رحيل المفكر السوداني الدكتور الباقر العفيف في الولايات المتحدة الأميركية

توفي اليوم الخميس 23 كانون الثاني/يناير، في الولايات المتحدة الأميركية، الكاتب والمفكر السوداني الباقر العفيف، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، إذ ظل يخضع للعلاج لأكثر من خمس سنوات.

عرف الدكتور الباقر، بأطروحاته الفكرية في مسألة الهوية السودانية، والثقافات السودانية

وعرف الدكتور الباقر، بأطروحاته الفكرية في مسألة الهوية السودانية، والثقافات السودانية، ومن أشهر مؤلفاته في هذا المجال الفكري، كتابه الموسوم بـ"وجوه خلف الحرب"، الذي ناقش فيه أزمة الهوية السودانية، وتشابكاتها من زاوية ثقافية تستقري تصورات المجموعات السودانية حول ذواتها، وعن الآخرين.

كما أسهم الدكتور الباقر عفيف في مقاربة "أزمة دارفور" من خلال مؤلفه المعنون بـ "الهوية والحرب الأهلية في السودان"، إضافة إلى عدد آخر من المؤلفات والأوراق العلمية التي تناقش قضايا بلده، وتحاول أن تضع حلولًا لها تساعد في الخروج من الأزمات المتلاحقة في السودان.

ارتبط اسم الراحل بـ"مركز الخاتم للاستنارة والتنمية البشرية"، إذ وهب الدكتور العفيف، جل وقته لأنشطة وبرامج المركز في التوعوية والاستنارة، منذ تأسيسه في العام 2007، ورغم تعرضه شخصيًا للمضايقات الأمنية، في فترة الرئيس المعزول عمر البشير، إلا أنه واصل دعمه للمركز والإسهام في وضع الخطط وتطوير برامجه التثقيفية والإعلامية والتوثيقية، المرتبطة بالشأن السوداني، وذات الصلة بحقوق الإنسان.

تأسس مركز الخاتم عدلان للاستنارة، تخليدًا لذكر المفكر والمترجم السوداني والسياسي السوداني الشهير، الخاتم عدلان، الذي رحل في العام 2005، بعد أن قدم مساهمات ثرة في مناقشة القضايا السودانية، من زوايا سياسية وفكرية، إضافة إلى إسهاماته في مجال الترجمة، وكان صديقًا مقربًا للدكتور الباقر العفيف.

يرحل الدكتور الباقر العفيف، وبلاده السودان، تشهد أقسي أزماتها، متمثلة في الحرب الدائرة منذ نحو عامين، ورغم ظروفه المرضية التي كانت تحاصره خلال السنتين الأخيرتين، إلا أن العفيف قدم أطروحات تساعد في الحلول المدنية لإنهاء الحرب، كما قدم أفكارًا نيرة بشأن التناول الإعلامي الأمثل لما يدور الآن في السودان،وكان مهمومًا حتى الرمق الأخير في جهود توحيد القوى المدنية الديمقراطية.

وجاء في نعي مركز الخاتم عدلان للدكتور الباقر العفيف: " فقد السودان بهذا الرحيل الفاجع والحزين، مناضلًا ومفكرًا سودانيًا ظل مؤمنًا بوحدة البلاد، وحق شعبه في الحكم المدني الديمقراطي، ومناضلًا جسورًا في مواجهة الشمولية والديكتاتورية، منذ سنوات دراسته الجامعية حتى رحيله اليوم. لم يمنعه المرض أو يقعده عن تلبية نداء الواجب لمساندة الشعب السوداني، من أهوال حرب أبريل ٢٠٢٣م. وجميع أنشطة المركز والعمل العام حتى لحظة رحيلة اليوم."