق بأنه "وثيقة واعدة"، مؤكدًا ضرورة بدء المحادثات الفنية التحضيرية لتنفيذه على أرض الواقع.

واختتم لعمامرة حديثه برسالة إلى الشعب السوداني والأطراف المتحاربة، دعا فيها إلى استغلال شهر رمضان لتعزيز قيم الأخوة والسلام، معربًا عن أمله في أن يكون الشهر الفضيل فرصة للتأمل في مستقبل السودان بعيدًا عن العنف.