سياسة

ذكرى 6 أبريل.. كتلة حرجة أمام إغلاقات أمنية

5 أبريل 2022
20201021_2_44950247_59081990.jpg
(Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

شتان ما بين السادس من نيسان/ابريل 2019 والذكرى الثالثة التي تصادف غدًا الأربعاء، ذكرى الانتصار التي انتهى إلى انقلاب عسكري يقاومه المتظاهرون منذ خمسة أشهر وخلفت نحو (93) شهيدًا.

في السادس من نيسان/أبريل 2019 كانت القوى المدنية موحدة وتمكنت من الوصول إلى توافق من الحد الأدنى تحت تحالف قوى الحرية والتغيير، واليوم تعد تنسيقيات لجان المقاومة هي التي تقود الحراك السلمي رافضة العودة إلى إئتلاف مع قوى الحرية والتغيير.

ورغم الاختلاف السياسي بين تنسيقيات المقاومة الشعبية وقوى الحرية والتغيير؛ إلا أن هذا الانقسام لم ينعكس على قوة الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكري، إذ ينوي الآلاف التظاهر غدًا ضد المكون العسكري للمطالبة بالتنحي عن السلطة.

الصيام والطقس الحار من العوامل التي قد تؤثر على مواكب الغد

أما على الصعيد الميداني فإن العسكريين بعد الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عمدوا إلى إغلاق الجسور وتقطيع أوصال مدن العاصمة المثلثة، بينما كانت هذه الإجراءات غير متبعة قبل سقوط المخلوع وتمكن عشرات الآلاف من عبور الجسور في وضح النهار نحو القيادة العامة للجيش.

التكتيكات التي يتخذها العسكريون لشل قدرة الاحتجاجات الشعبية متنوعة، فمثلًا هناك إرهاصات عن قطع خدمة الإنترنت وربما المكالمات الهاتفية غدًا الأربعاء، رغم أن لجنة أمن ولاية الخرطوم تؤكد أنها تكفل الحريات الأساسية.

اقرأ/ي أيضًا: المقاومة بالجريف شرق تقيم إفطارًا جماعيًا في ذكرى الشهيد "ود عكر"

أما العوامل التي تصب في صالح الحراك السلمي، فمنها أن الكتلة الحرجة جاهزة للخروج غدًا الأربعاء بحسب قراءة سريعة للإعلانات التي صاحبت موكب السادس من نيسان/أبريل، وبرزت مقترحات بتحويل جميع الشوارع إلى اعتصامات بدلًا من التوجه إلى القيادة العامة ومقار الجيش أو القصر.

وهناك عامل قد يكون مؤثرًا وهو الصيام، و يصادف غدًا الأربعاء الخامس من رمضان وفي ظل درجات حرارة مرتفعة، فإن التكتيكات التي درج عليها المتظاهرون قد تتأثر بالصوم وارتفاع الحرارة.

ويقول عمر اسماعيل وهو عضو لجنة مقاومة في أم درمان لـ"الترا سودان"، إن الصيام لن يؤثر على كثافة الحشود، متوقعًا خروج عشرات الآلاف من السودانيين، وقال إن الوضع المعيشي والتردي الأمني يدفعان العديد لرفض حكم البرهان.

مبدئيًا حددت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم مبنى البرلمان وجهة متظاهري أم درمان، وشارع المطار وجهة لمتظاهري الخرطوم، وتقاطع المؤسسة وجهة لمتظاهري الخرطوم بحري.

تبدو هذه التكتيكات غير مفاجئة في ظل ترسانة عسكرية وأمنية متوقعة الساعات القادمة، بانتشار كثيف في الجسور والشوارع الرئيسية وإغلاق الطرق إلى القيادة والقصر.

ومن خلال المسارات التي حددتها تنسيقيات لجان المقاومة فإنها على ما يبدو آثرت عدم رفع السقوفات غدًا الأربعاء، مع الإبقاء على خطوط التراجع والعودة مرة أخرى إلى الشوارع الفترة القادمة.

وتقول رؤى وهي طالبة جامعية (20) عامًا في حديث لـ"الترا سودان"، إن الخروج للتظاهر أصبح مختلفا فالتفكير يختلف من جيل إلى جيل وأنا على ثقة أن جيلنا سيخرج غدًا لرفض سلطة القهر على حد تعبيرها.

وأضافت رؤى: "قد لا نكون الجيل الأكثر فاعلية في اسقاط النظام البائد لكننا أيضًا لن نسمح بعودة الحكم العسكري وبالنسبة لنا الخروج لن ينتهي غدًا بل هناك خطط قادمة لوضع الشارع ضد الانقلاب العسكري".

قبل ثلاثة أعوام حينما تمكن مئات الآلاف من السودانيين من تطويق القيادة العامة للجيش من كل الاتجاهات أعلنوا تنظيم اعتصام لاجبار الرئيس المعزول عمر البشير على التنحي ومع الاعتصام لم يأخذ المخلوع سوى خمسة أيام، ليعلن نائبه عوض بن عوف عزل الرئيس استجابة لإرادة السودانيين.

عوامل الاعتصام غير متوفرة ومن الصعب وصول آلاف المتظاهرين إلى القيادة العامة

لكن في الوقت الراهن عوامل الاعتصام غير متوفرة ومن الصعب وصول الآلاف من المتظاهرين إلى القيادة العامة او القصر أو أي مقر عسكري في ظل الإجراءات الأمنية الاستباقية التي درج العسكريون على تنفيذها.

وتشير التكهنات إلى أن الحشود ستملأ الشوارع في مدن العاصمة، وهي في نظرهم رسالة كافية أن التطبيع مع الانقلاب العسكري مرفوض.

وبرزت أدبيات الاعتصام بين قوى المقاومة الشعبية ونواتها من الشبان والفتيات في كانون الثاني/يناير الماضي قرب مستشفى رويال كير شرق العاصمة عشية مجزرة أدت إلى مقتل محتجين في بري.

وتكرر الاعتصام مرة أخرى قرب القيادة العامة في السادس من نيسان/أبريل 2019 وغدًا تعود الذكرى الثالثة للاعتصام، وقد لا يحدث الاعتصام لكن قادة الحراك السلمي يقولون إن جميع الشوارع اعتصامات مفتوحة لمناهضة الحكم العسكري.

اقرأ/ي أيضًا

محامو الطوارئ يكشفون عن ظروف قاسية يعاني منها المعتقلون في رمضان

تفاقم الأوضاع بصواردة في أعقاب تشغيل مصنع للتعدين

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert